وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الطفلان محمد ومصطفى فلسطينيان بلا هوية.. بانتظار الموت البطيء لعجز والدهما عن توفير ثمن الدواء

نشر بتاريخ: 21/04/2007 ( آخر تحديث: 21/04/2007 الساعة: 16:36 )
غزة- معا- "لو أني املك الهوية الفلسطينية لما كان هذا حال أطفالي.. كنت ساعالجهما في أي مكان ولكني لا استطيع ان اتحرك حتى لانقاذ اولادي من الموت "..بهذه الكلمات التي عبرت جيهان الشنطي عن مأساتها مع طفليها محمد(سنتان) ومصطفى(عشر شهور) اللذين يحملان كل معاني البراءة والطفولة بنظراتهما وابتساماتهما التي يطاردها المرض.

وقالت الأم جيهان لـ "معا" بكل ألم "إن محمد مفعم بالحيوية والنشاط ينشر السعادة بين أسوار المنزل للحظات ولكن سريعا ما تختفي هذه البسمة خلف آلام المرض وأعراضه فيدق قلبي خوفا من ان يواجه مع مصطفى المصير الذي واجه شقيقهما الثالث الذي توفي بالمرض بعد سبعين يوما من ولادته".

محمد الشنطي عمره بعمر الزهور اليانعة التي لم تتفتح على الدنيا، طفل كباقي أطفال العالم غير انه يعاني من خلل جيني معين وهو مرض التليف الكيسي واسمه العلمي "سيستيك فبروزيس" حيث ولد وهو يحمل هذا المرض الامر الذي يتوجب معه اخذ علاج مع كل قطعة طعام.

وبكل أسى عبر والد الطفلين أشرف الشنطي عن معاناته مع طفليه محمد ومصطفى اللذين يحملان المرض وقال "انا لا استطيع أن أعالج أطفالي وذلك لأنه لاتوجد معي الهوية الفلسطينية بعد ان عدت في العام 99 الى غزة معتقدا انها الملجأ الامن بعد الخروج من الكويت ومن ثم مصر.. ومنذ ذلك الحين وانا لا استطيع المغادرة والاجابة دوما ممنوع من دخول اسرائيل باستثناء مرة واحدة بعد تدخل منظمات حقوقية".

واضاف :" ابحث يوميا على الانترنت عن علاج لاولادي واعرف الان كيف يعالجون لكن كيف يمكنني الخروج بدون هوية .. فانا سجين في وطني وفي السجن طفلان مريضان".

وأضاف الشنطي الذي يعمل بالشرطة البحرية " إن علاج الأطفال يأتي من داخل إسرائيل وهذا يرفع من سعر الدواء مشيرا إلي انه يدفع ألف دولار شهريا لعلاج الطفلين" مشيرا الي انه في الوقت الراهن يصعب عليه توفير الدواء لاطفاله بسبب أزمة الرواتب الخانقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

وقالت الدكتورة رجاء أبو عبدو في مستشفي النصر للأطفال أن مرض سيتيك فبروزيس (CF)هو مرض وراثي من أكثر الأمراض انتشارا تنبع المشكلة الأساسية فيه من خلل في إفراز الأملاح من خلايا الجسم نتيجة لذلك تتكون إفرازات لزجة في الجهاز التنفسي والهضمي وفي غدد العرق وتعيق عمل هذه الأعضاء .

وأضافت الدكتورة "إن هذا المرض مكتشف حديثا بفلسطين لذلك لايتوفر العلاج لهؤلاء الأطفال مشيرة إلى أن العلاج يتم استيراده من إسرائيل وان في حالة إغلاق المعابر والحدود يصبح هناك عجز بالدواء مما يؤدي إلي خطورة كبيرة علي صحة الأطفال.

وقالت جيهان الشنطي أم الأطفال أن الطفلين يحتاجان لرعاية خاصة وذلك لخطورة مرضهم لافتة إلي أن محمد يأخذ باليوم الواحد 40 كبسولة مع الطعام وان الكبسولة الواحدة تكلف 15 شيكلا .

وأشار مصدر طبي ان هناك 79 حالة تحمل مرض التليف الكيسي في قطاع غزة مشيرا الي ازدياد الحالات المصابة بهذا المرض يوميا.

وقال والد الطفلين اشرف الشنطي أن طفليه لايتلقون الرعاية الكافية في قطاع غزة مطالبا المسؤلين بالنظر بقضية الهوية الفلسطينية محذرا من أن التأجيل في هذه القضية سيؤدي إلي عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني.

مشاكل هذا المواطن تتعدد فوالداه تجاوزا السبعين من العمر ويرغبان باداء فريضة الحج ولا يستطيعان وكذلك هو يرغب في اكمال تعليمه دون جدوي لتبقى حياته وحياة اسرته معلقة بقرار اسرائيلي بمنحه حق الحياة كباقي البشر.

الجدير ذكره أن 55ألف مواطن في غزة والضفة لايملكون الهوية الفلسطينة، حسب احصائية لوزارة الشؤون المدنية والتي أشارت إلى أن سنة 2005 كان هناك متابعة اجل اعطائهم الهوية وتم تسليم المواطنين تصاريح من الشؤون الادارية ولكن بعد تسلمت الحكومة الجديدة مقاليد الحكم لم ينظر في هذه القضية حتى الان.