|
بيروت:الموقف الفلسطيني من احداث صيدا حكيما وصائبا
نشر بتاريخ: 01/07/2013 ( آخر تحديث: 04/07/2013 الساعة: 19:51 )
بيروت - معا - قال معن بشور المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية إن الموقف الفلسطيني، الشعبي والرسمي، ولكل فصائل العمل الوطني الفلسطيني، من أحداث صيدا الأليمة والدامية كان حكيماً وصائباً ولقي ارتياحاً واسعاً لدى غالبية اللبنانيين خصوصاً بعد أن كانت الساحة الإعلامية قد امتلأت بسيناريوهات تتحدث عن دور مرتقب للمخيمات الفلسطينية، وخصوصاً المخيم الأكبر في عين الحلوة، في تفجير الأوضاع الأمنية في لبنان.
وأضاف بشور انه يمكن اليوم التأسيس على هذا الموقف الايجابي للقوى الوطنية والإسلامية والفلسطينية من أجل انجاز حوار أخوي لبناني – فلسطيني يحدد إطار العلاقات الأخوية بما يكفل احترام سيادة لبنان وأمنه والقانون اللبناني، وبما يضمن أيضاً توفير الحقوق والضمانات لحياة كريمة وعزيزة للأخوة الفلسطينيين في لبنان تتيح لهم المجال لمواصلة كفاحهم من أجل العودة ومقاومة كل مشاريع التوطين أو الوطن البديل داخل لبنان وخارجه. كلام بشور هذا جاء خلال ندوة دعت اليها جبهة التحرير الفلسطينية في مخيم برج الشمالي – صور بعنوان " العلاقات اللبنانية – الفلسطينية ومسؤولية الشباب" بحضور عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة، ومنسق منتدى التواصل الشبابي اللبناني – الفلسطيني مأمون مكحل، وأمين سر اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى في سجون الاحتلال يحيى المعلم، وعضوي جمعية شبيبة الهدى عبد الطيف شماس واحمد يونس، وممثلي الفصائل والأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية وحشد من الشباب. |226460| بشور استهل محاضرته بالحديث عن مشاركته مع العديد من الشباب اللبناني والعربي منذ اوائل السبعينات في مشاريع عمل شعبي في المخيمات الفلسطينية، مساهماً في حفر أقنية للصرف الصحي في مخيم تل الزعتر، كما في بناء ملاجئ في مخيمات الرشيدية والنبطية وعين الحلوة جنباً إلى جنب مع بناء الملاجيء في القرى الجنوبية والبقاعية بعد ان بدأ العدوان الاسرائيلي ضد لبنان يتوسع ليشمل القصف الجوي المخيمات والبلدات اللبنانية. واضاف بشور كنا ننطلق آنذاك من ايماننا بأن مبادئ الاخوة اللبنانية – الفلسطينية تتطلب تواصلاً بين شباب لبنان وشباب فلسطين، وتفاعلاً بينهم، وصولاً إلى تكامل في المهمات والادوار بما يخرج الشاب الفلسطيني من الاحساس بالتهميش الاجتماعي والاقتصدي والانساني الذي يعيشه في المخيمات ويخرج الشاب اللبناني من الاحساس بالحذر والخوف من تحول المخيم إلى بؤرة أمنية تهدد الامن والاستقرار في لبنان، علماً ان كل المخلصين من أبناء الشعبين يدركون ان أمن المخيمات واستقرارها من أمن لبنان والعكس بالعكس. وقال بشور ان معادلة التواصل والتفاعل والتكامل التي ينبغي ان تقوم عليها علاقة الأخّوة اللبنانية – الفلسطينية، باتت اليوم المعادلة التي تحكم العلاقة داخل كل مجتمع عربي، وبين الاقطار العربية، بل بين أمتنا ودول جوارها والعالم، وعلى ضوء هذه المعادلة ساهمنا في اطلاق صيغ حوار وتلاقٍ على كل المستويات دون ان نغفل الصعوبات التي تواجهها والعقبات التي تنتظرها، ففي ظل هذه المعادلة تقوم الكتلة التاريخية بين كل تيارات الأمة الرئيسية، وداخل كل تيار، وذلك لكي نحشد القوى في مواجهة اعداء الشعوب المحليين والخارجين من جهة ولكي ندير الخلافات القائمة، وهي موجودة ومتعددة، تحت