|
"المتحف الفلسطيني" أول مبنى أخضر في فلسطين
نشر بتاريخ: 24/06/2013 ( آخر تحديث: 24/06/2013 الساعة: 18:10 )
رام الله - معا - أكد المهندس بدوي القواسمي، عضو مؤسس للمجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء، أن المتحف الفلسطيني الذي تقوم مؤسسة التعاون بتشييده في بلدة بيرزيت على 40 دونم من الاراضي المحاذية للجامعة، سيكون أول مبنى أخضر في فلسطين لدى إفتتاحه في خريف عام 2014، وأن المتحف يسعى للحصول على الشهادة الفضية في نظام الريادة العالمي في تصميمات الطاقة والبيئة الذي يشار إليه بـ LEED اختصاراً لـLeadership in Energy and Environmental Design.
ويتولى المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء الإشراف على بناء المتحف وفقا للمواصفات البيئية والتأكد من تطبيق المقاولين لهذه المواصفات، حيث سيعتمد المجلس مشروع بناء المتحف الفلسطيني كنموذج يحتذي به في الاستدامة البيئية على نطاق فلسطين. وقال القواسمي بأن المتحف الفلسطيني ريادي وسبّاق وسنستخدمه كنموذج تعليمي من خلال ورشات تدريبية سواء على نطاق المهنيين من مهندسين ومقاولين أو على نطاق طلبة الهندسة في الجامعات الفلسطينية، ويشرح أنه ليس من السهل الالتزام بمعايير هذا النظام وخاصة في بلد مثل فلسطين تحتاج قوانين البناء فيها للتطوير للتواؤم مع أبسط القواعد البيئية المعمول بها في العالم، ولكن اصرار المتحف على الحصول على الشهادة الفضية رغم التحديات يعني أنه سيكون نموذجا يحتذى به. المياه والطاقة وستخفض الحلول الخضراء في تصميم وتشييد المبنى إستهلاك المياه والطاقة بنسبة تصل إلى 23%. وبحسب القواسمي ستساهم عازلية المبنى الكبيرة وتوجيهه بما يتلاءم مع حركة الشمس بالإحتفاظ بدرجة حرارة مناسبة في الصيف وفي الشتاء. ويشير إلى أنه سيتم تجميع مياه الأمطار من أسطح المبنى في خزان مياه كبير واستخدامها في عمليات المتحف المختلفة وستوظف الطاقة الشمسية لتسخين المياه للاستخدام الداخلي، كما ستكرر المياه العادمة وستستخدم في ري حدائق المتحف وفق نظام تدفق مياه بتحكم تلقائي، وستزرع الحدائق بنباتات من البيئة الاصلية لفلسطين أي أنها لن تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء." بيئة صحية ويشير القواسمي بأن المتحف معني بخلق بيئة صحية ومثالية للزوار والموظفين على حد سواء، وبناء على ذلك تم وضع مخطط لتخفيض نسب المواد المتطايرة التي تتواجد في أنواع الدهان والسجاد والباطون، والتي تتسامى في درجات حرارة معينة وتؤثر على التنفس وبالتالي على الصحة. ويشجع المتحف الموظفين والزوار على استخدام الدراجات الهوائية للوصول إلى المتحف ويخصص مواقف خاصة لها، إضافة إلى مواقف السيارات الواسعة. ويراعي المتحف في تصميم مبناه مستخدمي الكراسي المتحركة، سواء داخل المبنى أم خارجه. عملية البناء ويرى القواسمي أن هناك بعض التحديات التي تتمثل في كون المعايير البيئية المتبعة عالمياً هي متطلبات إضافية ومواصفات جديدة بالنسبة للمتعهدين والعمال الفلسطينيين الذين اعتادوا على البناء بطرق معينة، وأن هذه المواصفات هي، في كثير من الأحيان، غير مقنعة وغير مفهومة بالنسبة إليهم. ومن المتطلبات التي يعمل المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء على إلزام المتعهدين بها حصر الجرافات والآليات في أماكن معينة في موقع البناء، بحيث لا تتحرك في كل مساحة الموقع لتفادي أضرار بيئية قد تلحق بالأراضي المحيطة بالمبنى أثناء العمل. أما الموقع فسيتم إحاطته بسياج خاص يمنع تسرب التربة من منطقة البناء إلى خارجها، وذلك لتخفيف الأثر البيئي لعملية البناء على ما حولها، وسيتم إنشاء محطة غسيل للشاحنات في الموقع للحد من انتقال الأتربة والطين منه إلى الشوارع المحيطة. ويشير القواسمي الى أنه وبعكس الاعتقاد السائد بأن تكلفة البناء بمواصفات بيئية هي تكلفة مرتفعة فان التكاليف الاضافية للالتزام بمعايير ريادية في تصاميم الطاقة والبيئة لا تزيد عن 2% إلى 5% من تكلفة المباني الاعتيادية. ولكن المباني الخضراء توفر على المدى البعيد في تكاليف استهلاك المياه والطاقة. ويقوم المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء بالاعداد لورشات تدريبية للمقاولين من أجل تطبيق النموذج الأخضر من البناء في أبنية أخرى، كما يعمل على توفير نماذج تسهل للمقاول مهمة التزامه بتطبيق المواصفات المطلوبة. ويسعى المجلس الى تشجيع مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات غير الربحية للاستفادة من خبراته من أجل تحسين وتطوير أبنيتها بما يلائم البيئة ويوفر الطاقة والمياه على المدى البعيد وفي الوقت نفسه توفير جو مريح للموظفين ولمستخدمي هذه الأبنية. ويذكر بأن المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء هو مؤسسة غير ربحية تأسست في عام 2011، بهدف التوعية وتقديم المساعدة للمؤسسات المختلفة وللقطاع العام والخاص من أجل الالتزام بمعايير المجلس العالمي للأبنية الخضراء عند البناء. |