وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أحرار: الأسير محمد عمر شوق كبير لطفله عبد الله ومؤبدات تحول دون اللقاء

نشر بتاريخ: 17/06/2013 ( آخر تحديث: 17/06/2013 الساعة: 10:03 )
رام الله - معا - يعيش الأسير محمد عمر عبد الله، من بلدة بيت لقيا قضاء رام الله، حكماً بالسجن أربعة مؤبدات، بعد أن كانت 18 مؤبداً، وهو في سجنه ينتظر أن تمر السنوات بسرعة، أو أن يمن الله بفرج قريب مفاجئ ينقذه مما هو فيه.

الأسير محمد عمر 35 عاماً، اعتقله الاحتلال بعد زواجه بأربعة أشهر، بتاريخ: 23/4/2004، من مكان عمله في بلدته بيت لقيا حيث كان يعمل، وزج به في غياهب السجون.

كانت أمينة، زوجة الأسير محمد، حاملاً بمولودها البكر عبد الله، عندما اعتقل الزوج، وحرم من فرحة حضور قدوم ابنه للحياة.

أم عبد الله، والتي عاشت بعد اعتقال زوجها ظروفاً حياتية صعبة، وخاصة في ظل فقدانه، وهي التي لم تنعم ولم تشعر بأي ا.ستقرار فالمدة التي أمضتها مع زوجها معدودة على الأصابع والحكم الذي صدر بحق الزوج الغائب كبير.

الآم المخاض وبعد الزوج

وتروي أم عبد الله لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان معاناتها وقصته مع الصبر وتحمل المسؤولية في ظل غياب الزوج، وتقول:" عندما اعتقل زوجي بدأ الألم والعذاب يزداد يوماً بعد يوم، والقلق يعم المنزل الذي كنا نتواجد فيه أنا ووالدة زوجي فقط، فوالده متوفي منذ كانوا صغاراً، وبعد انقطاع أخبار محمد وعدم الزيارة، وجهل ما يدور معه في سجون الاحتلال ازدادت آلامي كثيراً".

وتضيف الزوجة:" حملي بعبد الله كان مأساة، فالأفكار تراودني بأشياء كثيرة عن مصيرنا أنا وابني، وماذا سيحل بنا، فلا بد من التفكير بما سيكون قادماً، لكن الله الذي خلق العباد وقدر أقواتهم هو من أعانني وابني بحوله وقوته".

وتكمل أم عبد الله:" عندما حان الميلاد وبدأت آلامي تشتد، كنت أتذكر زوجي، وأتمنى قربه مني، لنعيش لحظات القرب ومشاركة الفرح بحضور ابننا الأول، والذي تعسرت ولادته وصعبت في ذلك اليوم.

اللقاء الأول بين الأب الأسير وابنه الأول

زار عبد الله والده في الأسر لأول مرة، وكان يبلغ من العمر شهراً واحداً، وكان من غير المسموح دخوله لرؤية أبيه داخل غرفة السجن، الأمر الذي كان مؤثراً للغاية على محمد في ذلك اليوم، حيث امتزج الألم والفرح، وغلب ألم عدم القدرة على ضم ابنه وتقبيله على فرحة رؤيته، فكان محمد سيسقط أرضاً من شدة قهره، وعندما غادرت وتركته كذلك، كنت أداري نفسي بدمعات وأنظر إلى ملامح ابني عبد الله الذي آنسني في ذلك الحين.

أما عبد الله، الذي يكبر يوماً بعد يوم، والذي ذكرت الأم عنه لمركز أحرار:" أردت لابني أن يصبح قوياً وشجاعاً وليس جباناً وضعيف الشخصية، لذا عزمت منذ البداية أن أفهمه معنى الاعتقال والظروف التي نعيشها، ووضع والده داخل الأسر، الأمر الذي خفف عني الكثير، لا سيما وأن عبد الله يفهمني ويراعي الظروف التي نعيشها، فلا يكثر السؤال ولا يلح.

وتقول أم عبد الله:" في كل زيارة، يحرص عبد الله على أن يتكلم مع والده أجمل الكلام، ويفخر به ويري والده أنه أصبح كبيراً وأن لا مجال للقلق والخوف، وزياراته المستمرة عمقت من علاقته بوالده، حتى أنها قالت إن ابنها عبد الله يشعر نفسه وامه وكأن والده كان معهم في الأمس، وهو ما زرعته الأم فيه منذ صغره، حيث جعلته يتذكر أباه وكأنه برفقته".

وفاة الأم:

إن الأمر الذي كان مؤلماً لعبد الله وأمه وأبيه، فهو وفاة جدته والدة أبيه في العام الماضي، فعندما كانت متجهة لزيارة ابنها برفقة أم عبد الله، تعرضت لجلطة أصابتها بالشلل مدة عام كامل ثم توفت، وكانت تلك فترة الإضرابات التي خاضها الأسرى في سجون الاحتلال، وقد شارك فيها الأسير محمد عمر وخاض الإضراب مدة 30 يوماً، قبل أن يعلم بخبر وفاة والدته .

والأسير محد عمر، والمتواجد في سجن نفحة حالياً، أنهى عام 2000 دراسته في جامعة بير زيت في مدينة رام الله، تخصص اقتصاد.

من جهته، قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن شوق الوالد لطفله لا يعدله شوق ومحمد الذي حرم من رؤية نجله الوحيد عبد الله الذي قدم الى الدنيا والوالد في الاسر لا يمكن لكلمات أن تصفه وتتحدث عنه ويبقى الأمل بقرب اللقاء هو سيد الموقف ما بين عبد الله الذي ينتظر ومحمد الذي يعد الساعات من أجل اللقاء.