وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رسالة لمشجعينا مع انطلاق موسمنا الكروي الجديد

نشر بتاريخ: 21/07/2013 ( آخر تحديث: 21/07/2013 الساعة: 18:33 )
بقلم : هيثم عامر
مع انطلاق الموسم الكروي الجديد في محافظات الضفة لا بد من الوقوف على ظاهرة مهمة جداً للخروج بموسم كروي يليق باسم فلسطين وهي ظاهرة (شغب الملاعب والتعصب الجماهيري ) لعل ما دعاني لأن أكتب بهذا الموضوع هو ما شاهدت وسمعته قبل أيام قليلة في افتتاح الموسم الكروي عند الأشقاء والجيران الأردنيين والذين لا يختلفون عنا في عقليتهم الكروية ففي لقاء جمع بين الرمثا والفيصلي بدأت جماهير كلا الفريقين بالشتم والسب والقذف بعضها لبعض دون سابق إنذار وكأن هذه الجماهير أتت لتسب ولتشتم وليس لمشاهدة المباراة وكذلك تطور الأمور قبل نهاية اللقاء لتصل لحد قذف الحجارة والألعاب النارية داخل الملعب فضلا عن التلاسنات والاحتكاكات بين اللاعبين.

ولعل ما حدث عقب نهاية مباراة ترجي واد النيص وشباب الخليل من أحداث شغب وما رافقها من تكسير وتخريب للمركبات ناهيك عن بعض الإصابات في صفوف المشجعين لا يختلف كثيرا فلولا قدرة الله عز وجل والتدخل السريع من الأجهزة الأمنية لحدث ما لا يحمد عقابه ولكن إلى متى هذه الأعمال ؟؟
ومن المسؤول عنها؟ ولماذا لا يتم معاقبة كل شخص متورط في هذه الأفعال الخارجة عن الروح الرياضية وأخلاقنا الحميدة .

بالتأكيد أن لطعم الفوز والانتصار نكهة لا يتذوقها إلا من عاشها لحظة ملموسة .. فإن للخسارة كذلك طعم قد يكون بمرارة العلقم عندما تكون البطولة كبيرة .. وقد شاهدنا الكثير من الوقائع التي حصلت في دورينا المحلي عندما خسرت فرق على أرضها وخارج أرضها ..

إن عقلية الفكر المتعصب هي من تسيطر على عقول معظم المشجعين .. فنجد أن جمهور الفريق الخاسر يعتبر تلك العبارات أو الشعارات التي يطلقها جمهور الفريق الفائز بمثابة إهانة يجب الرد عليها بشتى الوسائل ..ويحدث مالا يحمد عقباه ..

إذاً كيف نطور من عقلية مشجعينا لكي يتقبلوا الهزيمة ؟

مثلاً نأتي بأدلة حدثت في ملاعب أوروبا

في الدوري الإسباني عندما تتهاوى نتائج أي فريق نجد جمهور الفريق المعني عقب كل مباراة يلوح بمناديل بيضاء ويكتفي بذلك ويعبر عن عدم رضاه على أداء فريقه ويجب على إدارة النادي الاستغناء عن المدرب وتحسين الأوضاع .. ففي أحد مواسم الدوري الإسباني حصلت حادثة في مباراة الديربي الأشهر في العالم في ملعب سانتياغو برنابيو بين ( برشلونة * وريال مدريد) عندما كان اللاعب البرازيلي "رونالدينيو" يلعب في برشلونة تلك المباراة قدم فيها برشلونة استعراضاً رائعاً بقيادة هذا اللاعب الفذ فما كان من جمهور الريال إلا أن وقف وبدأ يصفق بحرارة لأداء هذا النجم في وسط معقل الريال .. اعترافاً منه بأحقية نتيجة تلك المباراة للفريق الضيف ..
فهنا نجد أن ما سبق ذكره ما هو إلا عقلية ناضجة تنم على فكر رياضي راقي لدى كل مشجع في ذلك الدوري ..

إن تفكير المشجع في عمل أي فعل يؤدي الي الخراب بعد خسارة فريقه فإن هذا المشجع هو العدو الأول و اللدود لناديه قبل النادي الذي خسر منه .. ويجب على الجميع أن يطرده من بين أركان هذا النادي لكي لا يفسد ويشوه هذه القلعة الرياضية ويعود عليها بالقرارات الغير صالحة في مسيرتها على الإطلاق ..
فقد يغرم ناديه مبالغ كبيرة من المال وقد يعمل على نقل بعض المباريات البيتية لفريقه خارج قواعده ولكن هل هذه العقوبة كافة لردع هؤلاء المفسدين؟؟

من الممكن جداً أن يطلب رئيس أي نادي جماهيره للاجتماع قبل انطلاق أي دوري ويحذرهم من العقوبات الرادعه التي قد تصل الي ناديهم في حال اقترافهم أي تصرف مضاد في أي مباراة وينصحهم بأن النادي لا يريد إلا السير نحو حصد البطولات والألقاب وهو يحمل شعار اللعب النظيف بعيداً عن التعصب .

متى يدرك هؤلاء بأن الرياضة الحديثة باتت تمثل جزءاً من حضارات الأمم وفنونها واقتصادياتها وأن كل ذلك يمثل انعكاسا للثقافة التي تتمتع بها تلك المجتمعات الرياضية وأن هذه المعطيات لا يمكن لها أن تحقق النجاح الكامل في ظل تنامي التعصب الأعمى والتشجيع اللاحضاري.

لذلك يجب على الاتحاد الفلسطيني اتخاذ مجموعة من القرارات والعقوبات الرادعة بحق كل مثري الشغب التي بشأنها أن تحد من ظاهرة شغب الملاعب
كالعمل على زيادة التعزيز والتنسيق بين الأمن العام والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لملاحقة مثيري الشغب على مدرجات ملاعبنا الكروية وتنقيتها منهم ومن تصرفاتهم الدخيلة على أخلاق جماهيرنا المعروفة بأصالتها الرياضية.

ولتعزيز الجماهير الوفية لما لا يعمل الاتحاد على تخصيص جائزة لأفضل جمهور في الموسم الكروي فإذا كان هنالك جائزة وكأس للفريق المثالي وصاحب اللعب النظيف فلما لا يكون هناك جائزة وكأس للجمهور المثالي .

وفي النهاية نتمنى أن يخرج موسمنا الكروي الجديد بأبهى صوره وتكون مدرجاتنا وملاعبنا خالية من ظاهرة الشعب والتعصب الجماهيري .


[email protected]