سقف الحوار بعيداً عن الانزلاق إلى مخططات الاحتراب الأهلي. |226461| بشور اشار إلى ان "المدرسة القومية العربية" التي نشأ في كنفها، هو ورفاقه، كانت تولي الشباب أهمية استثنائية منذ انطلاقتها فرعت تجربة "شبيبة الهدى" في السبعينات والثمانينات وهي صاحبة الايادي البيضاء في أيام الحرب اللعينة، وهذه المدرسة ساهمت في اطلاق تجربة مخيمات الشباب القومي العربي منذ أوائل التسعينات حتى الان والتي تخرّج منها العديد من قادة الحراك الشعبي العربي في العديد من الاقطار، كما وقفت منذ بداية التسعينات أيضاً وراء إطلاق برنامج "شباب لبنان الواحد" للحوار والتفاعل بين شباب لبنان الذين منعتهم الحرب اللعينة من التلاقي والتفاعل فيما بينهم لا سيّما وان ها البرنامج نجم في حشد عشرات الالاف من شباب لبنان في المناسبات الوطنية، وكل ذلك في اطار التأكيد على ان الفكرة القومية متلازمة مع الهوية الوطنية، وان العروبة هي فيض في الوطنية لا نقص فيها، بل ان القومية العربية هي تكامل وطنيات لا هيمنة فيها أو تسلّط أو قهر. بشور اشار إلى تجربة انطلقت منذ ثلاث سنوات بمبادرة مشتركة من المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن والمنتدى القومي العربي بعنوان "منتدى التواصل الشبابي العربي" الذي يعقد ندوة فكرية شبابية سنوية تعالج ما يهّم شباب الأمة وكان أخرها بعنوان " فلسطين وشباب الأمة"، وكل هذه المبادرات تؤكد مركزية الشباب في اهتماماتنا ومبادراتنا. وقد ختم بشور محاضرته بالاشارة إلى انه قبل ان يتوجه إلى هذا المخيم البطل، الذي سطر ملاحم بوجه الغزو الصهيوني في مثل هذه الايام عام 1982 ومساهماً في التأسيس لمقاومة رائعة أثمرت فيما بعد تحريراً عام 2000، ومواجهة للعدوان عام 2006، سأله صديق إلى اين انت ذاهب وعيون الأمة والعالم شاخصة إلى مصر في 30 يونيو، فأجبته بالقول: " حينما تتوجه إلى مخيم فلسطيني أو هدف فلسطيني انما تتوجه إلى مصر، بل إلى كل ميدان عربي، ففلسطين هي في القلب من كل ما يجري حولنا مهما حاولوا اخفاء هذه الحقيقة، والرئيس محمد مرسي خسر في رسالته إلى بيريز، وفي التزامه بكمب ديفيد، اكثر مما خسر في اخفاقاته كلها، وعبد الناصر باق في ضمير المصريين والعرب واحرار العالم لانهم لم يفرط أو يتهاون في قضية فلسطين، ونحن في لبنان هل ننسى اتفاق القاهرة الذي نظم العلاقة الفلسطينية – اللبنانية، رغم حصول تجاوزات معروفة، له وانه منذ هذا الاتفاق لم يصدر في لبنان أي قانون أو اطار أو تشريع ينظم هذه العلاقات، اللهم إلا التشريع الذي قضى بمنع الفلسطيني من ان يتملك شقة في لبنان، فيما سمح لكل مواطني العالم بذلك. وبعد حوار مع الحضور، ختم أ. عباس الجمعة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية الندوة بكلمة اشاد فيها بالعلاقة اللبنانية - الفلسطينية وبدور الشباب في ترسيخها، وأكد "عدم الإنجرار وراء أي فتنة طائفية" وقال: اننا حريصون على وحدة لبنان واستقراره ومسيرة السلم الأهلي ومقاومته في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. وأضاف ان العلاقات متجذرة وتستند الى الحفاظ على أمن وسلامة واستقرار وسيادة لبنان، وحفظ وحماية حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتأمين الحقوق المدنية والإجتماعية والسياسية للفلسطينيين المقيمين. ولفت الجمعة إن أمن المخيمات جزء من أمن لبنان وعلى جميع الهيئات المعنية فلسطينية ولبنانية مسؤولية بذل المزيد من الجهود لتعزيز الاستقرار في المخيمات. |