وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ليالي أبو ديس البيضاء.. توثيق إسرائيلي لعمليات الاعتقال

نشر بتاريخ: 29/06/2013 ( آخر تحديث: 01/07/2013 الساعة: 09:01 )
بيت لحم- معا - يعكف قادة ما يمسى حرس الحدود وعلى رأسهم قائد القوة في الضفة الغربية "عوزي ليفي" في قاعدتهم بمستوطنة "متسودة ادوميم" على دراسة خرائطهم تمهيدا لخروجهم لحملة اعتقالات واسعة هي الثانية خلال شهر تستهدف سكان بلدة أبو يس الفلسطينية القريبة وفقا لما استهل ملحق"سوف شبات" العبري التابع لصحيفة معاريف تقريره المنشور اليوم " السبت ونقل ما وثقه مراسل الملحق الذي رافق قوة تابعة لحرس الحدود خلال عملية الاعتقالات التي استهدفت شبان ابو ديس.

على الطاولة قائمة تضم 12 ناشطا فلسطينيا مركزيا تتهمهم إسرائيل بلعب دور هام ومركزي في تضخم وزيادة ظاهرة إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة محلية الصنع خلال التظاهرات العديدة والمختلفة التي تشهدها المنطقة .

وينهي قادة 4 سرايا تابعة لحرس الحدود مسلحين بخبرة كبيرة ومعلومات استخبارية دقيقة تؤشر إلى " أهدافهم " استعداداتهم الأخيرة التي تسبق الخروج إلى العملية .

وشهد في الفترة الأخيرة ارتفاعا نوعيا في عمليات الإخلال بالنظام في منطقة ابو ديس والعيزرية حيث تم تجاوز الخط الاحمر خلافا لعمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة "قال ليفي ويقصد بالخط الأحمر الفجوة التي أحدثها الفلسطينيون في جدار الفصل مطلع هذا الشهر.

وأضاف ليفي "استغلوا منطقة غير محمية من الجدار وشرعوا بتكسير الطوب وفور ملاحظة قواتنا للفجوة فرقت الفلسطينيين وأعادتهم إلى داخل قريتهم " واعترف ليفي بان احداث الفجوة منحت الفلسطينيين شعورا بالقوة ومنذ تلك اللحظة لوحظ ارتفاع وتيرة نشاطاتهم " ايام معدودة بعد الحادثة الخطيرة اتخذنا قرارا بتنفيذ عملية واسعة اعتقلنا خلالها 12ناشطا بعضهم كان مشاركا بهدف الجدار وتم التحقيق معهم وإيداعهم السجون " قال قائد ما يسمى بحرس الحدود في الضفة "ليفي".

وادعى القائد الإسرائيلي بان ما اسماه بالعمليات الميدانية تحسن مستويات الهدوء في المنطقة وإنهم " حرس الحدود " يتعاونون مع " الجيش " والشاباك والشرطة أجهزة الاستخبارات المختلفة في تنفيذ عملياتهم "هذه مبادرتنا الخاصة لكن جميع الاجهزة الداعمة للعمليات تقدم لنا المعلومات الاستخبارية وننفذ كل شيء بالتنسيق التام ".

" لاحظنا هنا وجود مشكلة لا يمكن حلها بالعمليات اليومية الاعتيادية والاعتقالات الروتينية اليومية ولا حظنا وجود مشكلة محددة يتوجب حلها من خلال عملية محددة وواسعة النطاق فجندنا لتنفيذها أربعة سريا ما يعادل 300 جندي عملوا بالتزامن وأعلنا " إجراءات معركة " وصلت في سياق هذا الإعلان قوات إضافية تعمل في الأيام العادية خارج حدود المنطقة المستهدفة وتم تعريفها على طبيعة المنطقة تمهيدا لتنفيذ العملية ".

