|
الأسير المحرر عيسى فقد نصف عائلته وهو داخل الأسر
نشر بتاريخ: 11/06/2013 ( آخر تحديث: 11/06/2013 الساعة: 12:16 )
رفح - خاص معا - لوفاة والديه ولتعويضه عنهم ولمشاركته في فرحة الإفراج عنه حضرة أم محمود والتي تسكن مدينه العريش برفقة باقي عائلتها إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة لتستقبل الأسير المفرج عنه رياض عيسى بعد مرور أكثر من 20 عاما على أسرة داخل السجون الإسرائيلية.
وعن فرحتها قالت أم محمود لوكالة معا " أنا اقرب لرياض من جهة والدته فانا ابنة خاله ولم أره منذ كان عمري 5 سنوات وعندما علمت بان اليوم سيفرج عنه قدمت إلى رفح لاستقباله فرحة لا يمكن وصفها فهو عزيز كثيرا علينا ". وتبين أن احد أسباب حضورها لاستقبل الأسير هو وفاة والديه قبل أن يشاهداه خارج السجن فحاولنا بمشاركتنا أن نخفف عنه ما فقده من حنانهما كما انه يخرج وشقيقته الوحيدة نوال 50 عاما قد توفيت بسبب أصابتها بمرض السرطان عام 2005 م وتوفي أيضا أخوية احدهما استشهد قبل عدة أعوام . هذه الحالة الفريد الأسير مفرج عنه جعلت جماهير رفح وخاصة أقاربه وجيرانه يتوافدون علي منزله أملا في أن يعوضوه ولو شيء بسيط عن هذا الفقدان الأليم حيث لم تستطع والدته صبحيه عيسي والتي توفيت في منصف عام 2011 بسبب مرض الم بها أن تراه لأكثر من ستة سنوات وكذلك ولده سعيد عيسي 80 عاما والذي توفي قبل نحو ثمانية أشهر . رغم كل ما سبق لم تغب الابتسامة عن شفاه الأسير المفرج عنه رياض عيسي 41 عاما حيث قال لوكالة معا " لم أتصور هذا الاستقبال ولا هذه الفرحة التي رايتها علي وجوه لا اعرفها ويمكن لأول مرة يسمعون اسمي أو يشاهدونني , افتخر كثيرا بهذا الشعب ". وبين أن فرحته لا يمكن وصفها بأي كلمات لخروجه اليوم من السجن بعد مرور 20 عاما فهو يعتبر من الأسري القدامى أو ما يطلق عليهم اسري أوسلو والتي رفض الاحتلال الإفراج عنهم بأي صفقة أو حلول في المفاوضات. هذه الفرحة امتزجت ما بين فقدان العائلة وترك العديد من الأسرى داخل السجون ليقول " الفرحة بداخلي كبيرة جدا ولكن خرجت من الأسر وتركت خالفي الكثير من الأسرى الذين يعانون الكثير من الألم والقهر داخل السجون حزني علي فقدان عائلتي وعدم قدرتي علي رويتهم ولكن حزني الأكبر علي الأحياء المعرضين للموت بأي وقت في السجون الإسرائيلية بدون رحمة ". |223085| الكثير من الذكريات المؤلمة تتغلغل في ذاكرة عيسي ليضيف " لا يمكن نسيان 20 عاما في سجون الاحتلال ولا يمكن أيضا تنسي ما حدث فيها فجميعها مؤلمة , سأحاول أن أعوض ما فأتني في حياتي ولن انسي الأسرى وسيكنون علي سلم أولوياتي ". وعن الفرحة داخل السجون ذكر أن كل صغيرة وكبيرة جديدة في حياة الأسير تكون مفرحة فصفقة الأحرار كانت من أكثر المواقف فرحا داخل السجون أي أن أطلاق أي أسير هي الفرحة التي لا ينساها باقي الأسرى فهي من تعطيه أن يستمر في الحياة علي أمل أن يخرج هو الأخر في المرة المقبلة . وطالب عيسي جميع فصائل المقاومة أن تأسر جنود إسرائيليين لإطلاق أسرى آخرين وكذلك أن يتمسك الرئيس محمود عباس بإطلاق جميع الأسرى في المفاوضات القادمة وان تكون علي سلم أولوياته وأي حكومة قادمة . ومن جانبه عبر شقيق الأسير أيمن عن فرحته بخروج أخيه من الأسر ليقول " تبقي منقوصة لفقدان الكثير من عائلتي فخلال ثماني سنوات الأخيرة فقدناهم تباعا ولم يستطيعوا أن يزروه منذ عام 2006م وكن الجميع هنا لمشاركته وتعويضه عن سنين الأسر ". وبين لوكالة معا أن العائلة أعدت خيمة لاستقبال المهنئين بالإفراج عن الأسير وقبلها لاستقباله بساحة ملعب برقة بحي " سدود " بالمخيم الشابورة وسط مدينة رفح . وكلمة وفاء للوالدين قال أيمن " ذهبنا بشقيقنا إلى مقبرة المخيم وقرانا الفاتحة علي روح والدي واخوي وأختي ومن ثم توجهنا إلى بيت العائلة حيث استقبلنا أبناء رفح علي دوار العودة فالتهليل والتكبير لسلامته وعودته من سجون الاحتلال . وبدورها وعدة خالة الأسير رياض أمنه عيسي 62 عام أن تكون له بمثابة الأم وان تعوضه عن فقدان والدته وأنها ستبحث له عن عروسة لتزويجه بمجرد أن يرتاح من المهنئين له بالسلامة . وإضافة " فرحتي لا يمكن وصفها بأي كلمات وأنا ازور بيته منذ أكثر من أسبوع لأجهز له ما يحتاجه من طعام يرغب في تناولها وسابقي بجانبه إلى أن أزوجه أن شاء الله ", وتمنت من الله أن يطبق باقي الأسرى ليشعروا بما شعر به رياض وكذلك عائلته مثلما دخلت الفرحة إلى قلوبنا . ويذكر أن الأسير رياض عيسى هو احد قدامى الأسرى ,وواحد من قيادات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال معتقل منذ 10/6/1993 ، وحكم عليه الاحتلال بالسجن لمدة 20 عاماً، بتهمه الانتماء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتنفيذ عمليات مسلحة ضد الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى ، وقد امضي الأسير محكوميته بالكامل ,حيث رفض الاحتلال أطلاق سراحه ضمن العديد من صفقات حسن النوايا التي تمت بعد اتفاق أوسلو. |223084| |223083| |223082| |