وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التماس: المدارس البدوية هي الوحيدة في إسرائيل بدون شبكة كهرباء قطرية

نشر بتاريخ: 24/07/2013 ( آخر تحديث: 24/07/2013 الساعة: 18:04 )
بئر السبع – معا - قدّم مركز عدالة اليوم (الأربعاء) التماسا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية يطالبها بالزام حكومة نتنياهو بربط سبع مدارس بدوية في النقب بشبكة الكهرباء القطرية، التي يتم تزويدها بالكهرباء من خلال مولدات كهربائية فقط بصورة جزئية ولمدة ساعات قليلة في اليوم.

ويبلغ مجمل عدد المدارس غير المرتبطة بشبكة الكهرباء القطرية في إسرائيل 17 - جميعها مدارس في القرى البدوية في النقب التي لا تعترف بها إسرائيل.

وجاء في الالتماس الذي قدمته المحاميّة سوسن زهر باسم أولياء أمور الطلاب من سبع مدارس في النقب، أنّ مكان مولدات الكهرباء وعبوات الوقود كبيرة الحجم هو في ساحات المدارس، وفي كثير من الحالات لا يوجد أي عزل يمنع وصول الأطفال إلى المولدات وعبوات الوقود، وذلك يشكل خطرا كبيرا ومباشرا على سلامة التلاميذ وأمنهم.

وأشار الالتماس إلى أن تشغيل المولدات الكهربائية الكبيرة يرافق أيضا بضجيج عال يعطّل التعليم ويتحوّل الخروج إلى ساحة المدرسة غير محتمل البتة.

من وجهة نظر الخبير التي أرفقها مركز عدالة مع الالتماس، يقول مهندس الكهرباء عنان بطحيش على سبيل المثال بأن "مدرسة أبو كف في قرية أم بطين، لديها مولد كهرباء صغير نسبيا، ويمكنه أن يزوّد الكهرباء لـ8 غرف فقط لكنه يخدم 26 غرفة في المدرسة. لذلك، يتم تقصير يوم التعليم بشكل متكرر لأنه لا يمكن الاستمرار في التدريس من دون تكييف للهواء أو من دون إنارة".

ويضيف المهندس بطحيش بأن "المولّد قديم جدا، وقد أدى أكثر من مرّة إلى إعطاب واحتراق للحواسيب في المدرسة. مدير المدرسة يقول بأنهم في أيام الصيف يدرّسون لمدة ساعتين يوميّا فقط بالمعدل".

ويقول المدّعون في الالتماس إنّ هذا الوضع الذي يحول دون إمكانيّة تشغيل الأدوات التكنولوجيّة الحيويّة للمدرسة، يؤدّي إلى انقطاع التعليم بشكل دائم، ولذلك إسقاطات كثيرة تؤدي لتدهور التحصيل العلمي لهذه المدارس. فعلى سبيل المثال، نسبة الحاصلين على شهادة البجروت عند البدو في النقب هي 28.2% فقط، بينما هي 66.4% بين المواطنين اليهود.

وتقول المحاميّة سوسن زهر في الالتماس بأن خسارة ساعات التعليم على أثر عدم ربط المدارس بالكهرباء، يمس بحق الطلاب الأساسي في التعليم وفي المساواة وفي التربية. كما أن المخاطر والتلوّث الناجم عن تشغيل المولدات تمس بحق الطلاب وطاقم المعلمين بالصحة والحياة وسلامة الجسد، وتشكّل تمييزا صارخا ضدهم مقابل بقية العاملين في جهاز التعليم في إسرائيل.

يشار إلى أن أهالي قرية أبو تلول البدويّة هم أول من التمس بهذا الشأن عام 1998، حيث طالبوا بربط مدرسة القرية بشبكة الكهرباء. في قرارها وجّهت المحكمة العليا نقدا لاذعا للحكومة الإسرائيلية وأجبرتها على ربط المدرسة بالكهرباء. على أثر قرار المحكمة هذا، تم تزويد الكهرباء للمدارس عن طريق المولدات، مع الالتزام بربط المدرسة بشبكة الكهرباء خلال فترة زمنيّة قصيرة كما أقرّت المحكمة، إلا أن تطبيق ذلك لم يتم إلا بعد التماس جديد قُدم للمحكمة في العام 2010.