تظاهرات منظمة

بلعين ، نعلين، كفر قدوم ، بيتونيا ، هي جزء رئيسي من مناطق عمل ما يسمى بحرس الحدود وإضافة للعمليات الروتينية فكل يوم جمعة تجري تظاهرات تحولت إلى نمط حياة روتيني " نرى نفس الأشخاص نلاحظ الوجوه ذاتها ونعلم بان هناك جهة ما تقوم بتنظيم هذه التظاهرات بطريقة مرتبة ومنظمة جيدا " قال ضابط إسرائيلي وصفته الصحيفة بالكبير .

"تجري التظاهرات هناك تماما مثل نوبة الحراسة المنظمة يبدؤون في ساعة معينة يحددونها وينتهون في ساعة محددة سلفا وترافق وسائل الإعلام الفلسطينية والأجنبية التظاهرات وتوثقها على أمل أن يفقد احد الجنود هدوئه ليلتقطوا صورة جيدة ينشرونها في أرجاء العالم " قال الضابط .

وكشف قائد حرس الحدود ليفي النقاب عن إقامة وحدة عسكرية جديدة ومتخصصة قائلا " في أعقاب عمليات الإخلال بالنظام العام التي شهدتها السنوات الأخيرة تقرر إقامة وحدة عسكرية خاصة ومتخصصة " نحن متخصصون في تفريق أعمال الشغب وهم يعرفون ذلك لهذا أقمنا وحدة خاصة ترتبط بالجيش وتساعده وفقا للحاجة والضرورة وتقييم الأوضاع ويدور الحديث عن قوة مهنية جدا ومتخصصة جدا وتتدرب يوميا على تفريق أعمال الشغب وتعتبر خبيرة جدا في هذا المجال ".

وعاد ليفي لمهاجمة الفلسطينيين وتبرير عمليات القمع واقامة وحدة القمع الخاصة " علينا ان نعرف بان الحديث لا يتعلق بصغار قاصرين بل عن شبان 20-30 عاما وهناك بينهم ما هو على علاقة بالسلطة الفلسطينية .

"في ابو ديس والعيزرية على سبيل المثال ناشطون يتلقون دراستهم في الجامعة الإسلامية ": ابو ديس" وأنا لا استغرب إذا اعتقلنا في يوم ما احد أفراد عائلة وزير ما أو عضو كبير في فتح والسلطة ونحن لا نعطي تسهيلات وإعفاءات لأحد إذا توفرت لدينا معلومات عن أي شخص له علاقة بهذه النشاطات بغض النظر عن هويته ومكانته سنعتقله ".

في العملية الأخيرة كنا قريبين جدا من اعتقال رئيس بلدية " العيزرية " لقد دخلنا منزله لأننا فهمنا بان له علاقة بنشاطات حقيقية استهدفتنا وفقط بعد مشاروات وتدخل جهات عليا وتعهدا من رئيس البلدية بعدم العودة لمثل هذه النشاطات تنازلنا عن اعتقاله وحذرناه من تكرار هذه الإعمال وأننا لن نتنازل عن اعتقاله في المرة القادمة ".

وأخيرا يسرد الصحفي تفاصيل رحلته ومرافقته لقوات الاحتلال في طريقها لاعتقال شبان ابوديس قائلا " صعد الى سيارة الجيب التابعة لقائد الوحدة" تسيون شوعه " ووضعوا عليه سترة واقية من الرصاص وخوذة ثقيلة على رأسي وبدأ الجيب يشق طريقه نحو ابو ديس التي قال " تسيون " فور دخولها " هاهم المراقبون الفلسطينيون " وأشار نحو سيارة حمراء وقفت جانب الطريق دون ان تضيء أنوارها هم يبلغون أصدقائهم بوصولنا وتساعدهم درجات الحرارة حيث يبقى الناس غالبية ساعات الليل خارج منازلهم وكما ترى يضعون حراسات على مداخل القرية حتى يحذروا المشتبهين ليتمكنوا من الهرب وفي غالبية الحالات حتى هذا التحذير لا يفيدهم استخباراتنا دقيقة ونعرف بالضبط من نريد اعتقاله وأين يسكن بالضبط ".

