وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ابو قرع: نحتاج الى برنامج منظم لاجراء فحوصات لعينات من السوق الفلسطيني

نشر بتاريخ: 04/07/2013 ( آخر تحديث: 04/07/2013 الساعة: 11:54 )
رام الله - معا - تناقلت الانباء خلال الايام القليلة الماضية عن دراسة أجرتها وزارة الزراعة الاسرائيلية، وشملت حوالي 14500 عينة غذائية، كالبيض، واللحوم، والدواجن، والحليب، والاسماك وغيرها، حيث تبين انها تحتوي على بقايا مواد كيماوية، ومواد قد تكون مسرطنة، تشمل مبيدات، وبقايا ادوية بيطرية، وملوثات بيئية كعنصر الكاديوم.

واشارت هذه المصادر ان معظم هذه البقايا، ناتجة عن عمليات التطعيم، والادوية، والمضادات الحيوية، او من خلال التلويث البيئي المحيط بها، وفي دراسة سابقة قامت بها وزارة الصحة الاسرائيلية، وجدت بقايا المبيدات الكميائية في حوالي 56% من العينات التي تم فحصها في المنتجات الاسرائيلية، وان حوالي 11% من العينات كانت تحوي مبيدات اكثر من الحد الاقصى المسموح به، وقد تم فحص حوالي 5000 عينة شملت اللحوم، الخضار، الفواكة، ومنتجات الالبان والبيض، ومعروف ان معظم المنتجات الاسرائيلية تصل او تباع في الاسواق الفلسطينية، وبالتالي يمكن ان تصل الى المستهلك الفلسطيني.

وفي هذا المجال اشار الخبير في صحة البيئة الدكتور عقل ابو قرع، انه وبغض النظر عن مدى دقة مثل هذه الانباء او التقارير، فان الانباء سواء عن وجود بقايا مبيدات او مواد كيميائية اخرى مثل الادوية البيطرية او عناصر كالكاديوم مثلا في الطعام، يمكن ان يحدث إرباكا للمواطن الفلسطيني الذي يستهلك يوميا خضارا وفواكه ولحوما ومنتجات البان وما الى ذلك وكذلك يشير الى مدى اهمية وضع برنامج من اجل اجراء الفحوصات بشكل منظم لعينات عشوائية من الاسواق الفلسطينية.

"الزراعة والمواد الكيميائية في بلادنا"

واوضح الدكتور عقل ابو قرع ان القطاع الزراعي يعتبر أحد القطاعات الاقتصادية الهامة، والإنتاج الزراعي ذو الكمية والنوعية الجيدة يُعتبر احد دعامات الأمن الاقتصادي، ومن ضمن الوسائل العديدة للحفاظ على هذا الإنتاج هو استخدام المبيدات لحماية المحصول من الآفات العديدة التي تهاجمه، او استخدام المبيدات والادوية البيطيرية في مجال الثروة الحيوانية لحمياتها من الامراض والحشرات، ومع عدم وجود بدائل عملية، ذات مفعول سريع مثل المبيدات، فإن الاستخدام الأمن والصحيح، للمبيدات، وبالحد الأدنى ،يبقى الوسيلة الأساسية لحماية الإنتاج، وللحفاظ على صحة الإنسان والبيئة المحيطة، ولكن ليس هذا الموجود على أرض الواقع، حيث في أحيان عديدة تستخدم المبيدات الخاطئة، وكذلك تستخدم المبيدات الكيميائية في فلسطين بكميات أكثر من اللازم، وبالوسائل غير السليمة او غير الامنة.

"بقايا المبيدات والامراض المزمنة"

واشار الدكتور أبو قرع ان هناك اثارا صحية بعيدة المدى للمبيدات والمواد الكيميائية الاخرى، وهذا هو الأخطر، حيث يتعرض الإنسان إلى كميات قليلة منها، سواء من خلال التواجد في البيئة المحيطة أو من خلال بقايا الطعام، ولا تظهر اثارها سريعا، ولكن ومع الزمن تبدأ الآثار السلبية في الظهور على شكل أمراض خطيرة، كالأمراض العصبية، امراض السرطان، أمراض الجهاز التنفسي، والتشوهات الخُلقية عند الأطفال، خاصة أن العديد من المبيدات تنتقل من الأم إلى الجنين من خلال الحبل السري، وهناك مناطق عديدة في العالم يمكن ربط الاستخدام المكثف للمواد الكيميائية في الزراعة مع تصاعد نسبة الامراض غير السارية او المزمنة فيها، ومن الامثلة على هذه المناطق منطقة البنجاب في الهند التي تعتبر السلة الغذائية للهند، حيث الاستخدام المكثف للمواد الكيميائية، وما نشأ عنة من انتشار التشوهات الخلقية وتصاعد امراض السرطان بأنواعها هناك.

"تلويث المواد الكيميائية لمصادر المياه"

واضاف الدكتور ابو قرع ان هناك اثارا على البيئة للاستخدام الخاطئ للمبيدات وللادوية، حيث يتم إدخال المبيدات إلى البيئة من قبل الإنسان وخاصة إلى الحقل، ولكن هذه المبيدات تبقى وتنتقل في النظام البيئي، فمنها ما ينتقل خلال حبيبات التربة ومن ثم إلى المياه، وخاصة المياه الجوفية ويلوث مخزون المياه ومعروف ان اكثر من 90% من مصادر المياه في فلسطين هي مصادر جوفية، وبالتالي واذا وصلت الى المياه الجوفية سيكون من الصعب تحللها، وسوف تصل الى الانسان مع المياة، وهناك مناطق مختلفة في الولايات المتحدة الامريكية تم اغلاق مصادر المياه فيها وبالتالي منع استخدام المياه بسبب تلوثها بالمبيدات ومواد كيميائية اخرى.

"برنامج منظم للفحوصات"

وطالب الدكتور عقل ابو قرع الجهات الرسمية المعنية، من وزارة الاقتصاد او الصحة او الزراعة او البيئة او سلطة المياة التنسيق بينها لوضع برنامج منظم من اجل سحب عينات عشوائية لمنتجات غذائية متنوعة ولعينات من المياه من مصادر مختلفة، ومن ثم اجراء الفحوصات لبقايا مواد كيميائية عضوية او غير عضوية، وبأن يتم نشر نتائج الفحوصات من اجل طمأنة المستهلك الفلسطيني، او من اجل اتخاذا الاجراءات اللازمة بالاعتماد على نتائج الفحوصات.