|
النبي صالح.. قرية فلسطينية رغم النكسة والجدار تتحدى الاستيطان
نشر بتاريخ: 15/06/2013 ( آخر تحديث: 15/06/2013 الساعة: 10:35 )
رام الله – تقرير معا - أبو حسام التميمي، أحد المواطنين الفلسطينيين الذين خسروا أراضيهم التي صودرت لصالح المستوطنات، هذا الرجل خسر مائة وخمسين شجرة زيتون مثمرة، وقصة التميمي تعكس واقع الحياة اليومية لأبناء قرية النبي صالح من قبل المستوطنين، الذين جاءوا من أصقاع الأرض ليستوطنوا على تراب هذه القرية الذي أقر العالم أجمع بأنها محتلة.
وبسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الاستيلاء على أراضي قرية النبي صالح، انطلق أبناء هذه القرية بمسيرات أسبوعية وفعاليات مستمرة للمطالبة بإزالة المستوطنة وإعادة حقوقهم المسلوبة، وانفجر هذا الصراع بعد قيام مستوطنين بالاستيلاء على عين الماء التابعة لأبناء القرية وعلى أراض أخرى بحجة انها أراضي دينية لليهود ما اثار حفيظة الفلسطينيين، وتواصلت هذه الفعاليات منذ 9/12/2009 حتى الآن. ويقول أبو حسام: منذ بداية الاحتلال ولغاية الآن نتأثر في القرية من الاستيطان، حيث بدأ الاستيطان عام 1967 في منطقة حلميش، حيث تمت مصادرة أكثر من حوالي 300 دونم من أراضي القرية، وتم بناء المستوطنات عليها. ويؤكد أبو حسام أن العديد من المواطنين رفعوا قضايا أمام ما يسمى "محكمة العدل العليا"، واستصدر الأهالي أول قرار في تاريخ فلسطين يتم من خلاله وقف الاستيطان، ومنع المستوطنين من الاستيطان على أراضي القرية.|223791| إلا أن أبو حسام يؤكد أنه وبعد فترة زمنية عاد المستوطنون وأقاموا بؤرة استيطانية سميت "نيغيسوف" وبعد ذلك أقاموا مستوطنة "حلميش". وقال أبو حسام: تم مصادر أرضي القائم عليها حوالي 150 شجرة زيتون، تم سرقتها بشكل مباشر في بداية انتفاضة الأقصى، ومن هنا قمت برفع قضايا عن طريق مجموعة من المحامين ومؤسسات إسرائيلية، وحتى الآن وللسنة الرابعة نقاوم الاستيطان من خلال الفعاليات والمسيرات التي تقوم بها كل يوم جمعة. ويشدد أبو حسام على أنه ومنذ الإفراج عنه في سجون الاحتلال في العام 1986 وحتى اليوم، وهو في صراع دائم مع الاستيطان والمستوطنين في قرية النبي صالح، ولكن على الأرض فإن الاستيطان لا يزال يتوسع، ولا نتائج سياسية على أرض الواقع، رغم المقاومة الشعبية التي يواصلها أبناء القرية. وثيقة جديدة صدرت أكدت ارتفاع وتيرة البناء الاستيطاني بنسبة مائة وستة وسبعين بالمئة خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.|223793| أرقام يراها المجتمع الدولي تمثل عقبة حقيقية أمام إمكانية التوصل إلى سلام في المنطقة، وقد تؤثر على العودة إلى طاولة المفاوضات، وتحول دون إقامة حل الدولتين. وفي هذا الصدد، يقول رئيس الوزراء الجديد، د. رامي الحمد الله نأمل من المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطه على إسرائيل حتى توقف هذه العملية. وحذر د. الحمد الله في لقاء مع مراسل " معا " برام الله، من أن استمرار الاستيطان سيؤدي إلى قتل حل الدولتين الذي ينشده الجميع على حدود العام 1967. وأضاف د. الحمد الله: اعتقد أنه باستمرار هذا الاستيطان، الفرصة الآن تضيق وتضيق وربما تتلاشى على حل الدولتين، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن هناك واجب، وعليه أن يتحرك بقوة ويدرك أن عليه أن يوقف عملية الاستيطان وضم الأراضي والاعتداءات على المواطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس. وشدد د. الحمد الله على أن الجميع يتحدث عن دولة فلسطينية متواصلة، وتساءل: كيف نستطيع أن نقيم دولة فلسطينية متواصلة على حدود العام 1967، إذا بقي الاستيطان على كل 10كم وكل كيلو مترو وكل نصف كيلو متر، كيف نستطيع أن نقيم هذه الدولة، ونحن نقول أن استمرار الاستيطان ووجوده غير شرعي على أراضينا، والاستيطان يجب أن يتوقف وأن يزول. من ناحيته، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اليستر بيرت، لوكالة " معا "، إن بريطانيا تدين التوسع الاستيطاني الذي تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وترى أنه يمثل عقبة في طريق تحقيق السلام..|223790| وشدد بيرت على أن بلاده تدين التوسع الاستيطاني في الأرض الفلسطينية وترى أنه عقبة في طريق السلام، وصوتت في السابق لصالح قرارات تدين الاستيطان في الأمم المتحدة، وهي مستعدة لفعل ذلك مرة أخرى. وأكد بيرت على أن بريطانيا تدعم جهود وزير الخارجية الأميركية جون كيري، والتزامه في محاولة إعادة الطرفين للمفاوضات من أجل تحقيق السلام. واطلع بيرت على معاناة أهالي قرية النبي صالح من خلال زيارة ميدانية قام بها للقرية، وشاهد أثار الاحتلال على حياة أهالي القرية اليومية. وقال بيرت هناك فرصة تاريخية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وعلى القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية استغلالها لدعم آمال الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولتين جنبا إلى جنب". وتمثل قرية النبي صالح واحدة من أبرز مظاهر مقاومة الفلسطيني للتوسع الاستيطاني، حيث تنظم القرية أسبوعياً مسيرات مناهضة للاستيطان، واستشهد خلالها مواطنين خلال العاميين الماضيين.|223794| وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان، باسم التميمي إن المقاومة الشعبية هي خيار نضالي للتعبير عن رفض الوجود الاحتلالي على الأرض الفلسطينية بكل أشكاله وتعبيراته. وشدد التميمي على أن المقاومة الشعبية هي خيار الشعب الفلسطيني أمام هذا الزحف الاستيطاني للوقوف والتصدي لهذا الاحتلال حتى الوصول إلى الحقوق الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية الخالية من الاستيطان. وأكد التميمي أن الاستيطان هو المحور المركزي في المشروع الصهيوني لاحلال الوجود اليهودي مكان الوجود الفلسطيني، معتبراً أن الاستيطان هو العامل الأساسي في كل ما لحق بالشعب الفلسطيني من مآسي. وأشار التميمي إلى أن كل السياسات الإسرائيلية التي تمارس ضد الفلسطينيين هي أساسها المشروع الاستيطاني، لأن إسرائيل نفسها هي المستوطنة الكبرى على أرض فلسطين. إجراءات حكومة الاحتلال التي تنتهجها على الأرض دفعت القيادة الفلسطينية إلى الاصرار على وقف التوسع الاستيطاني كشرط أساسي للعودة للمفاوضات، فحكومة الاحتلال تواصل مصادرة الجغرافيا وقضم الأراضي، لتفرض واقعاً جديداً على الأرض يستحيل معه قيام دولة فلسطينية.|223789| وتقع قرية النبي صالح شمال غرب رام الله وتبعد عنها حوالي 20 كم تقريباً، ويبلغ عدد سكانها حوالي 550 نسمة، معظمهم من عائلة التميمي التي يعود أصلها إلى مدينة الخليل، ويقال انهم قدموا من الخليل ليسكنوا في النبي صالح ودير نظام ومناطق مختلفة، بسبب خصوبة أرضها وموقعها الجميل واراضيها الزراعية وزيتونها النقي. |