|
قتل طائفي يهز مصر ومرسي يتوعد بالعقاب
نشر بتاريخ: 25/06/2013 ( آخر تحديث: 25/06/2013 الساعة: 10:06 )
القاهرة- معا - توعد الرئيس المصري محمد مرسي الذي يتهمه معارضوه بتغذية الحقد الطائفي، بعقاب سريع لمرتكبي هجوم وحشي على شيعة، محاولا إنهاء صراع أوسع بين أطراف العمل السياسي سعيا لتجنب تدخل هدد به الجيش.
وبحسب رويترز حذر الجيش الذي سلم السلطة لمرسي قبل نحو عام جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس والتي عانت من القمع عشرات السنين ومعارضيها الليبراليين من أنه لن يقف ساكتا إذا تصاعد الصراع بينهما المنطوي على العنف، ومع ذلك لم تظهر بادرة على التوافق. واتهم الليبراليون والشيعة مرسي الذي قال إنه سيلقي كلمة إلى الشعب مساء الأربعاء بإثارة الكراهية الطائفية بوقوفه بجانب رجال دين سنة أعلنوا فتح باب الجهاد في سوريا هذا الشهر. وبينما كان الجيش يحذر من التدخل لفرض النظام يوم الأحد هاجم حشد منزلا للشيعة في قرية قريبة من القاهرة خلال احتفال ديني وقتلوا أربعة ومثلوا بجثثهم خارج البيت وسط صيحات ترميهم بالكفر مما أعاد إلى الذاكرة الوضع الهش الذي عليه النظام الجديد الذي تلا الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك عام 2011 والذي يشهد حالة من الاستقطاب الشديد. وقال سكان في قرية زاوية أبو مسلم إن الشرطة وقفت ساكتة ولم تتدخل. ويعكس الهجوم الذي نادرا ما وقع مثيل له على الأقلية الشيعية التي لا تكاد تذكر في مصر حتى إن كان عددها بالمئات حالة البغض الطائفي في المنطقة الناشئة عن الحرب في سوريا. لكن بالنسبة للمعارضة المصرية كان الهجوم دليلا إضافيا على أن مرسي وجماعة الإخوان المسلمين عززوا تحالفهم مع الإسلاميين الأكثر تشددا لتخويف من شاركوهم في الإطاحة بمبارك لكن ينتقدونهم الآن لسوء إدارتهم لاقتصاد في أزمة. وسبق مظاهرات حاشدة دعت إليها المعارضة للإطاحة بمرسي نهاية الشهر استعراض للقوة نظمه الإسلاميون يوم الجمعة ويعتزمون تكراره يوم الجمعة المقبل بجانب استعراضات أصغر تبدا من يوم الثلاثاء. ويتهم المنتقدون مرسي بتفضيل تعزيز الصلات مع المتشددين السابقين والسلفيين الأقل اعتدالا في المعسكر الإسلامي على مد يديه إلى الوسط. ويقول مرسي والإخوان المسلمون الآخرون إن المعارضين أقلية مارقة خسرت الانتخابات. ومل الليبراليون والمحافظون العلمانيون وملايين المسيحيين وكثيرون غيرهم استمرار الأزمات التموينية والانخفاض المستمر في مستوى المعيشة ويحدوهم أمل في أن يكون من شأن حملة "تمرد" التي تقود الدعوة للإطاحة بمرسي التغلب على الفرقة بين المعارضين التي كانت سببا في المكاسب الانتخابية الكبيرة التي حققها الإسلاميون. لكن كان باديا أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي قال انه لا يريد السلطة السياسية والذي يعتقد على نطاق واسع أنه لا يريدها كان يحذر المعارضة ايضا من الانقلاب على الرئيس المنتخب. وقال السيسي إن الجيش سوف يدافع عن "إرادة الشعب" ودعا السياسيين إلى الوصول إلى الوفاق قبل يوم الأحد. وقال ميخائيل وليد حنا من مؤسسة سينشري فاونديشن البحثية "الجيش يبعث أساسا بتحذير من أنه لن يتحمل العنف. هذا يشمل الطرفين." وأضاف "من الواضح أن ما يريده الجيش هو فرض حل وسط." وقال كل من مرسي والمعارضين إنهم راضون بدعوة الجيش -الذي يحترمه المصريون ويميلون لإلقاء مسؤولية القمع خلال عهد مبارك على الشرطة- إلى النظام. واستبعد المتحدث الرئاسي أن يعود الجيش لحكم البلاد. لكن لم تظهر بادرة على محادثات مصالحة تلبي الحد الزمني الذي وضعه السيسي. وقال خالد داود المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة "ما زلنا عند موقفنا الذي يري أن الوقت فات فيما يتعلق بأي دعوات للحوار." وأضاف أن الجبهة تصر على دعوتها لاستقالة الرئيس لفتح الباب أمام انتخابات رئاسية مبكرة. وقال المتحدث باسم مرسي إن الرئيس وجه دعوة مفتوحة للحوار. وأضاف ان هدف الرئاسة هو نزع فتيل التوتر وإنها تثق بأنه من الممكن أن يتحقق ذلك بسرعة وأن يصل الطرفان إلى توافق عام. وليس هناك تفاصيل حول ما سيتطرق إليه مرسي في خطاب مساء الأربعاء الذي وصفته الرئاسة بأنه مهم. وبعد اجتماع عقده مجلس الأمن القومي اليوم قال مكتب مرسي في بيان إن مختلف مؤسسات الدولة ستعمل من أجل السلام وتأمين النظام الديمقراطي الذي نشأ عن الثورة. والسيسي عضو في مجلس الأمن القومي بصفته وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي. وتسبب القلق في أن مصريين كثيرين خزنوا كميات من السلع التموينية. |