وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 12/07/2013 ( آخر تحديث: 12/07/2013 الساعة: 12:45 )
محطات من دورينا
بقلم : صادق الخضور
كل عام والجميع بألف خير، فقد حلّ رمضان، ومعه ستبدأ منافسات بطولة كأس القائد أبو عمار رحمه الله في أمسيات رمضانية نأمل أن تكون سببا في توفير مساحة من المتابعة الممتعة للجماهير بعد أن قطعت معظم الأندية شوطا متفاوتا في حجم الصفقات ونوعيتها.

إطلالة على المشهد... قبيل الانطلاقة
ماديّا: معظم الأندية تعاني، ولا زال غياب القطاع الخاص عموما صفة غالبة على المشهد، ولولا رعاية جوال للدوري لكان الوضع كارثيا، وحتى مع رعاية جوال فالأندية تأمل أن يكون الدعم الآن وفي هذا التوقيت لا أن يتم الانتظار شهورا عدّة، فالأندية بحاجة إلى دعم فوري، وجوّال مشكورة على رعايتها لكن المطلوب إعادة النظر في توقيت الدفعات.

فنيّا: بداية متأخرة للتحضيرات في معظم الأندية، أو على الأقل في نصفها، ولا زالت الأندية عاجزة عن تنظيم معسكرات خارجية مع أنها كانت قبل الاحتراف تقوم بذلك، وبعض التعزيزات في بعض الأندية تتم دون رؤية فنية ما سينعكس سريعا على طبيعة الأداء، وحسنا فعل الاتحاد حينا بدأ الموسم مع إبقاء فرصة التعزيز قائمة ليكون أمام الأندية متسع من الوقت لاستكمال التعاقدات.

جماهيريا: الجماهير ستحضر وستشجع، ومطلوب تناسي حالات الشد والجذب، والانتصار للتشجيع الحضاري، والجماهير طامحة في أن تكون هناك حوافز على أرقام التذاكر، وغيرها من الخطوات الكفيلة بسبغ مشهد ممتع على الحضور للملاعب، ومطلوب من الجماهير التقليل من منسوب التدخل المستمر في الأمور الفنية، والتريّث قبيل إصدار الأحكام، فالدور الجأول للجماهير المساندة لا المحاكمة.

الاستدامة: معظم الأندية تبرم تعاقدات دون تفكير في الاستدامة، والتخطيط يأخذ منحى آنيا قصير لمدى، فعلى مستوى اللاعبين هناك تراجع في إدماج الناشئين، والتفكير في تفعيل الألعاب كلها يكاد يتلاشى، وعلى النقيض من الأندية، فإن اتحاد الكرة برئاسة اللواء الرجوب ينزع لخيار لتأسيس لاستدامة الجهد سواء أتعلق الأمر بالاهتمام بالمرافق وتوظيفها لصالح تنفيذ جهود تقطف ثمارها على المدى البعيد، وزيارة واحدة لأكاديمية جوزيف بلاتر تكشف عن مدى روعة الجهود والإنجازات، والكرة الآن في ملعب الأندية وعليها تقع مسئولية تفعيل جانب التسويق والتخطيط العلمي، أو تواصل الاهتمام بالفئات العمرية وبناء قدرات الكوادر الفنية والإدارية.

