وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مدينة ديترويت رمز صناعة السيارات الاميركية تعلن افلاسها

نشر بتاريخ: 19/07/2013 ( آخر تحديث: 20/07/2013 الساعة: 09:17 )
بيت لحم- معا - بعدما كانت مدينة ديترويت رمزا لصناعة السيارات الاميركية في مطلع القرن العشرين، باتت الان اكبر مدينة اميركية تعلن افلاسها، في اخر المحطات من تاريخ مدينة تحتضر ببطء.

وبحسب وكالة الانباء الفرنسية فان هذه المدينة الصناعية الكبيرة الواقعة شمال الولايات المتحدة والتي كانت واجهة اميركا المزدهرة في خمسينات القرن الماضي، اصبحت اليوم شبه مهجورة، ناطحات السحاب في وسطها خالية ومصانعها مدمرة ومنازلها متروكة.

وفي المدينة اليوم 78 الف مبنى مقفرا.

واوضح حاكم ولاية ميشيغان ريك سنايدر في بيان "انني اتخذ هذا القرار الصعب حتى يتمكن سكان ديترويت من الحصول على ابسط الخدمات العامة وحتى تنطلق ديترويت مجددا على اسس مالية متينة تتيح لها النمو في المستقبل".

وقال "هذا هو الخيار الوحيد لمعالجة مشكلة تفاقمت بشكل متواصل في السنوات الستين الاخيرة".

وكان كتب في وقت سابق في رسالة ارفقها باشهار الافلاس الذي قدمه الى المحكمة "ان اعلان الافلاس هو الحل الوحيد الذي سيسمح لديترويت بان تستعيد الاستقرار وان تصبح قابلة للاستمرار من جديد".

وبلغ الدين الذي راكمته ديترويت مستوى هائلا يقدر حاليا ب18,5 مليار دولار.

وازاء هذا المأزق حذرت البلدية الشهر الماضي من انها ستضطر الى التخلف عن سداد قسم من مستحقاتها.

وباقدامها على هذه الخطوة تصبح ديترويت اكبر مدينة في الولايات المتحدة تشهر افلاسها.

واكدت المتحدثة باسم البيت الابيض إيمي برونداج ردا على اسئلة فرانس برس ان الرئيس باراك اوباما واعضاء فريقه المقرب "يواصلون مراقبة الوضع في ديترويت عن كثب".

وتابعت في بيان انه "اذا كان القادة على الارض في ميشيغان ودائني المدينة على يقين بانه يترتب عليهم ايجاد حل لمشكلات ديترويت المالية الخطيرة، فاننا ملتزمون بمواصلة شراكتنا المتينة مع ديترويت فيما تعمل على النهوض مجددا وتحريك اوضاعها والحفاظ على مكانتها في طليعة المدن الاميركية".

وترافق تراجع ديترويت الاقتصادي والمالي مع تقهقر اجتماعي يشهد عليه نزوح سكانها وقد خسرت نصفهم خلال ستين عاما. وانخفض عدد السكان من 1,8 مليون نسمة في 1950 الى 700 الف.

ولم يعد بوسع البلدية تامين الانارة العامة في الشوارع فيما تستغرق الشرطة 58 دقيقة للوصول حين يتم استدعاؤها مقابل 11 دقيقة على المستوى الوطني. ولم يعد هناك في الخدمة سوى ثلث سيارات الاسعاف لغياب الموارد الكافية لصيانتها.

ولم يكن معدل الجريمة مرتفعا من قبل كما هو اليوم.

وكان ريك سنايدر لجأ الى خبير هو كيفين اور لمحاولة الخروج من المأزق.

ولخص هذا الخبير اسباب هذه الازمة بعدد من النقاط منها "سوء الادارة المالية والتراجع الديموغرافي واضمحلال القاعدة الضريبية خلال السنوات ال45 الاخيرة".

من جهتها رحبت غرفة التجارة في ديترويت باشهار الافلاس معتبرة انه "قرار شجاع".

واثارت خطة اور الذي دعا الى التفاوض مع دائني المدينة، استياء صناديق التقاعد التي كانت تدين لها ديترويت بتسعة مليارات دولار، فباشرت مسعى قضائيا لمنع اي اقتطاع من معاشات التقاعد التي يتقاضاها مكتتبوها، غير ان هذا المسعى علق بسبب اشهار الافلاس.

وبعد اشهار الافلاس سيترتب على احد القضاة ان يبت في القضية ويعلن ما اذا كان بوسع ديترويت ان تحظى بحماية قانون الافلاس الذي يتيح لها اعادة التفاوض في دينها.

وحذر دوغراس بيرنشتين المحامي المتخصص في قضايا الافلاس ردا على اسئلة فرانس برس من ان "التحدي الاكبر هو انه لم يكن هناك في التاريخ الكثير من البلديات التي اعلنت افلاسها .. وبالتالي ليس لدينا خبرة كبيرة في هذا المجال".

لكن بمعزل عن النواحي القانونية والمالية البحتة في هذه القضية، فان افلاس ديترويت يعكس انهيار قطاع صناعة السيارات الذي يشكل جزءا كبيرا واساسيا من الصناعة الاميركية عرف ذروة ازدهاره في مطلع القرن الماضي.

والمدينة هي مهد شركات السيارات الثلاث الكبرى فورد وكرايسلر وجنرال موتورز وقد ارتبط مصيرها بمصير السيارات الى حد انها الهمت حتى فرقا موسيقية مثل فرقة الروك "ام سي 5" وهي الاحرف الاولى ل"موتور سيتي 5" (مدينة السيارات) وشركة انتاج الموسيقى الشهيرة "موتاون" تصغيرا ل"موتور تاون".