|
بمشاركة تربويين وجمهور متميز : برنامج "يلا نحكي"التلفزيوني ينتقد المناهج الفلسطينية
نشر بتاريخ: 18/04/2007 ( آخر تحديث: 18/04/2007 الساعة: 23:22 )
الخليل- معا- التربية والمناهج الفلسطينية كانت محور اهتمام برنامج "يلا نحكي" التلفزيوني الذي نظمته مؤسسة مهارات للعلاقات العامة وتطوير الكفاءات الاعلامية الذي استضاف نخبة من التربويين والاكاديميين .. د. نعيم ابو الحمص وزير التربية والتعليم العالي السابق و أ. لينا حمودة مدرسة رياضيات ومؤلفة كتابين في هذه المادة والاستاذ رمزي ريحان المحاضر في مادة الفيزياء في جامعة بير زيت .
وقد فتح الياس زنانيري الذي ادار الحوار وبمشاركة جمهور من مختلف المحافظات الفلسطينية ملفا لقضايا تربوية جوهرية وعلى رأسها رأي اولياء الامور والطلبة بالمنهاج الفلسطيني . آراء الجمهور تناولت جملة امور تمثلت في واقع المنهاج وتلبيته لحاجات الطلبة ومدى تعبيره عن الواقع الفلسطيني وإدخال مواد اكاديمية الى جانب اللغة الانجليزية . ودار الحديث بشكل رئيسي عن اللغة العبرية حيث قالت الاستاذة لينا حمودة انه لا حاجة الى ادخال مادة اللغة العبرية للمناهج المدرسية بسبب التوسع الكبير في المواد وان ذلك سيكون على حساب المنهاج. من جهته أكد الاستاذ رمزي ريحان على ضرورة النظر بشكل شامل للمنهاج لإحتوائه على مواضيع مختلفة تتسم بالشمولية. اما الدكتور نعيم ابو الحمص الذي كان رئيس لجنة المناهج طيلة ثماني سنوات فتحدث عن خطة المنهاج التي عملت على اعتماد اللغة الانجليزية في كل المدارس من الصف الاول الابتدائي حتى الصف الثاني عشر وتأليف كتب جديدة بمشاركة مجموعة من الاساتذة الفلسطينيين مع شراكة بريطانية بهدف تغيير كل مناهج اللغة الانجليزية. واضاف ان اللغة العبرية هي لغة تتكلمها دولة واحدة وليست لغة مهمة في العالم وحتى الاسرائيليون يختارون اللغة الانجليزية. وحول المعضلة التي تتعلق بحجم المواد وعدم امكانية متابعة اولياء الامور اولادهم بعد المدرسة وإجابة على سؤال لماذا لا يكون المنهاج يسمح لتنمية قدرات الطفل وقضاء واجباته في المدرسة تقول لينا حمودة" هذا يمكن ان يطبق في اماكن اخرى ولكن ليس في فلسطين لدينا في مدارسنا صعوبة بأن يكون الدوام لفترة طويلة فهذا غير صحي للاطفال ، كنا نأمل ان يكون لدينا منهاج فلسطيني عندما كنا صغارا ولما صارت لدينا مناهج ادى التوسع الافقي في المناهج الى تقليص العمق ، وبالنسبة للمشكلة التي قد تعاني منها المناهج المدرسية." اما الاستاذ رمزي ريحان فقال ".المناهج انجاز كبير ولكن عليها مآخذ كثيرة فالمنهاج يركز على المحتوى وهو عبارة اجزاء غير مترابطة وهناك تلقين اكثر من تنشئة اجتماعية وتنمية شخصية ومهارات ذهنية ..فالمدرسة هي البيت الثاني للطفل ويجب ان تكون البيت الذي يتربى فيه التلميذ" وفيما اذا كانت وزارة التربية والتعليم العالي هي المسؤولة عن كل ما يتعلق بالمدارس سواء على صعيد المنهاج او غيره وان المواطن يعتقد ان لديها امكانيات غير محدودة وواجبها تلبية كل رغبات المواطن. يقول الدكتور نعيم ابو الحمص" وزارة التربية في مرحلة الطفولة عمرها 12 سنة تقريبا وتسلمت المسؤولية في ظل ظروف معقدة للغاية وفي ظل تاريخ احتلال منذ سنة 1967 حتى سنة 1994 كان هناك نقص في مئات المدارس وكان هناك طلاب بدوام مزدوج ." ويضيف ابو الحمص "ان المدارس كانت في حالة يرثى لها الى جانب النقص في المعلمين والمشرفين والادارات والتطوير الاداري وبالتالي كان امام الوزارة حمل ثقيل حيث بنت الوزارة 450 مدرسة بتكلفة 450 مليون دولار وصيانة اكثر من 700 مدرسة وتعيين 20 الف معلم وتدريب 35 الف معلم في كل المجالات وان الوزارة دخلت في مرحلة المناهج الفلسطينية بشكل مبكر قياسا بالدول