يا رب

خير اللهم اجعلوا خير ... احيانا اسمح لنفسي ان أتخيل لحظة تحرير القدس ، لحظة اعلان القدس عربية حرة وعاصمة دولة فلسطين ، واسمح لنفسي ان اشاهد كيف ينسحب جنود الاحتلال عن الحواجز ويجرون معهم اسلاكهم الشائكة ومعادنهم الثقيلة ووجوهم الحائرة وينصرفوا . واستوحي من ربيع العربي الحقيقي في جنوب لبنان عام 2000 حين وقفت قلوب العرب مع المقاومة عند بوابة فاطمة ... واستوحي من الربيع الفلسطيني الحقيقي في غزة عام 2005 لحظة انسحب شارون من القطاع وكيف اغشي علينا من شدة الفرح .

واسمح لنفسي أن اتخيل عشرات ملايين العرب يقطعون نهر الاردن، يأتون من كل فج عميق. من بغداد الحبيبة والشام العريقة ولبنان الاميرة والاردن واليمن والحجاز والمغرب العربي ليتنفسوا هواء فلسطين ، اسمح لنفسي ان اسمع لهجة شباب الجزائر في اريحا يصافحوننا على الضفة الغربية للبحر الميت ، واهل تونس في اسواق الخليل ، وأن ارى شباب مصر ورجالها ونسائها يدخلون بوابات القدس ويقرأوون الفاتحة على شهدائهم الذين قضوا في معارك فلسطين ثم يدخلون بالملايين فيملأون شوارع القدس وأزقتها . ارى اهل السودان وتركيا وايران والصومال والكويت والخليج في وادي الجوز والثوري وسلوان وراس العامود والشيخ جراح وبيت حنينا وبيت صفافا وشرفات ، ارى عشرات ملايين العرب يدخلون للصلاة في المسجد الاقصى وكنيسة القيامة ، فيغمى على اهل الارض المحتلة من الفرحة وقد نفقد عقولنا .

فاز محمد عساف في مسابقة غنائية عربية سنوية ، فخرج شباب فلسطين من الناصرة والقدس وعمان وبيروت ودمشق والقاهرة والرياض والدوحة ودبي وعكا ويافا وحيفا ورام الله ونابلس وغزة وطولكرم وبيت لحم واريحا وجنين وسلفيت وقلقيلية وبكوا من الفرح وهتفوا للقدس وفلسطين .

هي رسالة لكل قائد سياسي، رسالة للرئيس وللوزراء والامراء والشيوخ والعلمانيين ان يتخيلوا لحظة تحرير القدس ... فقط ان يتخيلوا ان اهل فلسطين ينتظرون منذ 65 عاما ان يعانقوا اخوتهم العرب وان يكون برنامج مثل ارب ايدل من عند اسوار القدس .

ان اي عربي لا يحلم بهذه اللحظة يفقد اجمل شعور في الحياة، وهو الشعور بالحرية . وبالانتصار .
شكرا محمد عساف ... ويا رب ، يا رب ان نعيش حتى نرى تلك اللحظة ... ياااااااا رب .