وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صندوق الاستثمار يسلط الضوء على الشباب الرياديين لانشاء شركات خاصة بهم

نشر بتاريخ: 16/06/2013 ( آخر تحديث: 17/06/2013 الساعة: 14:16 )
رام الله - معا - اطلق صندوق الاستثمار الفلسطيني مبادرة "مشروعي يبدأ بفكرة" لتسليط الضوء على الشباب الرياديين لانشاء شركان خاصة بهم.

وقال عبد الحميد العبوة مدير دائرة العمليات في صندوق الاستثمار الفلسطيني إن إطلاق الصندوق لمبادرة "مشروعي يبدأ بفكرة" يأتي من إيمان الصندوق بأهمية المساهمة في تأهيل الطلبة الجامعيين للدخول إلى سوق العمل، وصقل قدراتهم ومهاراتهم الاحترافية والإدارية لتنفيذ مشاريعهم ومبادراتهم الخاصة، حيث عمل الصندوق على إطلاق وتمويل برنامج تدريبي مكثف مدته 9 أشهر، بالشراكة مع ست جامعات فلسطينية بهدف دعم الرياديين الشباب من طلبة الجامعات الفلسطينية، من أجل تطوير مهاراتهم الإدارية وتمكينهم من تنفيذ مشاريعهم الخاصة بمهنية عالية، حيث يستهدف التدريب التخصصات الجامعية في كلية التجارة، والهندسة والتخصصات الصناعية والزراعية بالإضافة إلى تخصص تكنولوجيا المعلومات.

وحول المشروع قال العبوة إن المشروع يهدف أساساً إلى إكساب طلبة الجامعات كافة المهارات التي تؤهلهم لتطوير مشاريع خاصة بهم في المستقبل من خلال اعتمادهم على مهاراتهم التي اكتسبوها خلال فترة البرنامج، وبالتالي تتم المساهمة في إطلاق المزيد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في فلسطين والتي هي عصب الاقتصاد الوطني، والتخفيف من العبء عن القطاعين العام والخاص في عملية التوظيف، والتقليل من نسب البطالة المستقبلية المحتملة.

وكانت جامعة البوليتكنك في الخليل احتفلت نهاية الأسبوع الماضي باختتام برنامج "مشروعي يبدأ بفكرة"، وذلك بتتويج عدد من المشاريع الفائزة التي قام الطلبة بتقديم خطط عمل لتنفيذها ضمن شركات ناشئة، لتتنوع تلك المشاريع في قطاعات الزراعة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، حيث تمت مناقشة الخطط المقدمة من خلال لجنة تحكيم مؤلفة من ممثلين عن جامعة البوليتكنك في الخليل وصندوق الاستثمار الفلسطيني والقطاع الخاص.

من جهته، علق الدكتور سميح العبد، ممثل صندوق الاستثمار الفلسطيني على هذا البرنامج خلال كلمته في الحفل قائلاً: "لم ينته برنامج "مشروعي يبدأ بفكرة" عند هذا الحد، فإنني على يقين بأن الخطط والمشاريع المتأهلة ستواصل نجاحاتها، وذلك من خلال نقلها من الورق إلى أرض الواقع، لنراها تتجسد أمامنا كمشاريع وشركات ريادية ناشئة، لتكون دليلاً على توفر بيئة خصبة للريادة والرياديين في فلسطين، لنخرج بأفكار غير تقليدية وأفكار إبداعية يكون لها مساهمتها في تحقيق تنمية اقتصادية قائمة على الريادة والمعرفة".

وتأمل الدكتور العبد من خلال برنامج "مشروعي يبدأ بفكرة" بتطوير مهارات الخريجين بحيث تتلاءم مع احتياجات سوق العمل قدر الإمكان، ولتكون المنشآت الاقتصادية الفلسطينية هي المستوعب الأول لهؤلاء الخريجين، بالإضافة إلى الدفع باتجاه تمكين الخريجين من اكتساب المهارات التي تؤهلهم لبدء مشاريعهم وشركاتهم الخاصة، وهذا ما يهدف إلى تحقيقه برنامج "مشروعي يبدأ بفكرة".

بدوره، أكد الدكتور إبراهيم المصري، رئيس جامعة بوليتكنك فلسطين على أهمية برنامج مشروعي يبدأ بفكرة، مشيرا إلى أهمية المهارات التي يكتسبها الخريجون من هذا البرنامج، مضيفا ان هذا البرنامج يشكل نقطة انطلاق لدى الكثيرين من خريجي الجامعة لبدء مشاريعهم الخاصة بهم، وبعيداً عن مشقة البحث عن وظيفة، لقد اكتسب أكثر من (80) طالباً وطالبة في جامعة بوليتكنيك الخليل مهارة كافية لإنشاء شركات ناشئة تستوعبهم وتستوعب العديد من الأيدي العاملة.

