مدرسة أبناء مشايخ البدو تتحول إلى متحف للذرة والعلوم

بئر السبع- تقرير خاص معا - بالرغم من السياسة السرية لإسرائيل في كل ما يتعلق بالفرن الذري في ديمونا، منذ بدء تفعليه قبل نحو ستين عاما، إلا أنه تقرر افتتاح متحف عن الموقع السري مطلع الشهر القادم في بئر السبع، في المبنى الذي كان استعمل كمدرسة داخلية لأبناء مشايخ البدو قبل قيام دولة إسرائيل.

ومن المقرر أن يطلع زوار المتحف الوحيد في إسرائيل، والكائن في "حديقة قرسو للعلوم" التي دشّنت رسميا في جولة للصحافيين نهاية الأسبوع، على نماذج مصغرة من المفاعل وكيفية تشغيله وفقا للمسموح الكشف عنه، وكذلك صور فيديو تعرض لأول مرة لأحد المستخدمين يخرج من أكثر المناطق أمنا وحساسية في إسرائيل، ليعطي صورة فريدة من نوعها عن الموقع الذي يمنع حتى أن تتوقف بسيارتك في المنطقة المحاذية له.

ويحمل المتحف الجديد شعار "مفاعل ذري لكل طفل"، حيث يحتوى على ورش تدريبية تتيح للأطفال تركيب نماذج مشابهة للمفاعل الحقيقي من خلال شرح يقوم به عدد من علماء الذرة عن استخدامات المواد المُشعة المستخدمة في تركيب القنابل الذرية مع التأكيد على استخدام بعض المواد في مجالات الطب وخدمة الإنسانية.

|224691*رئيس صندوق "راشي" غابي اشكنازي، ودوف براك، أثناء جولة للصحافيين في "معرض الذرة"|

وأشار عدد من خبراء هيئة الطاقة الذرية الذين بادروا إلى فكرة المتحف، بالاشتراك مع وزارة التعليم، أنّ الغرض من إقامة المتحف هو نقل المعرفة إلى الجمهور وخاصة الشباب والأطفال وتشجيعهم على دراسة هذا النوع من العلوم لتأهيلهم للعمل في هذا المجال مستقبلا.

160 مليون شيقل

وقال مدير عام "حديقة قرسو"، مئير باقشي، أثناء جولة الصحافيين، إنّ تكلفة الموقع وصلت إلى 160 مليون شيقل، بادر إليه صندوق "راشي" بالتعاون مع بلدية بئر السبع ووزارة المعارف وانضمت إليه عائلة "قرسو" ومفعال هبايس. وتقع الحديقة على مساحة 17 دونم، حيث يستطيع الطلاب الذين يزورونها الاستمتاع بألعاب علمية رائعة في 11 معرض، بما فيها "عالم الكمبيوتر" والخلية والاتصال وغيره.

وقد اهتم الصحافيون الذين تم دعوتهم إلى الحديقة العلمية، بالمعرض الصحافي الذي يبدأ رحلة الاتصال منذ اليونانيين القدامى الذين استعملوا الخيل، ومرورا بالتلغراف، والفاكس والتلفون وحتى عالم الاتصال بالأقمار الصناعية.
|224690|
أما العنوان الرئيسي من الجولة فكان بلا شك معرض "ذرة العلوم" التي تهدف إلى تبسيط علم الذرة وأسرارها، والكشف عن استعمالاته المختلفة.

وجاء المعرض نتيجة تعاون نادر بين الطاقم المهني للجنة الطاقة النووية وعلماء من الفرن الذري في ديمونا ومركز البحث الذري في "سوريك"، والتي جاءت لإزالة الخوف عن موضوع الذرة والاشعاع. ولأول مرة يستطيع الزوار أن يلمسوا عن كثب كيف هو الفرن الذري والتعرف إلى الاستعمالات المختلفة للطاقة الذرية في مجال الصناعة.

خبير ذري: "نحن أكثر انفتاحا"

وتم عرض نموذج مصغر للفرن الذري في المتحف النووي. وقال دوف براك، الذي يعمل في الفرن الذري بديمونا والمسؤول عن المعرض، في حديث للصحفيين المشاركين في الجولة: "نحن اليوم أكثر انفتاحا وبالإمكان الحديث عن الفرن الذري وعن النشاط النووي في إسرائيل، حيث فهمنا أنه من الافضل للناس أن يعرفوا المزيد من المعلومات حول هذه القضية".
|224689|
وقال قائد الأركان السابق في الجيش الإسرائيلي، غابي اشكنازي، الذي يشغل اليوم منصب رئيس صندوق "راشي"، إنه "يوجد جهل تام في قضية الذرة التي يمكن استعمالها في العلوم والطب. عليّ أن أؤكد أنه خير صنعت لجنة الطاقة النووية من خلال التعاون في الكشف عن هذه المعلومات، التي ستفيد في تعليم أولادنا". وأشار إلى أن قرار إقامة المتنزه العلمي المتقدم في بئر السبع لم يكن محض صدفة، بل بعد تفكير عميق حيث ستساعد الحديقة في بناء بنى تحتية صناعية في النقب.

ولخص باقشي قائلا: "الحديقة العلمية على مستوى عالمي من متعة التعليم، ونحن نعلم أن الأطفال والكبار الذين سيقومون بزيارته، سيخرجون من هنا أكثر حبا للاستطلاع، بعد ان عمل في اعداد المعارض العلمية خيرة الخبراء في مجال الصناعة والأكاديميا".

فيما قال رئيس بلدية بئر السبع، روبيك دنيلوفيتش، إنّ "حديقة العلوم قرسو، بالإضافة إلى جهاز التعليم القوي وجامعة "بن غوروين" – تنضم إلى الأصول الاستراتيجية لهذه المدينة".