حي المطار.. "الهبوط والإقلاع" رهن توقيت الاحتلال

بيت لحم- تقرير معا - بعد أن استكملت إسرائيل بناء جدار الضم والتوسع في قلنديا شمال القدس منذ يومين، والذي أسفر عن عزل الجهة الشرقية لقلنديا "حي المطار" ازدادت معاناة قاطني الحي في الدخول والخروج إلى حيّهم المعزول، عبر "فوهة ضيّقة من الجدار"، حسب وصف المواطن شريف عوض الله.

"جنود إسرائيليون يقفون على بوابة الجدار الجديدة التي خصصت للتضييق وإذلال أهالي حي المطار، دون التصريح والهوية الإسرائيلية لا يمكنك أن تغادر منزلك بعد الآن"، بهذه الكلمات التي تخرج من رحم المعاناة، عبّر المواطن شريف عوض الله أحد سكان حي المطار لـ معا عن ما يخنق حريتهم وحركتهم من قرارات إسرائيلية تمنعهم من التحرك إلا بشروط ومواعيد محددة، بسبب أنه وأفراد عائلته يحملون الهوية الفلسطينية.

مواعيد محددة للدخول والخروج إلى الحي
وقال عوض الله، إن هذه المنطقة تقع تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة والتابعة لبلدية الاحتلال في القدس، وبعد أن استكمل بناء الجدار تم تخصيص بوابة لدخول وخروج أهالي الحي، إضافة إلى فرض مواعيد محددة لذلك (في الصباح من السابعة وحتى الثامنة والنصف، وفي الظهيرة من الساعة الثانية عشرة وحتى الواحدة، وفي المساء من الرابعة وحتى الخامسة مساء).
|223301|
وأضاف عوض أن الدخول والخروج من خلال هذه البوابة يتم وفق قائمة تضم أرقام وأسماء محددة لسكان الحي ومن يسمح لهم بالدخول إليه من أقاربهم، وبموافقة الجندي المناوب، مبيناً أنه لا يستطيع وأفراد عائلته التحرك وفق ظروفه في الوقت الذي تمتنع سلطات الاحتلال عن إصدار تصاريح لهم تمكنهم من تجنب هذه القيود والمواعيد المحددة، فإذا ما تأخر احد السكان عن الموعد دقيقة أو دقيقتين فلن يتمكن من الدخول، وهذا ما أكده أيضا رئيس المجلس المحلي لقلنديا يوسف عوض.

محكمة الاحتلال: يحق لهم المرور دون اوقات محددة
وأوضح أيضا رئيس المجلس لـ معا أنه تأخر يوم أمس عن موعد الدخول إلى الحي فلم يسمح له جنود الاحتلال بعبور البوابة، مما اضطره للانتظار ساعات حتى يحين الموعد الجديد فيتمكن من العودة إلى منزله في "حي المطار".

وأشار إلى أنهم توجهوا إلى الارتباط الإسرائيلي وطالبوا بإيجاد حلول لمعضلتهم المتفاقمة، فما كان من الجانب الاسرائيلي إلا ان اكتفى بطلب قائمة بمطالب الاهالي بدعوى دراستها ومن ثم تقديمها لما تسمى بالإدارة المدنية لاتخاذ القرارات التي لم يلمسوا منها شيئا.
|223300|
وأردف القول، إن هناك قرارا لمحكمة الاحتلال ينص على "أنه يحق لأهالي قلنديا المرور بين قسمي البلدة التي شطرها الجدار دون أوقات محددة"، مطالبا الجهات المسؤولة بالتدخل لوضع حد لهذه المعاناة اليومية التي تستهدف التضييق على الفلسطينيين.

جدير بالذكر أن قلنديا تقع إلى الشمال من مدينة القدس، ويصل إليها طريق فرعي يربطها بالطريق الرئيسي القدس ـ رام الله، وقد سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على القرية عقب حرب 1967 واحتلت مطار القدس الذي كان قد أنشئ زمن الانتداب البريطاني. وفي السنوات المنصرمة صادر الاحتلال مئات الدونمات من أراضي القرية لبناء جدار الضم والتوسع ما تسبب بعزل القرية عن العالم الخارجي.