وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حلم يتحقق.. الغاز الحيوي بارقة أمل في عيون الفقراء

نشر بتاريخ: 01/07/2013 ( آخر تحديث: 01/07/2013 الساعة: 16:55 )
أريحا- تقرير معا - استبشر عدنان النجاده خيرا عندما استطاع أن يحصل على الغاز من مخلفات المنزل والحيوانات، ليكون بذلك في طليعة المستفيدين من مشروع لاستغلال المخلفات الطبيعية في انتاج الغاز الحيوي.

النجاده كان أحد المستهدفين ضمن المشروع الذي تقوم على تنفيذه جمعية الحياة البرية بالشراكة مع وزارتي الزراعة والبيئة وبدعم من مرفق البيئة العالمي التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي، والذي ينفذ في 24 موقعا في محافظات اريحا والأغوار والقدس وبيت لحم.

وقف الشاب القاطن في بيت من الصفيح في منطقة العوجا أمام القائمين على المشروع وبعض الزائرين من المهتمين، وأدار بيده مفتاح الغاز ليشعله أمام سعادة الحضور بهذا الانجاز، ومما يميز النجاده أنه استطاع أن يشغّل ثلاثة عيون للغاز في ذات الوقت، مما اعتبره القائمون على المشروع نجاحا يعطي أملا نحو مزيد من الاستغلال للغاز الحيوي قد يصل إلى حد انتاج الكهرباء.
|226362|
ولكن النجاده واجه بعض المشكلات الفنية التي صعبت من امكانية استغلال مشروعه بشكل مريح، لا سيما موضوع توفير الضغط الكافي لنقل الغاز في الانبوب والذي استخدم فيه الطوب واطارات السيارات، مقتراحا توفير ادوات اكثر تطورا لضغط الغاز ونقله من المصدر الاول إلى الشعلة داخل المنزل.

جهات عديدة في فلسطين عملت على تنفيذ مشاريع لانتاج الغاز الحيوي ولكنها كانت تصطدم في النهاية بعدم القدرة على اشعال هذا الغاز ليكون بديلا للغاز المنزلي، ويشكل عامل توفير اقتصادي للاسر الفقيرة خاصة التي تعيش في المناطق الصحراوية والتي تكثر فيها الثروة الحيوانية.

"أم ثائر" ربة منزل تسكن مع اسرتها في منطقة قصر هشام بأريحا، هي الأخرى استطاعت ان تستفيد من المشروع وان تحصل على الغاز الحيوي من مخلفات الخيول والحيوانات التي تربيها عائلتها.
|226359|
يقول إبراهيم عودة من جمعية الحياة البرية إن جمعيته استطاعت من خلال الدعم الذي قدمه مرفق البيئة العالمي أن تطور التجارب وتستغل الخبرات حتى نجحت في الوصول إلى طريقة لاشعال الغاز الحيوي بوسائل بسيطة لا يتجاوز ثمنها 480 دولارا تم توفيرها للمواطنين المستهدفين.

من ناحيتها رأت نادية الخضري مديرة مرفق البيئة العالمي أن حل المشكلة البيئية لا يأتي من خلال ورشات العمل فقط، بل يجب خلق وعي جماهيري عام لحماية البيئة، معربة عن استغرابها لعزوف المؤسسات الاهلية عن تقديم المشاريع لمنطقة اريحا والأغوار، حيث لم ينفذ منذ عام 98 سوى مشروعان يدعمهما المرفق البيئي في هذه المنطقة.
|226363|
وفي ذات الإطار بيّن عماد الأطرش رئيس جمعية الحياة البرية في فلسطين أن من اهداف المشروع اقناع المجتمع بأهمية استخدام كل الثروات الطبيعية كالطاقة الشمسية ومخلفات الحيوانات الموجودة عند المزارعين بكميات هائلة لتصبح ذات فائدة بدلا من ان بقائها مصدرا لتلوث البيئة.

وأعرب الأطرش عن أمله في أن يؤدي النجاح باستغلال الغاز الحيوي في فتح آفاق أكثر رحابة ليتم استغلاله في انتاج الكهرباء، وهو الامر الذي تجرى الآن في فلسطين تجارب لتحقيقه.
|226358|
وبشأن مخلفات عملية انتاج الغاز الطبيعي، أشار الأطرش إلى انها تستخدم سمادا عضويا للمزروعات دون أية أضرار للبيئة.

وزير الزراعة د. وليد عساف الذي زار المشروع في منطقة اريحا والاغوار، رأى اهمية المشاريع الهادفة للحفاظ على البيئة والتي شبهها "بالذي يحوّل طفلا باكيا الى مبتسم".
|226360|
وأطلق عساف دعوة إلى تحويل آلاف المحاجر في فلسطين إلى حدائق وأراض صالحة للزراعة، كما حدث في بني نعيم التي حولت إحدى المحاجر إلى حديقة ومركز تعليمي يمتد على خمس دونمات، مشيرا في هذا الصدد إلى أن بني نعيم وحدها تضم 100 محجر يمكن العمل على استثمارها.