وصلنا خلال دقائق معدودة إلى منزل الهدف الأول "أ" الذي جرى توثيقه كملقي للحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه حرس الحدود وقاعدتهم في ابو ديس وكان شخصا لا يبدو كوالد الهدف منتظرا خارج المنزل وكأنه يعلم ما جري دخل أفراد وحدة الاستجواب فرصدوا البيت والمشتبه به استنادا لبطاقته الشخصية " الهوية" واصابة القوة الكبيرة التي دخلت المنزل في منتصف الليل بالخوف والرعب والدة المعتقل التي همهمت بكلمات فهم منها " كنت اعلم بان يوما كهذا سيأتي " فيما اهتم الجنود بارتداء المعتقل ملابس دافئة وبعض النقود والسجائر فيما صادروا هاتفه الشخصي " الهاتف قادنا في العديد من المرات الى خلايا أخرى " قال قائدة القوة .

وحين يبتعدون ويختفون عن أعين أبناء العائلة يقيد الجنود المعتقل ويغلقون عينيه ويقودونه إلى سيارة الاعتقالات " نغطي أعينهم حتى لا يتعرفوا على هوية المعتقلين الآخرين الذين سبقوهم إلى السيارة فهناك حالات معينة نعتقل عدة أشخاص يعملون في نفس الخلية ولا نريد ان ينسقوا مواقفهم واقوالهم قبل التحقيق " قال قائد حرس الحدود .

وتلقى " تسيون شعه " عبر جهاز الاتصال تقريرا عن عملية اعتقال تشهد تعقيدات " قوة دخلت احد المنازل لاعتقال شقيقين يشتبه بمشاركتهما بإعمال الإخلال بالنظام فلم تجد احدهما فيما يرفض الأخر التعاون مع القوة " رد " تسيون" على هذا التقرير بامر جاء فيه " مشطوا المنزل بصورة جيدة جدا انه موجود هناك " .

وتواصلت الحملة ووصل الجنود الى منزل " ق" الكائن بين مجموعة من المباني السكنية والزقاق الذي يقود اليه كما في الخارطة العسكرية مغلقا ببوابة معدنية فاستدار الجنود لتجاوزها والتف الجنود على البوابة وصعدوا درجا قادهم الى الطابق الثالث وطرقوا الباب عدة مرات فقام والد المشتبه به بفتح الباب .
كشف تفتيش واسع أجراه الجنود داخل غرفة " ق" عن كيسا مليئا بالمواد " التحريضية " هنا طلب الجنود منه ارتداء ملابس دافئة والتزود ببعض المال والسجائر ومن ثم " يلا على السيارة" فيما اعتلى شبان وصبية اخرين الشرفات القريبة واخذوا يراقبون ما يجري " من الجميل بانهم يكتفون بالمراقبة والفرجة حتى يروا ويفكروا مرتين قبل ان يقومون بشيء اضافة الا انهم كانوا يحاولون في مرات سابقة منع الاعتقال لكنهم فهموا بعدم وجود فرصة لمنعه وكذلك باتوا يخافون التورط " قال قائد القوة " تسيون " شوعه .

اشار احد الجنود للمتفرجين طالبا منهم الدخول الى منازلهم وهنا منعه قائد القوة وقال له " دعهم يتفرجون حتى يفكروا مرتين قبل ان يتورطوا بعمليات الاخلال بالنظام".

وأخيرا ورد تقرير عبر الاتصال من القوة التي تبحث عن احد الشقيقين جاء فيه " لقد وجدناه مختفي في الحمام واعتقلناه " ومن ثم شققنا طريقنا باتجاه مركز شرطة معاليه ادوميم.