|
شيخ تميم ... لا تنسى القدس
نشر بتاريخ: 25/06/2013 ( آخر تحديث: 30/06/2013 الساعة: 12:51 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تعتبر علاقة فلسطين بدول الخليج من العلاقات الواضحة والمفيدة ، ومنذ أسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام الى المسجد الاقصى وحتى اليوم ، أراد الله لهذه العلاقة ان تدوم حتى الابد شئنا ام أبينا ، وما يريده الله لا يستطيع البشر ايقافه حتى لو ارادوا ذلك .
وقد وهب الله فلسطين كل ما تحتاجه من ماء ومناخ معتدل ورزق وزراعة وشباب وموقع جغرافي يربط بين الشام وافريقيا وطوال الاف السنين لم تكن تحتاج الى مساعدة من احد ، ومنذ الف عام لم تكن فلسطين تحتاج شيئا من الخليج سوى الاخوة والمحبة ... الى ان ابتلانا الله بالاحتلال الصهيوني فقلب حياتنا رأسا على عقب . وحتى قبل النكبة عام 1948 كان يعمل في فلسطين عشرات الاف من عمال الخليج ، يأتون الى هنا ليتعلموا في مدارسها ويعملوا في ميناء حيفا ويافا ويأكلون من تفاحها ومشمشها ولوزها وتينها . وقد سقط شهداء من ابناء الخليج في حروب فلسطين وانجبلت دماء الاخوة في مقارعة العصابات الصهيونية . وفي قطر بالتحديد كان الفلسطينيون اول من وفد الى الدوحة للعمل في مهنة التعليم ، وشغل الرئيس ابو مازن مديرا للتعليم مع جد الامير تميم ، وحين كانت السعودية هي المكان الامثل للهجرة كان الفلسطينيون اول من سكن قطر وعملوا فيها منذ نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات ، ولكن وللاسف حين زرناهم مؤخرا كانوا لا يحملون جواز السفر القطري وانما يحملون وثيقة اقامة ، وبينما تمنح قطر الجنسية لفنان هندي او لاعب كرة قدم او فنانة لم تمنح امارة قطر الفلسطينيين الذين عملوا فيها قبل اكتشاف الكاز والغاز ، الفلسطينيون هناك ومعظمهم من ابناء قطاع غزة عاشوا في امارة قطر ايام كانت جرداء قاحلة ، ولم يحصلوا على الجنسية رغم مرور اكثر من 60 عاما على الاقامة فيها . يأتي الشيخ تميم ليحكم الان أغنى دولة عربية وصاحبة اكبر دخل للفرد في العالم، ويأتي الشيخ تميم ليحكم قطر وهو في عمر صغير شاب ومبشر بكل خير، بينما الوطن العربي يسبح في دمه ويهلك في حروب اهلية وتظاهرات لا تنتهي ودخل متردي وفقر مدقع ونزيف في الموارد البشرية . يأتي الشيخ تميم ليحكم قطر ، بينما يصل عدد سكان الامارة الى مليون و200 الف ساكن منهم 200 الف قطري ومليون يخدمون عليهم ، اي ان لكل مواطن قطري 4 يخدمون عليه ويعملون على راحته من كل جنسيات العالم ومن جميع التخصصات بدء من الحاضنة ومرورا بالسائق ووصلا الى المفكرين والنجوم . يأتي الشيخ تميم ليحكم قطر بينما امريكا تكشف عن عورتها امام العالم وتتحدى جميع القرارات الدولية لصالح اسرائيل، وبينما اسرائيل لا تتردد في قصف بيروت ودمشق وغزة ورام الله والسودان ، وتتحدى جميع العرب وتهين المسلمين وتقهر الفلسطينيين وتقتحم المسجد الاقصى وتفتح لها مكتب تجاري في قطر وسفارات في عمان والقاهرة وموريتانيا وجوبا . نتمنى التوفيق والنجاح للامير تميم ، ولكنه مثل غيره من الحكام العرب لن يكبر في عيون العرب ، ولن يكون له اية قيمة امام امريكا وامام العالم وامام نفسه الا اذا دافع عن القدس واوصى خيرا بابناء بيت المقدس . وفقك الله ، ونحن ايضا نبايعك طالما انت تبايع القدس، وكلما رفعت القدس رفعناك فوق رؤوسنا، والا ، فاذهب وعش كثيرا في النعيم والملذات، فمن دون القدس وكرامة تحريرها ستدرك لاحقا انك لم تعش ابدا. |