العربية". ويقول ابو الحمص "انه بعد 5 سنوات من انشاء وزارة التربية والتعليم تم الدخول في مشروع المناهج والكمبيوترات واصبح عندنا اكثر من 700 مختبر كمبيوتر . الحضور قيموا المناهج المدرسية الجديدة تقييماً ايجابياً وخاصة التخلص من التبعية الاكاديمية لكن هناك من انتقد صعوبة المواد التي تحتوي عليها المناهج . يقول الدكتور نعيم ابو الحمص" نحن نتعلم في دول اوروبية وفي دول عربية وعبر عن شكره لمصر والاردن التي اتاحت فرص ان يتعلم الشعب الفلسطيني لمنهاجها خلال فترة الاحتلال وتحدث عن الخطة التي وضع على اساسها المناهج حيث هناك اكثر من 50 معلما يجربون المناهج كما تأخذ تعليقات اولياء الامور والطلبة وتجري عملية تقييم شاملة لكل المنهاج .. ابو الحمص اكد على ان المنهاج جديد ويحتاج الى تعديل وتطوير وقال هذه العملية كبيرة جداً وبحاجة الى مساعدة الجميع . لينا حمودة اكدت على ان الاهل يتمنون ان يصل اولادهم الى ما لم يصلوا اليه وان الاهل يحثون ابناءهم على الدراسة وهذا يشكل ضغطا على الاولاد لكنهم في المحصلة النهائية يسعون الى ما هو افضل لاولادهم . الاستاذ رمزي ريحان تحدث عن صعوبة المنهاج من خلال ان المرحلة الدنيا هي مفتاح عملية التعليم وبالتالي ضرورة التركيز على طلاب الصف الاول او الثاني من خلال تنمية قدرات المتعلم بدلا من اعطائه معلومات متناثرة حتى يستوعب التعليم بشكل اسهل واضاف ريحان" ان المشكلة كانت تتمثل في تلقين المعلومات بدلا من تنمية قدرات المتعلم من ناحية الاهل والمدرسة فالعلاقة مفقودة بين الطرفين والمتعلم يعيش في عالمين.. عالم الاسرة وعالم المدرسة وهناك الشارع والاقران .". وحول دعوة بعض الجهات الى تغيير مواد في المناهج الفلسطينية يقول الدكتور نعيم ابو الحمص "تعرضنا الى هجوم كبير جداً من اليمين الاسرائيلي ومن المؤسسات اليمينية الاسرائيلية ضد المنهاج الفلسطيني واوصلوا رسالتهم الى العديد من دول العالم خاصة الولايات المتحدة الامريكية وكانت هناك تصريحات من رئيس وزراء اسرائيل ووزراء اسرائيليين وحتى من الكونغرس الامريكي ضد المناهج الفلسطينية ، ووصل الامر الى الاتحاد الاوروبي ووضحنا لهم ان ما يقال غير صحيح وان ما يجري هجوم على الشعب الفلسطيني ." اما ما يخص المعلم فله دور كبير وهام على صعيد المنهاج وان لغة التخاطب مع الاستاذ وشخصيته هي الاساس .. يقول الاستاذ رمزي ريحان .."اتذكر اساتذة نفروني من بعض المواد وآخرين ما زلت اتذكرهم بعد خمسين سنة بتأثيرهم الايجابي .. المنهاج عملية تربوية كاملة واهم عناصرها هو العنصر الانساني والعلاقة بين المعلم والمتعلم لان المدرسة مجتمع صغير له انعكاساته على المجتمع الكبير" وتم التطرق خلال هذا اللقاء الى كتاب "قول يا طير" واحقية ان تقوم جهة ما بإعدامة او التخلص منه يقول الدكتور نعيم ابو الحمص ان قول يا طير ليس كتاباً مقرراً الفته وزارة التربية والتعليم وانما هو كتاب موجود في المدارس وهو ليس مقررا مدرسيا ً واضاف "لا يوجد قانون في وزارة التربية والتعليم يخولها اعدام كتاب هذا ليس من صلاحيات وزارة التربية والتعليم ". .الاستاذ رمزي ريحان يعلق على هذا الموضوع بانه لم يقرأ الكتاب وانما قرأ مقتطفات منه ويقول "هو تجميع لبعض حكايات شعبية سجلت من افواه متقدمات بالسن في المجتمع الفلسطيني وانه رأى الصفحة التي فيها الفاظ جرى الاحتجاج عليها إلا انها متداولة في مجتمعنا". وقال" هناك اجزاء في معلقة امريء القيس وشعر ابو النواس وقصائد نزار قباني تخدش الحياء اكثر مما ورد في الكتاب واذابدأنا بإعدام الكتب ثم المسرحيات والاغاني والرقصات سيكون هناك خطأ .. فلا يجوز إعدام الحرية تحت ستار منع الإباحية لان هناك مساحة واسعة بين الحرية والاباحية" . |