وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

85 عاما على ولادة تشي غيفارا

نشر بتاريخ: 15/06/2013 ( آخر تحديث: 15/06/2013 الساعة: 14:41 )
انباء موسكو - معا - في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1967، وفي قاعة صغيرة في مدرسة ببوليفيا، وتحديدا بقرية لا هيغويرا، قتل ايرنيستو تشي غيفارا الذي وصفه الكاتب الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر بأنه " الكائن البشري الأكثر كمالا".

هكذا أنهى غيفارا حياة ثورية قادها آملا بتخفيف آلام الفقراء من الأرجنتين إلى غواتيمالا ومن كوبا إلى الكونغو ومنها إلى بوليفيا.

اما اليوم، فهي الذكرى المعاكسة، اليوم يصادف ذكرى ميلاد غيفارا الخامسة والثمانين. مثل هذا اليوم في عام 1928، ولد ايرنيستو تشي غيفارا في أسرة تنتمي إلى الطبقة البرجوازية في روساريو في الأرجنتين.

لم يكن أحد ليدرك ان المولود الجديد من والدين منحدرين من جذور ايرلندية واسبانية، سيكون رمزا للثورة، يقتدي به شباب اليسار في العالم بأجمعه حتى القرن الحادي والعشرين.

شخص غيفارا يولد حالة من التضارب في المواقف، فالبعض يرى في سيرة ايرنيستو غيفارا عنفا مرفوضا، وغير محبذ، لأن الثورة، حسب البعض، لا تحمل حتما في مضمونها شلالات من الدم والقتل والعنف إنما هي قادرة على التغيير في أطر الثقافة والفكر.

إلا أن كثيرين يرون في شخص غيفارا بطلا قاد الثورة فكرا وعملا بغية تحرير المظلوم ونصرة الفقير.

ولكن مهما تباينت المواقف بين محب ولائم لغيفارا، لا يمكن التغاضي عن أهمية يوم ميلاد غيفارا "الرسمي"، ذلك أن عددا من المصادر تشير إلى أن يوم ميلاده في الواقع كان ليصادف والرابع عشر من نيسان/أبريل إلا أنه نقل إلى تاريخ آخر نظرا لظروف معينة تتعلق بزواج والديه.

في هذا اليوم، تحتفل مدينة روسياريو التي كانت أول مهد لغيفارا، معدة أجندة كاملة من البرامج ومنها برامج أعدت بالتعاون بين بلدية المدينة ومركز ايرنيستو تشي غيفارا للدراسات الأميركية اللاتينية.

لا شك في أن جميع من أحب غيفارا، وجميع من أدان أسلوبه القتالي في تحقيق غاية إنسانية، يعرفون سيرة حياته وما مر به هذا الطبيب الأرجنتيني قبل أن أصابته رصاصات مركز الاستخبارات الأميركية.

سريعة كلمحة البصر كانت حياة الرفاهية في سيرة غيفارا، فبعد إتمامه دراسة الطب عام 1952، تحول غيفارا إلى الماركسية وانتقل إلى غواتيمالا لينضم لاحقا إلى فيديل كاسترو عام 1955.

هذا القرار كان خطوة لغيفارا نحو معلوم مجهول ولكن لا عودة منها وبالفعل كانت حياة غيفارا منذ لحظة إعلانه الانكباب على قضايا الآخرين وقضية الفقير والمظلوم رهنا للتطورات.

برز غيفارا مثقفا، مفكرا، وليس فقط محاربا ومقاتلا، إذ كانت له أفكار وتعليقات مختلفة وعميقة حول الاشتراكية والاتحاد السوفيتي وحتى حول كوبا وصديقه المقرب فيديل كاسترو.

ولادة غيفارا ومقتله كانا كما انعكاسا لفصول السنة فولادته جاءت اليوم على أبواب صيف مشمس واعد في حين رمته أرضا رصاصة الخريف منذرة بشتاء بارد أمام المظلومين في العالم.