وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مجلس الإفتاء الأعلى يحذر من تداعيات التوسع الاستيطاني

نشر بتاريخ: 13/06/2013 ( آخر تحديث: 13/06/2013 الساعة: 13:25 )
القدس -معا - حذر مجلس الإفتاء الأعلى من التداعيات الخطيرة لقرار سلطات الاحتلال الخاص بتوسيع تسع مستوطنات مقامة على أراضي المواطنين في الضفة الغربية، وذلك بالتزامن مع استهدافها المتواصل للمدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك، حيث وضعت سلطة الآثار أعمدة حديدية على قطعة أرض في حي وادي حلوة ببلدة سلوان تمهيداً لإقامة ما يسمى مبنى "كيدم الاستيطاني " في ساحة باب المغاربة، على بعد خطوات من أسوار المسجد الأقصى المبارك، وأشار المجلس إلى أن إن هذا القرار يفضح سياسة الاحتلال في فرض الأمر الواقع، وتهويد المدينة المقدسة، وإفراغها من سكانها الفلسطينيين الأصليين، ضمن مشروع احتلالي لا يستهدف المدينة المقدسة فقط، بل تعداه لاستهداف كامل الضفة الغربية، حيث أقرت سلطات الاحتلال بناء ما يزيد عن (550) وحدة استيطانية موزعة على تسع مستوطنات، أضخمها ما يسمى مستوطنة (بورخين) المقامة على أراضي محافظة سلفيت.

وعبر المجلس عن ثقته بأن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا السرطان الاستيطاني، الذي ينتشر في معظم الأراضي الفلسطينية، محذراً من تبعات هذه المشاريع التهويدية، التي تأتي امتداداً لغطرسة الاحتلال وعدوانه على الأراضي الفلسطينية بعامة، في إطار سياسة مبرمجة تهدف إلى فرض الأمر الواقع على الأرض من خلال إجراءات عدوانية مباشرة وغير مباشرة، تعبر عن تعنت الاحتلال الإسرائيلي وإصراره على الإجرام وتزييف الحقائق.

وحذر المجلس من تبعات هذه الممارسات التي ستؤدي إلى انفجار الوضع الفلسطيني المتأزم، ؛ وندد كذلك بأوامر ترحيل عائلات الكعابنة المقيمين على أراضي بلدة بيت حنينا بمحاذاة بلدة بيرنبالا، التي تضم نحو (53) مواطناً، مبيناً أن هذه العشيرة تعيش في ظروف قاهرة، تضاعفت بعد إقامة جدار الفصل العنصري، الذي فصل أبناء العشيرة الواحدة، وقطع الخدمات التعليمية والطبية عنهم، داعياً إلى ضرورة لجم هذه الانتهاكات والاعتداءات.

وفي سياق متصل؛ أدان المجلس اعتقال فضيلة الشيخ ناجح بكيرات، مدير المسجد الأقصى المبارك، واعتبر ذلك تعدياً صارخاً على الرموز الدينية في فلسطين، موضحاً أن هذا الاعتقال يأتي في سياق الاضطهاد الديني الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين بعامة، ويأتي في سياق تفريغ المسجد الأقصى المبارك من رواده وسدنته بخاصة.

وناشد المجلس العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته التي تعنى بالسلام وحقوق الإنسان والمقدسات العمل على ثني إسرائيل عما تخطط له من تدمير للمدينة المقدسة والأراضي الفلسطينية كاملة، ودرء الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس والقضية الفلسطينية، والوقوف في وجه آلة العدوان الإسرائيلي التي تمارس أبشع جرائم الحرب ضد أبناء فلسطين ومقدساتها وأراضيها.

جاء ذلك خلال جلسة المجلس السادسة بعد المائة، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وحضور أعضاء المجلس، تخللها مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها.