|
فلسطينيون في غزة يرفضون العفو او الغفران عن الاحتلال
نشر بتاريخ: 18/08/2005 ( آخر تحديث: 18/08/2005 الساعة: 12:21 )
غزة - معا - بعض نساء قطاع غزة لا يكدن ينسين حين رأين بأم أعينهن تفتت أشلاء عشرات الشهداء وفقدان القدرة على الحركة لآلاف مثلهم من الجرحى اووجوه أبنائهن خلف قضبان السجون ، وكثيرات منهن يطالبن الاحتلال بأن يقدم لهن اعتذارا عن احتلال دام 38 عاماً ومعه فقدن الحياة وحاصرهن الموت مع أسرهن.
والدة الشهيد أشرف الخطيب الذي قنصه جندي إسرائيلي أثناء عودته إلى منزله في العام 1990 حاملاً بطاقة الهوية التي حصل عليها لتوه تقول:" لا أنسى أشرف في هذه الفرحة التي تختلط علينا بالانتصار بانسحاب الاحتلال من القطاع، ولا أعرف لماذا لا يطالب الأهالي باعتذار إسرائيل عن أطفالنا الذين قتلوهم". فيما تؤكد والدة الشهيدة منال الديري والتي استشهدت في نفس اليوم في شرفة منزلها بعد ضرب رهيب وعنيف من ستة جنود إسرائيليين فتقول:" أنا لن اغفر لإسرائيل ما فعلته بابنتي حتى لو طلب مني قبول اعتذاره فهو لم يقبل صرخاتي ولم يكف عن ضرب ابنتي امام عيني ودموعي تكاد تحجب رؤية أنفاسها الأخيرة". بينما يقول مخلص الابن الأكبر للشهيد إبراهيم حمدان الذي استهدفته مروحية إسرائيلية في اجتياح سبتمبر الماضي لمخيم جباليا ان والده حفر في عقله ولن ينساه أبداً مهما طال الزمان ولن ينسى كيف اخترقت القذيفة ظهر والده وأعدمته وفتتت اطرافه السفلى. أما المغفرة للاحتلال فيسخر منها شقيقه مؤمن ويقول:" كيف اغفر لمن اجتاح مخيمي كالثور الهائج وعلا واستكبر ولم يترك المخيم إلا جثة بسبعين شهيداً وعشرات الجرحى والمنازل المدمرة والطرق المتألمة من مجنزراتهم ودباباتهم، فنحن كأطفال لا ننسى جنازير الدبابات وغالباً تلك التي داست وجوه وأجساد الشهداء وسارت في طريقها وكأن شيئاً لم يكن". الطفل معتز "9" سنوات" لا ينسى أبداً صديقه الشهيد من عائلة ياسين الذي كان بجواره على مقعد الدراسة ويقول :" أنا فرحان كتير بأنو اليهود حيطلعوا من القطاع يعني حيبطلوا يقتلوا الصغار ويهدموا البيوت ويقلعوا الشجر". حتى العاشر من أغسطس الجاري بلغ عدد الشهداء 4101 شهيداً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من بينهم ما يزيد عن 600 طفل بعضهم تفتت إلى أشلاء أمام عيني والدته والبعض الآخر لم ترصده عدسة الكاميرا او عين الأم. الطفل غسان "14"عاماً ابن غزة في زيارة صيفية لمنزل أجداده في محافظة الخليل يشتاق بقوة لأن يرى القطاع قد حرر ولكنه خائف خلال اتصال هاتفي مع والده ألا يسمح له بالقدوم إلى غزة والالتحاق بأقرانه ليكمل إجازته الصيفية قبل بدء العام الدراسي الجديد، ويقول باستغراب:" يعني لما بدهم ينسحبوا ليش بسكروا علينا الطريق، إحنا بدنا نروح ونيجي من غزة للضفة بحرية، وبكفينا حصار بحصار وموت بموت":. واكثر ما يشتاق له هذا الطفل هو البحر وأبناء أعمامه وأقرانه وطريق المدرسة والكتب الدراسية وأيضاً غرفته التي اشتاق لها كثيراً. أما شقيقه محمد الطفل الذي لا يتعدى 4 سنوات فيقول ببراءة مذهلة:" ليش يا بابا ما تفتحوا الطريق بدي أروح" ظناً منه ان والده هو من يملك قرار فتح الطريق او ما لا يعرفه "معبر إيرز". |