وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كرة القدم ,,, تقلق إسرائيل .

نشر بتاريخ: 20/07/2013 ( آخر تحديث: 20/07/2013 الساعة: 12:17 )
بقلم : رائد عابد
عندما يقوم رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف سيب بلاتر بزيارة إلى فلسطين , بالتأكيد ليس من أجل تأدية الواجب لأن الرجل قد سمع وشاهد وتابع حجم العدوانية الهمجية التي تمارس ضد الرياضيين الفلسطينيين يوميا من قبل قوات الإحتلال الغاشم وبما أن الرجل يرأس أعلى هرم اللعبة الأكثر شعبية في العالم كان لابد له من تسجيل موقف واضح تجاه الرياضة عامة وكرة القدم بشكل خاص , لذلك كان لابد من الزيارة وبعث رسائل عديدة للجانب الإسرائيلي الذي مازال على نفس المواقف الوحشية .

بعد سنوات من العمل على أرض الواقع بقيادة رئيس الإتحاد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب اقتنع الجميع بأن الصورة قد تغيرت تماما , لأن الإنجازات على أرض الواقع هي التي تتكلم وقد شهدت الأراضي الفلسطينية بناء وإفتتاح عدد من الملاعب إضافة إلى أكاديمية بلاتر لكرة القدم ومقر الإتحاد الفلسطيني الجديد , كلها إنجازات تفقتد إليها الكثير من الدول التي تعيش منذ سنوات طويلة أوضاع طبيعية .

انتظمت المسابقات الرياضية بشكل عام وتعددت أوجه النشاط الرياضي بمختلف فئاته السنية وهذا يدل على الإهتمام بقطاع الناشئين الذي يعتبر رافدا حقيقا لإستمرار النشاط الرياضي في أي مكان , و تعددت مشاركات المنتخبات الفلسطينية في مختلف النشاطات القارية , وبدات الناس تعرف أن فلسطين لها منتخب يلعب كرة القدم ويسجل اهداف أيضا , المشهد لم يعد كما كان دبابات وقذائف وقتل في كل مكان , رغم وجود القاتل الذي لم تتغير فكرته وصورته , ومازال يشعر بالخوف والقلق كلما ولد طفل فلسطيني وما أكثر مواليد هناك .

خلال سنوات من المشاركة في المؤتمرات الدولية , تمكن رئيس الإتحاد الفسطيني جبريل الرجوب من توصيل رسالة شعبه إلى كل المحافل العربية و القارية والدولية ونجح في تفسير المشهد المؤلم للحياة الفلسطينية ولأن حروف الرسائل كانت واضحة فان الرد كان على المستوى وتمكن خلال السنوات الماضية من حشد التأييد الذي بدأ واضحا خلال الفترة الأخيرة , حيث كانت خطابات بلاتر وكلمته في فلسطين على غير العادة , هذه المرة أكد بانه يتحمل المسؤولية الشخصية من أجل مواصلة العمل على حل قضية حركة وحرية تنقل الرياضيين الفلسيطنيين باعتبار كرة القدم تكسر الحواجز وتجمع الشعوب بمحبة وتفاهم وتنافس .

المسؤولية اليوم أكبر على الإتحادات العربية التي مازالت تقف موقف المشاهد عن بُعد للحركة الرياضية الفلسيطنية , وحتى اليوم تعتبر الزيارات محدودة جدا , بينما هناك دول أسيوية أبدت رغبتها في اللعب داخل الأرضي الفلسطينية وقد شاركت بالفعل في منافسات رسمية و ودية.

المضحك في الأمر أن معظم الإتحادات العربية تقول بأن منتخباتها مرتبطة بالروزنامة الدولية وكأنها تتأهل إلى نهايات كاس العالم كل أربع سنوات , وفي حقيقة الأمر فأنها لم تفكر مجرد تفكير بإقامة معسكر تدريبي داخل الأرضي الفلسطينية واللعب هناك مع أندية الخليل أو قلقيلية أو نابلس وغيرها , رغم توفر الملاعب والفنادق الفخمة والمواصلات والمناخ الرائع .

الضغط العربي مطلوب من أجل فضح سياسات الإحتلال الصهيوني وهو ما أكد عليه رئيس الإتحاد الفلسطيني مرارا وتكرارا , حتى يتأكد كل اعضاء الفيفا أن إسرائيل لا تستحق أن تبقى في منظمة دولية قائمة على أسس ومبادئ إنسانية , وهي لا تحترم القانون ولاتحترم المبادئ الإنسانية ولا تعترف بحقوق الإنسان الفلسطيني .

وقد أكد الجنوب أفريقي داني جوردان رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم عام 2010م في رسالة بعث بها لبلاتر على ضرورة محاربة العنصرية وقال : إن موقفك ودعمك للرياضة الفلسطينية قد رسم البسمة على نيلسون مانديلا وموقفك يذكرني بجهدك ضد العنصرية وإصرارك على نصرة القضية وجعل كل البشر متساوون .

جوردن اختتم رسالته لبلاتر قائلا (صوتك لن يضيع في صحراء الظلم , بل سيكون سراجا منيرا لمن يرون دائما أن العدل سيجري يوما كالنهر) .