من جانبه، قال نائب محافظ الخليل، السيد مروان سلطان ان صندوق الاستثمار الفلسطيني حمل على عاتقه مسؤولية المساهمة في تطوير الاقتصاد الفلسطيني من خلال مجموعة من المشاريع الاقتصادية وأخرى ذات بعد مجتمعي، وبرنامج مشروعي يبدأ بفكرة ينسجم مع هذه الرؤية بطريقة غير تقليدية، فلقد عمل هذا البرنامج على إكساب الطلبة الخريجين المهارات التي تؤهلهم لدخول سوق العمل، ليس من خلال توفير وظائف لهم، بل من خلال تمكينهم من امتلاك المهارات التي تمكنهم في وقت لاحق من إنشاء شركاتهم ومشاريعهم الخاصة بهم، ليكونوا بمثابة أرباب عمل في المستقبل.

وكان صندوق الاستثمار الفلسطيني قد أطلق برنامج "مشروعي يبدأ بفكرة" في ست جامعات فلسطينية، حيث تلقى أكثر من 420 طالباً وطالبة برنامجاً تدريبياً مكثفاً لمدة 9 أشهر على مجموعة من المهارات والمبادئ الإدارية والفنية، والتي تمكنهم من إعداد خطط عمل لتنفيذ مشاريع خاصة بهم، وتؤهلهم لإنشاء شركات ناشئة تقوم على أساس صحيح من المهنية والإدارة الصحيحة، ليساهم هذا البرنامج في توفير المزيد من فرص العمل للخريجين، ويحد من نسب البطالة المتفاقمة في فلسطين.

خطط عمل ومشاريع ريادية

تجاوزت المشاريع التي تم عرضها 20 مشروعاً، حيث تنوعت تخصصاتها بين المشاريع التكنولوجية والثقافية والزراعية، ومنها ما هو مختص بالطاقة والسياحة وغيرها، وتم في نهاية العروض اختيار 6 مشاريع فائزة وتسليمها جوائز مالية، حيث اعتبرت أفضل خطط عمل مقدمة على مستوى الجامعة، حيث أثارت تلك الخطط والمشاريع إعجاب لجنة التحكيم المكونة من ممثلين عن جامعة بوليتكنك الخليل والقطاع الخاص وصندوق الاستثمار الفلسطيني.

"زيتونة ... أول معصرة زيتون فلسطينية للاستخدام المنزلي"

معصرة "زيتونة" هي المعصرة الأولى من نوعها التي تعتمد على تقنية "العصر البارد"، والذي يحول دون تعرض الزيتون لدرجات حرارة عالية بهدف استخراج زيت زيتون ذي جودة عالمية، وتقدمت الطالبة غدير السويطي لتسهب حول "زيتونة"، ولتعلن أن هذه المعصرة هي فلسطينية الصنع مئة بالمئة، في حين قالت الطالبة ابتهال الحروب زميلة الطالبة السويطي: "نبعت فكرة زيتونة بالأساس خدمة لصغار المزارعين الفلسطينيين، بالإضافة إلى تطوير وتنمية القطاع الزراعي وبالأخص زيت الزيتون الذي يوفر دخلا لآلاف الأسر سنوياً، فقد بلغ إنتاج الزيتون أكثر من 93.5 ألف طن خلال عام 2011، ناهيك عن الهجمة الاحتلالية الشرسة التي تتعرض لها شجرة الزيتون يومياً خاصة من قبل المستوطنين.

وفي حديثها حول مميزات "زيتونة"، قالت الطالبة هاجر أبو رميلة المشاركة في المشروع: "تتميز زيتونة بصغر حجمها وسهولة استخدامها منزلياً، الأمر الذي سيوفر على مئات المزارعين الفلسطينيين عناء نقل الكميات الصغيرة من الزيتون لعصرها، إلى جانب ذلك، فإن زيتونة تعمل بالطريقة التقليدية للعصر، ولا يتم استخدام درجات حرارة عالية في هذه العملية حفاظاً على جودة زيت الزيتون المنتج".

