وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نفتقدك الآن يا مازن سنقرط ..

نشر بتاريخ: 01/07/2013 ( آخر تحديث: 01/07/2013 الساعة: 19:49 )
مقالة للقائد محمد عبد الوهاب حمد
( ابو الوفا )

بصمت ترحل ، وكان مبكراً هذا الرحيل ، أفقنا من صدمة الموت وكأن الامر مستحيل ، هناك حيث ووريت الثرى خلف الأسوار في القدس ، كانت لنا أمنيات و أحلام وبرامج وقليل من الخوف في استكمال الدور ..

سنفيق يا رفيق المسير مبكراً ، كالعادة كما كنا نفيق في كل عام ، نصل المعبر إلى القدس ..عبر البوابات مخترقين حواجز القهر ... وبنادق المرتزقة وخوذاتهم ...نسرع كثيراً لنسبق عشرات الآلاف من الزاحفين لنكون في خدمتهم ...نفكر قليلاً ، أي البوابات سندخل ؟ وأي البوابات سنلتقي بالقائد مازن ؟ تدحرجت الدموع منهمرة ،فقد فارقنا مازن ، فأشار علي صديقي ورفيق مسيرتي قائلا : من هنا ، وشددنا الخطى الى حيث ينتظر ذاك القائد ، لم نكن وحدنا ، كان هناك شيء يجذبنا دون قرار ، يشدنا دون تفكير ، يدفعنا دون تبرير ، كان هناك الكثير ،محمد ،أحمد ، مفيد ، جمال ، ماهر ، حمزة ، وعبد الله ، اذكر بعضهم وانسى الكثير ،اخبروني ماذا جمعكم ايها الكشافون بغير نداء ؟ اي دماء قد تدفقت في عروقكم دون عناء ..اخبروني ما هذا الحب ما هذا الوفاء ...للقائد أبي جهاد ..ما هذا الانتماء ؟
|226435|
نم قرير العين أيها الراقد الصامد في قبرك ، يا مهندس الخدمة في الأقصى ، خبير الرجولة في زمن قلَ وعزَ فيه الرجال وأصبحوا اقزاما .
علمنا كيف يكون الحب للأقصى ...بطريقتك وابتسامتك ورجولتك .
علمنا كيف طويت بعزمك وحدك سنوات طويلة حقد الاحتلال وأعوانه .
علمنا كيف صارعت الألم في أزقة الحقد مكافحاً للفُرقة ...مدافعاً عن الوحدة في وجه دعاة الانقسام والفصل ما بين داخل الجدار وخارجه ...

يا لسعَة صدرك ! افتقدك الآن ..وأتفقد رسائل هاتفي الخلوي لأتذكر الرسالة الاخيرة التي وصلتني منك قبل ساعات من فراقك ..
آه ما أجملها من كلمات ! وما أوجعها من ذكريات !
قرأنا جميعاً الفاتحة على روح القائد و أرواح الشهداء والصديقين، وكانت البداية بكلمة من رفيقي، والذي تحمل مسؤولية قيادة الجمعية مرغماً , معلناً انطلاقة مشروع خدمة الصائمين من فوق قبر مهندس الخدمة ...ودعانا القائد ان نكون كما عهدنا القائد سنقرط رجالا نخلص في مهماتنا ...نلتزم بقرارات قياداتنا ...نتسابق لخدمة مصلينا ؛ لنكون حراساً للأقصى، جنودا للصخرة، متاريس للقيامة الى أن ياذن الله تعالى بشروق شمس القدس وبزوغ فجرها من جديد ، والى أن تتحقق هذه البشرى نستودعك قائدنا الله الذي لا تضيع ودائعه .. ورحماك ربنا بمن استودعناك