وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من المسؤول عن ارتفاع أسعار اللاعبين ؟ وما ذنب الأندية الفقيرة ؟

نشر بتاريخ: 28/06/2013 ( آخر تحديث: 28/06/2013 الساعة: 18:39 )
بقلم : هيثم عامر
لقد أصبحت قضية ارتفاع أسعار اللاعبين في الأراضي الفلسطينية تشكل خطراً كبيراً على الأندية الفقيرة ولكن من المسؤول عن ارتفاع اسعار اللاعبين؟

إن الأندية هي السبب لأنها تقوم بعمليات المزايدة علي اللاعبين فتكون النتيجة ارتفاع أسعارهم، وإن الأمر مجرد عرض وطلب لأن اللاعب أشبه بالسلعة، وبالتأكيد أن الأسعار لن تنخفض ولكنها قد تتوقف بسبب الظروف المالية السيئة لكثير من الأندية .

وفي الحقيقة أصبح لاعب الكرة يعتبر أشبه بالسلعة التي تخضع لمبدأ العرض والطلب، والكل في الوسط الرياضي يتفهم ذلك، بمن فيهم اللاعب نفسه، ، ويمكن القول إن ارتفاع سعر اللاعب أمر طبيعي لأن كرة القدم لم تعد لعبة للهواية فقط كما كان في الماضي لكنها أصبحت مصدر دخل كبير لكل عناصرها، وأصبحت تدار بطريقة " البزنس " بدليل الأسعار التي نسمع عنها بشكل يومي عن البث الفضائي والخلافات التي تدار بخصوص ذلك.

وفي الحقيقة هناك مبالغة كبيرة في أسعار اللاعبين في الفترة الأخيرة، لأنه لا يوجد لاعب يستحق كل هذه الأرقام التي تدفعها الأندية التي تعتبر المتهم الأول في ذلك، وبسبب ذلك لن تنخفض الأسعار يوما ما ، لأن اللاعبين تعودوا هذه الأرقام، ولو لم يجدوا أندية محلية تدفع لهم فسيتجهون إلي أندية عربية التي نجدها دائما علي استعداد لدفع مبالغ مالية كبيرة.

وعن اتهام اللاعبين أنفسهم بارتفاع الأسعار أرى أن هذا الكلام يعتبر حجة واهية ولا أساس لها من الصحة، لأنها بلا مبرر وتقودنا للتساؤل الذي يحتاج إلي إجابة وهو ما دخل اللاعب في ارتفاع أو انخفاض الأسعار، والحقيقة أن الأندية هي المتهم الأول والأخير في ذلك بسبب المزايدات التي تعقدها علي اللاعبين حتى لو لم تكن في حاجة إليهم وتدخل المفاوضات فقط بهدف إبعاده عن الأندية المنافسة، وهو مبدأ أسهم بشكل كبير في ارتفاع الأسعار لأنه لو اكتفي كل ناد بشراء اللاعبين الذي يحتاجهم فقط لما كانت هناك أزمة من الأساس.

فالأمر أصبح معادلة اقتصادية في المقام الأول، لأنه في الماضي كانت كل الأندية تعتمد في تدعيم صفوفها في الأساس علي اللاعبين الصاعدين من قطاع الناشئين بها وبالتالي لم تكن هناك أية مشكلة بخصوص الأسعار ولم نسمع يوما عن ارتفاع أو انخفاض أسعار لأن النادي كان يقوم فقط بتسجيل اللاعبين بما يتناسب مع عطائهم وقدراتهم، لكن في الوقت الحالي أهملت الأندية قطاعات الناشئين واتجهت لسياسة شراء اللاعبين الجاهزين وهو السبب الأول في ارتفاع أسعار اللاعبين، لأن مسألة التفاوض خلقت نوعا من المزايدة علي شراء اللاعب، فكان ذلك سببا في ارتفاع أسعار اللاعبين بشكل مبالغ فيه، خاصة أن الأندية التي تتصارع علي اللاعبين تكون في الغالب أندية القمة التي تضطر لدفع مبالغ طائلة للحصول علي اللاعب لسببين، أولهما إرضاء لجمهورها والثاني هو عدم ذهاب اللاعب للنادي المنافس، بالإضافة إلي أن اللاعب نفسه عندما يجد اهتماما كبيرا من الأندية يشعر بقيمة نفسه ولا يجد حرجا في الحديث عن أنه يريد تأمين مستقبله وأنه لا يحق لأحد أن يلومه علي ذلك.

وحسب رأيي الشخصي إن إمكانية انخفاض الأسعار باتت أشبه بالمستحيل ، خاصة في ظل اعتماد الأندية على مسألة شراء اللاعب الجاهز لكن من الممكن أن تتوقف عند حد معين لكنها أبدا لن تنخفض .

وحول اتهام اللاعبين بأنهم السبب في ارتفاع الأسعار أقول إن أي لاعب لا يستطيع أن يجبر أي ناد علي دفع مبلغ ما، ويمكن القول إن عمل اللاعب يقوم علي استغلال هذه الظروف ويسعي لإنجاح مفاوضاته، لكن للأسف هناك بعض اللاعبين يسيئون للمهنة بشكل كبير لأننا نجدهم يعملون لمصلحتهم وليس لمصلحة النادي وفي سبيل ذلك يتغاضي عن آداب وشرف المهنة .

أقولها بصراحة إن الأندية هي المتحكم الأول والأخير في هذا الشأن، والدليل علي ذلك ما تقوم به بعض الأندية اليوم وهو سبب كاف لارتفاع الأسعار، وإن طبع الأندية اختلف كثيرا عما سبق لأن الأندية المحلية أصبح الآن يقودها رجال أعمال وأصحاب مؤسسات وشركات وتقوم في الأساس علي الموارد المالية، وبالتالي أصبحت تستقطب عددا كبيرا من اللاعبين وهو ما جعل هذه الأندية ترتقي وتحتل مراكز متقدمة في المسابقات وبعضها حقق بطولات وأيضا شاركوا في بطولات قارية، وكل ذلك دفع هذه الأندية للصرف بشكل كبير علي اللاعبين الأمر الذي دفع الأندية القليلة الأخرى لاتباع نفس الطريق والسير علي نهج من سبقوهم وبقية الأندية الكثيرة لا حول لها ولاقوة.

إن ارتفاع الأسعار أمر خطير لأن أغلب الأندية المحلية فقيرة وغير قادرة على دفع مبالغ كبيرة في اللاعبين وبعضها في طريقه للهبوط لأنهم غير قادرين علي منافسة الأندية التي تدفع مبالغ كبيرة للاعبين .

وفي النهاية أقولها
إن الأندية هي السبب في ارتفاع أسعار اللاعبين لأنها من تتسبب في المزايدات علي اللاعبين منذ فترة وسوف يأتي اليوم ونسمعهم يصرخون من ارتفاع الأسعار ونسوا أنهم من تسبب في ذلك، بل ويلقون بالتهمة علي غيرهم ويتحدثون بأن اللاعب هو السبب .

[email protected]