عودة ميمونة للميادين
تشهد مباريات الجولة الأولى عودة بعض اللاعبين لميدان الكرة في دورينا بعد احتجاب طوعي أو قسري لفترة، فيعود:
• أحمد حربي ليشكّل صمام أمان في الخط الخلفي للأمعري، وحربي من اللاعبين القادرين على بثّ الثقة في نفوس لاعبي الفريق لاستعادة الروح والعودة سريعا بين الكبار وهذا هو الموقع المفترض للأمعري.
• خالد سالم نجم الغزلان يعود بعد غياب جزئي مرتبط بإجراء عمليّة، واللاعب المجيد اللعب في معظم المراكز موهوب وقادر على تشكيل إضافة نوعية للفريق، وها هو يعود ليؤازر كتيبة الغزلان وهي تعدو لمواصلة التألق الذي حكم الفريق في آخر سنوات، ويعود لملاعبنا أيضا الموهوب إسلام الزيناتي الذي لعب للترجي قبل سنوات وها هو يعود مع مزيد من الخبرة.
• ويعود الفهد عتّال للملاعب ولفريقه العميد بعد انتظار طال، وللفتى مع التميّز حكاية، فوجوده في الفريق يضفي المزيد من الحيوية، ولا يختلف اثنان على مدى قدرة الفهد على لعب دور القائد للفريق على صعيدي الأندية أو المنتخب، ومشاركات اللاعب مع المنتخب تعزّز هذا الحكم، وتترافق عودته مع عودة المبدع أشرف نعمان للديار بعد مشوار احترافي أقل ما يقال عنه أنه متميز، أشرف سريع في تحركاته، واثق في تمريراته، ومبدع في إيجاد الحلول، وقد كانت تجربته مع الفيصلي الأردني من باب التأكيد على ما يحوزه لاعبونا من إبداع.
• يعود عزمي الشويكي لحراسة مرمى فريق في المحترفين، فبعد أن سبق له حماية عرين الأمعري ها هو يعود لحماية عرين البيرة، والحارس الشويكي من الحرّاس القادرين على تقديم مستوى رفيع لكن مع غيابه موسمين عن دورينا فيمكننا الحكم نهائيا بعد الوقوف على مستواه.
عودة ميمونة نتمناها لكل هؤلاء اللاعبين ولغيرهم من العازمين على تشكيل لوحات من الإبداع المهاري، وبانتظار مشاهدة عطائهم داخل الميدان مع ضرورة عدم الاستعجال في الحكم على مستوى أي لاعب أو أي فريق، فالطريق طويل، جولة واحدة وحتى ثلاث جولات لن تكون كافية التقييم وإصدار الأحكام سلبا أو إيجابا.

في رمضان: نتذكّر
كثيرة هي الذكريات، وفي ظل تزاحم الذكريات نتذكر:
• بطولة العربي بيت صفافا الرمضانية بما كانت تحويه من زخم ومن مشاركة الفرق المحلية من شقيّ الوطن.
• المرحوم الإعلامي تيسير جابر رحمه الله الذي كان حريصا على أن تكون هناك فعاليات رياضية في رمضان، والتساؤل المطروح: لماذا لا يتم استثمار بطولات الفرق الصاعدة لتخليد ذكرى الراحلين وتعريف الناشئة بهم، فبدلا من نهائي بطولة مواليد كذا كان بالإمكان نهائي بطولة الراحل ..... لمواليد كذا .......
• بعض البطولات الرمضانية التي كانت تقام في ألعاب غير كرة القدم، وإذا كانت كرة القدم استأثرت باهتمام القائمين على الأندية ، فهل فرضت سطوتها حتى على القائمين على بقية الاتحادات؟

في الختام
لاعب موهوب، عشقناه في طفولتنا، وكان من الأسباب التي أجبرتنا على عشق منتخب الفراعنة، لاعب قدّم أنموذجا عصريّا للسرعة والمهارة والتمركز والتعامل مع التدخل المفترض في التوقيت.
إبراهيم يوسف: ابن الزمالك ومصر يرتحل في بدايات رمضان، ولا زالت الذاكرة تختزن ملامح إبداعه كليبرو عصري، وسرعته ورشاقته اللتان كانتا سببا في حمله لقب الغزال لن تكون سببا في المرور السريع أو العابر عن هذا اللاعب.
رحم الله إبراهيم يوسف، وإذا كانت الأحداث السياسية الجارية في أرض الكنانة لا تتيح تسليط الضوء على اللاعب في بلاده، فيجب استحضاره عربيا، وهذا أقل ما يمكن القيام به للوفاء بما قدمّه بعض العمالقة العرب من عطاء أتاح للكرة العربية ولوج مرحلة العالمية.
إبراهيم يوسف: الغزال الأسمراني الرشيق يرتحل سريعا تماما كما كانت تحركاته وانطلاقاته، فرحمة الله عليه.