|
نحن.. وهم... "والمكابياه"
نشر بتاريخ: 21/07/2013 ( آخر تحديث: 21/07/2013 الساعة: 18:29 )
كتب : احمد البخاري
قال ثيودور هيرتسل في أحدى خطاباته قولته المشهورة "مهرجان رياضى واحد أقوى من 100 خطاب من خطاباتي"، آستهل مقولة ثيودور هرتسل الذي ولد في العام 1860 وهو مؤسس الصهيونية السياسية المعاصرة، وعمل في الحقل الصحفي لسنوات طوال، للدلالة عن أهمية الدورات الرياضية وكيف آستغل الصهاينة هذه الدورات لتشجيع الهجرة الى "اسرائيل" حتى قبل قيامها. فمن المعلوم أن أول دورة ألعاب "المكابياه" أقيمت فى مدينة تل أبيب في العام 1932 ومن خلال هذه الدورة دخل الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين من الدول المشاركة سواء من اللاعبين أو الإداريين المنتمين للأندية الصهيونية فى هذه الدول أو من المشجعين لها، وذلك لإقامة الدولة العبرية على أنقاض دولة فلسطين. وبعد أن تزايد عدد أندية المكابى فى فلسطين والدول العربية وفى أوروبا كذلك، طور الصهاينة من خططهم الاستعمارية واستثماراتهم الرياضية فى هذه الأندية، وقرروا إنشاء الإتحاد العالمى لأندية المكابي وجاء الإعلان عن إنشاء هذا الإتحاد الرياضى أيام قليلة قبل أنعقاد المؤتمر الصهيونى الثاني عشر الذى عقد فى مدينة كارلسباد بتشيكوسلوفاكيا فى آيلول 1921، والمثير أن هذا المؤتمر كان الأول بعد وعد بلفور المشؤوم. فى العام 1924 طلب المكابي من الإتحاد الدولى لرياضة الهواة تمثيل فلسطين، لكن إدارة هذا الإتحاد المعروف حالياً بالإتحاد الدولى لألعاب القوى (IAAF) رفضت الطلب الصهيونى لأنه لا يمثل بلداً مستقلاً، كما قوبلت كذلك بالرفض المحاولات الصهيونية للانضمام إلى الإتحادات الدولية فى الألعاب الأخرى والانضمام للجنة الأولمبية الدولية تحت اسم أرض فلسطين وبشعار وعلم صهيونى وبحرفى «L.D» اللذين كانا يعرفان بأنهما يمثلان اختصارا لكلمة «أرض إسرائيل»، مما جعل فكرة تنظيم أولمبياد خاص لأندية المكابي وكل التنظيمات الرياضية الصهيونية فى العالم تتبلور فى عقل الرياضي الصهيوني جوزيف يكوتيلى، وهو أحد أعضاء فريق الدراجات فى العشرينيات من القرن الماضى، حيث اقترح فكرة تنظيم أولمبياد صهيونى يضم كل أندية المكابي فى العالم تحت اسم «المكابياه» أو «المكابياد»، وكتب بعد ذلك موضحاً سبب إقدامه على فكرة تنظيم هذا الحدث الرياضى الكبير قائلا "إن اليهود لم يكن بوسعهم المشاركة فى الألعاب الأولمبية فى أمستردام عام 1932، لأن اللجنة الأولمبية تعترف بحقوق المشاركين ضمن حدودهم فقط، إن المساعى المستمرة للسماح لنا بالمشاركة فى هذه الألعاب حثتنا على أن نقوم بتنظيم أولمبياد يهودى يساعدنا على المشاركة فى المنافسات العالمية ويهيئ لنا الطريق من أجل تطوير الرياضة بين شبابنا". بالطبع رحب أعضاء المنظمة الصهيونية العالمية والاتحاد العالمى لأندية المكابى بهذه الفكرة، وتذكروا المقولة الشهيرة لمؤسس الحركة الصهيونية العالمية النمساوى تيودور هيرتزل حين علق على مهرجان رياضى صهيونى أقيم على هامش المؤتمر الصهيونى السادس فى سنة 1903 بقوله "إن المردود الذى يحدثه هذا المهرجان الرياضى ليفوق مائة خطاب من خطاباتي. يوم الخميس الماضي " 18 تموز الجاري" وفي مدينة القدس المحتلة وعلى أرض "استاد تيدي" الواقع في قرية المالحة الفلسطينية المهجرة آفتتح "رئيس دولة اسرائيل" شمعون بيرس أكبر دورة رياضية في تاريخ "المكابياه" وهي الدورة التاسعة عشرة، حيث تشارك بها 78 بعثة من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك 9000 من الرياضيين الذين سيتنافسون في 42 نوع من أنواع الرياضات المختلفة، وخاطب بيرس الحشود قائلا لهم: "المكابيا التاسعة عشرة تقام اليوم في القدس المضيئة والموحدة والتي ترمز الى انتصار الشعب اليهودي، دولة اسرائيل سعيدة برؤيتكم هنا، وانتم تظهرون بشكل جيد واقوياء الجسد، انتم تحملون العلم الاسرائيلي وهو العلم الذي يدل على الاستقلال والسلام. منذ مطلع العام الجاري ولغاية الان أقيم في القدس المحتلة ثلاث نشاطات رياضية رئيسية في بدءا بالماراثون الدولي ثم سباق "الفورميلا 1" والان "المكابياه"، في ظل عدم وجود ملعب أو أي منشآة رياضية أو قاعة تخدم مئات الاف الفلسطينيين المقيمين في القدس بالوقت الذي تتزايد فيه عملية مصادرة الآراضي وهدم المنازل وتهويد وآسرلة ما تبقى من الحجر والشجر والبشر. وهذه النشاطات الاسرائيلية تقام في القدس المحتلة في ظل وجود تقصير فلسطيني أتجاه المؤسسات والاندية الرياضية المقدسية في المدينة وفي ظل وجود آزمة مالية خانقة عصفت وتعصف بهذه المؤسسات منذ فترة. آذن الرياضة كانت من أهم المفاتيح والآدوات التي آدت لتزايد أعداد المهاجرين اليهود الى آسرائيل منذ مطلع القرن الماضي، ومن هنا تأتي أهمية "المكابياه" وقيام "رؤساء أسرائيل" المتعاقبين على التواجد والحضور الرسمي وأفتتاح هذه الدورات. |