واضافت أبو رميلة: "تستوعب زيتونة في كل مرة حوالي 10 كغم من الزيتون، وهي مصممة لاستيعاب الكميات الصغيرة لتكون مناسبة لاستخدمها من قبل ربات البيوت، كما أن زيتونة ستكون محط أنظار العشرات من المختبرات والمراكز العلمية في فلسطين، والتي تحتاج إلى عصر كميات قليلة من الزيتون لاستخراج الزيت لأغراض البحث العلمي، بعد أن كانت هذه المراكز ترسل عيناتها داخل الخط الأخضر أو خارج فلسطين للحصول على الكميات القليلة من الزيت لإجراء الاختبارات عليها".

Voice Isolation تطبيق واعد للهواتف الذكية

مع التطور الهائل الذي شهده سوق الهواتف الذكية مؤخراً، أصبحت البرامج والتطبيقات المتعلقة بتلك الهواتف هي الشغل الشاغل للكثير من شركات التكنولوجيا والاتصالات حول العالم، واحتدت قوة المنافسة فيما بينها لإنتاج تطبيقات متخصصة في مجالات التسلية والأخبار والأعمال وغيرها، ليبتكر الطالبان محمد ومروان أبو فارة من جامعة البوليتكنك في الخليل، تطبيقاً فريداً من نوعه، يعمل على عزل الأصوات الجانبية والضوضاء عن صوت المتحدث أثناء إجراء المكالمات الهاتفية عبر الهواتف النقالة.

وقال الطالب محمد مبتكر هذه الفكرة: "لطالما عانيت من تداخل الأصوات أثناء إجراء المكالمات في الهاتف المتنقل، وذلك بسبب امتزاج صوت المتكلم بأصوات جانبية أو أصوات الضوضاء، وبطبيعة حال الهواتف المتنقلة، فإنني قد أجري مكالمة هاتفية في مكان يعج بأصوات المركبات أو أصوات المارّة في الشارع مثلاً، الأمر الذي يتسبب بتداخل كلامي بالأصوات المحيطة بي، ما يؤدي إلى عدم وضوح كلامي للطرف الآخر".

واضاف محمد: "من هنا نبعت الفكرة، وبدأت العمل على ابتكار خطة عمل لتنفيذ تطبيق يعمل على الهواتف الذكية، سيقوم بعزل الأصوات المحيطة والخارجية عن المتكلمين، بحيث يبقى صوت المتكلم فقط، ويشعر المتحدثان بعدم وجود أي صوت جانبي، وسيقوم التطبيق بالعمل تلقائيا بمجرد تنزيله على الهاتف في حين أنه بإمكان المستخدم إيقافه وتشغيله بشكل يدوي".

شركة Carry Sun للطاقة البديلة ... ثورة في قطاع الطاقة النظيفة

في مجال متصل بالطاقة، أعدت الطالبتان دنيا النتشة وهدى الجعبري خطة عمل لإنشاء شركة تحمل اسم Carry Sun، تقوم بإنتاج طاقة كهربائية من ضوء الشمس، حيث يقوم مبدأ هذه الشركة على إنتاج خرز كهروشمسي يقوم بإنتاج الطاقة الكهربائية من خلال أشعة الشمس،

وقالت دنيا النتشة: "يتم إنتاج هذا الخرز من نفايات السيليكون، وهي مادة متوفرة بكثرة في النفايات الكهربائية والإلكترونية، وما يميز هذه المادة هو مقدرتها على تخزين الطاقة لمدة طويلة، إلى جانب صغر حجمها بالمقارنة مع الخلايا الشمسية التقليدية".

واضافت الطالبة هدى الجعبري المشاركة في هذا الابتكار: "ستبدأ شركة Caryy Sun بإنتاج المنتج الأول وهو عبارة عن سخان شمسي غير تقليدي، يكفي احتياجات الأسرة الفلسطينية مدة 8 أشهر من السنة، وسيتم تزويده ببطارية تسمح بتخزين الطاقة على مدار العام، وهذا المنتج على عكس السخانات الشمسية القابلة للكسر، بحيث يتكون من رقائق سيليكون مرتبطة بطبقة زجاجية".

هذا، وسيتم إجراء مسابقات مشابهة للتي جرت في جامعة البوليتكنك في الخليل، وذلك في الجامعات المشاركة في برنامج "مشروعي يبدأ بفكرة"، وهي جامعة النجاح الوطنية، وجامعة بيرزيت، وجامعة القدس، والجامعة العربية الأميركية، ومعهد وجدي أبو غربية في القدس، بحيث سيتم ترشيح أفضل خطط عمل لمشاريع وشركات تم إعدادها من قبل الطلبة المشاركين في البرنامج، ليتم ترشيح الأفضل من بينها وتكريمها.