وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الزهار: يمكن حجب الثقة عن الحكومة إن لم تؤد واجبها وعلى وزير الداخلية امتلاك زمام الامور

نشر بتاريخ: 25/04/2007 ( آخر تحديث: 25/04/2007 الساعة: 14:47 )
غزة -معا- لم يستبعد الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حجب الثقة عن حكومة الوحدة الحالية إذا لم تؤد واجبها كما هو مطلوب منها، لافتا إلى وجود مؤامرة تحاك ضد وزير الداخلية الفلسطيني هاني القواسمي بهدف سلبه كافة صلاحياته من أفراد لهم مصلحة في تفشي الفلتان، مشيراً إلى تعرض وزير الداخلية الأسبق سعيد صيام لذات المؤامرة- على حد وصفه.

وتمنى الزهار خلال لقاء سياسي جماهيري عقده الليلة الماضية في المسجد العمري الكبير بحي الدرج وسط مدينة غزة أن تؤدي الحكومة واجبها كما هو مطلوب منها وإلا ستكون معرضة للمساءلة والمحاسبة، مشيراً إلى انه يمكن إقالتها أو حجب الثقة عنها برلمانياً أو حتى حل السلطة بأكملها.

وأرجع القيادي البارز في حركة حماس سبب الاستقالة التي تقدم بها مؤخراً وزير الداخلية هاني القواسمي، إلى "وجود مؤامرة تحاك ضده بهدف سلبه كافة صلاحياته من أفراد لهم مصلحة في تفشي الفلتان"، مشيراً إلى تعرض وزير الداخلية الأسبق سعيد صيام لذات المؤامرة.

وشدد الزهار على ضرورة أن يمتلك وزير الداخلية زمام الأمور، وأن توحد كافة الأجهزة الأمنية تحت أمرته، منوهاً إلى ضرورة نزع السلاح من العائلات "كون أن السلاح لا يحمله إلا رجل الأمن والمقاوم على الثغور".

وطالب الزهار بإقالة الجهاز الإداري في وزارة الداخلية قائلاً:" إنه لا يمكن أن يشارك جهازاً إدارياً في زراعة الفوضى والفساد ثم يحاول الآن إزالة الفوضى؛ بل علينا ضخ دماء جديدة تؤمن بالإصلاح"، مشدداً على ضرورة توفير الجو والظروف الملائمة للإصلاح- على حد تعبيره .

وقال الزهار :" إن اتفاق مكة المكرمة رسخ مبدأ الشراكة السياسية على الساحة الفلسطينية حتى لا ينفرد قطب واحد بكافة المؤسسات ومقدرات الشعب".

ونفى الزهار ما اعتبرها "الافتراءات" التي ادعت بأن حركته تنازلت عن ثوابتها في اتفاق مكة، مبيناً أن هذا الاتفاق جاء على أساس وقف إطلاق النار بين أبناء الشعب الفلسطيني وتعزيز لحمته وصموده في وجه الاحتلال وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحترم نتائج الانتخابات النزيهة الأخيرة.

وأكد أبرز قادة حماس أن ما أثير حول لفظ "احترام" الاتفاقات السابقة في كتاب تكليف رئيس الوزراء لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية لا يجبر حماس على الالتزام بهذه الاتفاقات، بل فقط على التفهم للظروف واحترامها.

وفي ما يتعلق بتواجد حركته على رأس الحكومة، قال الزهار "إن حركته ذات منهج وبرنامج واضح يستند على الدعوة والمقاومة"، مشيراً الى أنها تتمسك بذلل.

وأكد أن حماس وهي على رأس الحكومة لم تتخلى عن التجنيد والتسليح على الرغم من إعلانها التهدئة مع باقي الفصائل منذ مارس 2005 في بيان القاهرة، موضحاً أن التهدئة لم تعلنها حماس لأنها دخلت الحكومة بل لأن الاحتلال انسحب من غزة.

وحول علاقة حماس وفتح، استهجن الزهار بشدة ما يزعمه البعض بأن حركته تنتهج خطى حركة فتح قائلا:"نحن نحترم رؤية ونهج فتح؛ لكن حماس لها نهجها الخاص ورؤيتها الخاصة القائمة على الإصلاح ".

وأكد الزهار أن هناك علاقات طيبة بين الحركتين في الفترة الحالية "فكلتاهما مشاركتين في حكومة الوحدة ومناط بهما واجبات كثيرة وعظيمة"، مبيناً أن الشعب سيكون بالمرصاد والحاكم القاسي على الذي يخطيء من الطرفين.

وفيما يتعلق بقضية وزارة الصحة التي باتت مثار جدل بين الحركتين أعلن الزهار أن لجنة شكلت من وزير الصحة الحالي رضوان الأخرس وسابقه د.باسم نعيم للنظر في الأمور العالقة، وأن المجلس التشريعي سيكون رقيباً على مجريات الأمور في حال استدعي تدخله.

وحول المقاومة والاعتراف في إسرائيل، أكد الزهار أن حركته لم ولن تتخل عن المقاومة ولن تعترف بإسرائيل، قائلاً:"إن من يقول أنه يعترف بإسرائيل فهو ليس من حماس ومن يتنازل عن المقاومة فهو ليس من حماس".

وشدد الزهار على ضرورة أن يعي الشعب الفلسطيني أن حماس في تهدئتها لم تتخلى عن المقاومة بل عادت لها لأن المقاومة بنيت على أعمدة صلبة وقواعد متينة جداً، مؤكداً أن المقاومة والحكومة لا تتعارضان أبداً لأن المقاومة هي الحل الإستراتيجي.

وتساءل الزهار أين هي إسرائيل التي اعترف بها؟!، هي لم تحدد لها حدوداً ولا دستوراً بل هي لم تعرف عن نفسها وعن تاريخها، مشيراً أن مجموعة من العصابات كونت ما يسمى بإسرائيل على حساب الفلسطينيين.

وفي ملف تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، استعرض الزهار تاريخها، مبيناً أنها تأسست عام 1964 وكان أول اجتماع لها في عام 1965 في الأردن برئاسة مؤسسها أحمد الشقيري، لافتاً إلى أن أهم مبادئها كان تحرير فلسطين كلها.

وأبدى الزهار أسفه من طتلاعب البعض في ميثاق المنظمة الأساسي علاوة عن تحجيم دورها وتقزيمه وإهمال المجلس الوطني منذ سنين عدة"، مبيناً أن بفعل ذلك أصبح أكثر من 6 مليون فلسطيني في الشتات لا ممثل لهم.

وأكد على ضرورة تفعيل المنظمة وإعادة صياغة برنامجها ونظامها أو على الأقل إعادته إلى ما كان عليه قبل "أن تتلاعب به أيادي خفية أفرغتها من مضمونه وقيمته"، مشدداً على أن من أهم ما يجب أن يركز عليه في ميثاق المنظمة هو حق العودة.