وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العمل الزراعي يناشد المؤسسات بالتدخل لوقف مصادرة الأراضي باليانون

نشر بتاريخ: 19/06/2013 ( آخر تحديث: 19/06/2013 الساعة: 15:32 )
رام الله- معا- ناشد اتحاد لجان العمل الزراعي المؤسسات الأهلية والدولية بالتدخل الفوري لايقاف عمليات مصادرة الأراضي واعتداءات المستوطنين المتكررة في قرية اليانون جنوب شرقي محافظة نابلس، لا سيما مع قيام سلطات الاحتلال بأعمال تجريف للأراضي الزراعية التابعة للمزارعين لبناء مستوطنتين جديدتين.

وقال رئيس مجلس اليانون راشد مرار إن القرية تحولت الى سجن كبير، لا نستطيع العمل طوال النهار وعيوننا ترقب اعتداء المستوطنين في أي لحظة، لا يوجد دولة في العالم تقوم بحبس الأغنام، نحن أمام مأساة كبيرة، فمساحة القرية 16450 دونما صادرتها سلطات الاحتلال لصالح المستوطنات وحولت مناطق شاسعة الى مناطق للتدريب العسكري.

وأضاف ان عدد سكان القرية 102 مصنفة ضمن مناطق "C" و"B" أو بحسب تنصيف الأهالي اليانون الشرقية والجنوبية. وقد اضطرت 18 عائلة من الخروج من المنطقة المصنفة "C" بسبب مضايقات المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة، وهناك أعمال توسعة ومصادرة للأراضي تقوم بها سلطات الاحتلال لانشاء مستوطنتين جديدتين.

وسرد مرار محاولات المستوطنين وسلطات الاحتلال مضايقة السكان:"في الليل يقوم المستوطنين بالتجول بين البيوت والصراخ بهدف ترويع السكان، وفي بعض الأحيان يحضرون راكبين خيولهم ويقومون بادخال بنادقهم من شبابيك المنازل لترويع الأطفال، عدا عن قنابل الصوت التي يطلقها جيش الاحتلال والخنازير التي قضت على محاصيلنا الزراعية، وسرقة المستوطنين لمحاصيل الزيتون والقمح والشعير واقتلاع الأشجار وزراعتها في المستوطنات، وحصر مساحة الرعي لدرجة أصبح الوضع لا يطاق، لا سيما وأن غالبية العائلات تعتمد على تربية المواشي."

وبين اتحاد لجان العمل الوراعي أن القرية تفتقر الى عيادة طبية دائمة، علما أن أي حالة طارئة يتم تحويلها الى عقربا، حيث يعمد الاحتلال الى وضع حواجز طيارة بين المنطقتين للتضييق على السكان، عدا عن الوضع الاقتصادي المتردي والوعودات التي قطعها مسؤولون زاروا المنطقة، مؤكدا أن المزارعين يعانون بشكل كبير من ارتفاع سعر العلف وهذا يضيف مأساة أخرى على السكان الذي يحاولون الصمود في قرية صغيرة تحيطها مستوطنات وبعيدة عن مركز المدينة.

وطالب "العمل الزراعي" المؤسسات الدولية والمحلية بضرورة تعزيز صمود السكان فيما يواجهونه من كارثة حقيقية تنذر على المدى البعيد بمحاولة طردهم، وتحويل المنطقة الى مستوطنة جديدة تضاف الى المستوطنات الأخرى التي تم بنائها على حساب أراضي المزارعين الفلسطينيين.

يشار الى أن قرية اليانون تعرضت الى سلسلة اعتداءات كانت بدايتها في العام 1995 – بحسب أهالي المنطقة- حيث اعتدت مجموعة من المستوطنين على مُسِن عمره 85 عاما فَقَد على أثرها حاستي السمع والبصر وفارق الحياة بعد سنتين، ومع الانتفاضة الثانية قضى المستوطنون على 800 شجرة زيتون، وسمموا 120 رأس غنم وحرقوا مولد الكهرباء، وقاموا بتلويث مياه النبع، واطلقوا النار على المواطنين، في سلسلة اعتداءات متواصلة كان آخرها الاعتداءات على عائلة أثناء توجههم الى بلدة عقربا القريبة منهم، حيث تعرضوا لكمين نصبه المستوطنون وقاموا بضربهم ومن ثم حضرت قوات الاحتلال وقامت باعتقال العائلة وحكمت على عدد منهم بالسجن لمدة لسنة.

ونوه رئيس مجلس اليانون راشد مرار الى أنه لا يوجد إلى الآن أي شبكة طرق تربطها مع المدينة سوى الطريق القديم والذي تم تعبيده حديثاً والمؤدي مباشرة إلى بلدة عقربا المجاورة، حيث تمتد حدود القرية باتجاه بلدة عقربا وبلدة بيت فوريك وعورتا حتى شرقاً باتجاه مستوطنة مخولا وشارع رقم 90 في سفوح الأغوار.

الجدير بالذكر أن غالبية القرى الفلسطينية باتت تواجه هجمات منظمة من المستوطنين تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، ما ينذر على المدى القريب في تصاعد الاحتجاجات الشعبية، حيث تبقى اليانون واحدة من القرى التي تحاول سلطات الاحتلال ومستوطنيها السيطرة الكاملة عليها، ما يتطالب تكاتف المؤسسات الأهلية المحلية والدولية بالعمل الفوري على دعم صمود السكان والضغط على سلطات الاحتلال لايقاف عمليات سرقة الأراضي التي تجري في المنطقة.