وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس الشاب يلتقي رئيس المشروع الاميركي للشرق الاوسط

نشر بتاريخ: 16/07/2013 ( آخر تحديث: 16/07/2013 الساعة: 11:44 )
رام الله- معا- التقى الرئيس الشاب حسين الديك بالكاتب الامريكي هنري سيغمان خلال لقاء نظمه المركز الفلسطيني للبحوث والسياسات المسحية في رام الله.

واوضح سيغمان انه من خلال تجربته الطويلة في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ومن خلال عمله مع دول مختلفة خرج باستنتاج انه يشعر بحالة من الاحباط ولم يستطع تغيير الا القليل، وان الحديث مع الحكومات خاصة الحكومة الاسرائيلية والحكومات العربية والقيادة الفلسطينية لن يوصله الى اي حلول اواي نتائج مرضية، وردا على ذلك فانه قرر ان يتحدث مع الشعوب ولقاء كافة المؤسسات والفعاليات الشعبية والاهلية والمجتمع المدني لسماع رايهم ووجهة نظرهم وموقفهم من الوضع الراهن فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

واوضح سيغمان انه كان على خطأ عندما حصر تحركاته ولقاءاته داخل الحكومات والاطر الرسمية فقط ولم يتحدث الى عامة الناس من كلا الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني خاصة.

واكد سيغمان انه على قناعة بان التغيير الايجابي الذي سوف يحصل سيكون من خلال المؤسسات والفعاليات الاهلية والشعبية والشبابية والشارع من كلا الطرفين وليس من قبل الحكومات، ومن يعتقد بان الولايات المتحدة الامريكية سوف تفرض حلا على الطرفين يكون مخطئاً.

وتساءل سيغمان كيف يمكن تغيير الراي العام الاسرائيلي وماهي الرسالة التي يجب على الفلسطينيين ان يرسلوها للطرف الاخر حول كيفية تغيير هذا الواقع، واكد ان هناك اشخاص داخل اسرائيل غير راضين عن هذا الواقع الصعب وان هذا الوضع هو غير مقبول وغير قابل للاستمرار ومهم بحاجة لمعرفة ما يريده الطرف الفلسطيني لكي يقوموا بالتغيير.

من جانبه قدم الرئيس الشاب مداخلة اوضح فيها "ان الوضع الراهن في الاراضي الفلسطينية المحتلة هو عبارة عن احتلال وتفرقة "عنصرية" تمارسها دولة اسرائيل ضد الفلسطينين ومن يعتقد من الاسرائيليين بان هذا الوضع قابل للاستمرار ويكون لمصلحتهم فهو على خطأ، ونحن الفلسطينيون موقفنا واضح وهو دولة فلسطينية كاملة السيادة على الاراضي المحتلة عام 1967م عاصمتها القدس الشرقية، وفي حال استمرار الاستيطان وعدم حصولنا على هذه الدولة فان مطلبنا سيكون المطالبة بحقوق متساوية في دولة واحدة ولن نقبل ان يبقى الوضع كما هو نعيش في دولة تمارس التفرقة العنصرية وفي كانتونات معزولة، عندها يمكن ان يغير الطرف الاسرائيلي من موقفه ويذهب لاعطاء الفلسطينيين دولة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967م لان اكثر ما تخشاه اسرائيل هو الاندماج والزيادة السكانية لدى الفلسطينيين اذ تعتبرها خطر يهدد وجود دولة اسرائيل".

واضاف الديك "ان لدى المجتمع الفلسطيني ازمة في التفكير والاعتقاد بان الحل يجب ان ياتي من الخارج وهنا تكمن المشكلة فالحل يجب ان يأتي من الداخل من خلال التركيز على الانسان الفلسطيني كقيمة ومعنى وعنصر فاعل في التغيير وتعزيز مقومات الصمود والثبات، ومن الضرورة تحديد الهدف والبوصلة التي نتجه حولها هل حل الدولتين ما زال قائما في ظل وجود الاستيطان الذي حوّل الاراضي الفلسطينية الى كانتونات معزولة عن بعضها البعض ؟ ام ان اسرائيل تحاول كسب الوقت من خلال تحويل الاراضي الفلسطينية الى تجمعات استيطانية يستحيل وبوجودها اقامة اي كيان سياسي فلسطيني مستقبلا وعندها تفرض ما تريد على السكان الفلسطينيين ؟".
|228963|
وتحدث الديك عن الخيارات واوضح "ان على الطرف الفلسطيني ان يبقي الباب مفتوحا امام كل الخيارات في العملية التفاوضية ليكون لدينا بدائل موجودة في حالة فشل اي خيار مطروح، فعلى سبيل المثال كان على الجانب الفلسطيني ان يرفع سقف المطالب في العملية التفاوضية ويطالب بدولة واحدة عند تعنت اسرائيل ورفضها اقامة دولة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967م وهذا ما يخيف اسرائيل ويجعلها تقدم تنازلات وتنسحب من الاراضي الفلسطينية المحتلة ويقيم الفلسطينيون دولتهم، فعلينا ان نطلب الكثير لكي نحصل على القليل، اما على الصعيد الاعلامي علينا ان نعترف ان هناك اخفاق فلسطيني في ارسال الرسالة الى المجتمع الاسرائيلي وارسال الرواية الصحيحة ونقل الحقيقة للشارع الاسرائيلي، لان الشارع الاسرئايلي هو شارع مغيب تسيطر عليها المؤسسة الاعلامية التابعة للمستوطنين والذين يشوهون صورة الفلسطيني بانه مجرم وقاتل وهو اقل مرتبة من الاسرائيلي وليس لديه اي رسالة سوى القتل والسرقة التخريب والتدمير، لا شك ان هناك اخفاق فلسطيني رسمي وشعبي في نقل الحقيقة للشارع لاسرائيلي ونقل رسالة هذا الشعب بانه صاحب حضارة وتاريخ وتراث وقضية عادلة ومن حقه تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة كغيرة من الشعوب، وان المجتمع الاسرائيلي نراه موحدا في مواجهة الطرف الفلسطيني فقط ولكنه من الداخل هو مجتمع غير متماسك بسبب اختلاف مكونات هذا المجتمع والنسيج الثقافي والعرقي والاجتماعي والحضاري له، فاذا استطعنا ان نؤثر عليه داخليا فان هذا يعتبر اولى علامات التشرذم والتفتت والانحدار لهذا المجتمع.