وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد الافطار ....

نشر بتاريخ: 25/07/2013 ( آخر تحديث: 26/07/2013 الساعة: 22:13 )
يكتبها : المحرر الرياضي عمر الجعفري

كانت الساعة تشير الى ما بعد منتصف الليل ، لبس حذاءه على عجل ،وأخذ يستعد للمغادرة .
قالت له امه ... !!!!
ما بك ؟؟ ما الذي حدث ؟؟

أجاب :وهو يغادر البيت مسرعا ، والدة " يحيى " توفيت....!!!

كان هذا مشهدا عشته الليلة ، حيث غادر " رمزي " ابني الاصغر بيتنا ، للانضمام الى عشرات الشبان الذين وصلوا الى بيت صديقهم يحيى الخطيب لمواساته والوقوف الى جانبه بعد سماع خبر وفاة والدته المرحومة " أم خضر " .

اكتمل المشهد في ساعات الصباح الباكر برسالة قصيرة على جوالي مرسلة من خالد الصيفي تقول " تشييع جثمان ام يحيى عند صلاة الظهر " .

أعلنت حالة النفير العام في مخيم الدهيشة اليوم ، فقد توفيت" أم خضر " والدة كابتن المنتخب الوطني " يحيى الخطيب " ولاعب فريق ابداع لكرة السلة ،ووالدة الحكم الخلوق حسن الخطيب .

يحيى الخطيب الذي يحبه كل ابناء المخيم، جاء الى الدهيشة قبل سنوات ،مع كوكبة من خيرة لاعبي كرة السلة ، على رأسهم " عاصم بركات " استطاع خالد الصيفي مع مجموعة من الشباب واللاعبين ان يشكلوا فريق ابداع الرياضي لكرة السلة .

وقتها كثرت المراهنات والتخمينات على الفريق الفتي ،وقالوا ان الفريق سينحل بعد سنه او سنتين، والذين راهونا كانوا لا يعرفون عقلية خالد الصيفي والذين من حوله ، فكان التحدي كبيرا ،ثم سكن يحيى في المخيم ، وتوطدت علاقته مع أبناءه الذين احبوه كما كان هو يبادلهم الحب .

ظهر نجم يحيى ،وأجاد في الملاعب وتألق بشكل ملفت ، لفت نظر كل من تابعوا الكرة البرتقالية ، وانهالت عليه العروض خاصة عندما كان يمثل فلسطين في أي لقاء مع المنتخب ، او حتى عند مشاركته فريق ابداع في أي دعوة خارجية ، لكن ابداع كان بالنسبة ليحيى اكبر من كل الاغراءات واستمر يحيى وزاد حب الناس له .

هذا هو يحيى الذي فقد والدته فجر اليوم ،هكذا ربته المرحومة " أم خضر " التي نسجت العديد من العلاقات مع نساء المخيم، وتابعت اخبار كرة السلة سواء وهي جالسة على المدرج تشاهدة ابنيها اللاعب يحيى والحكم حسن ، او وهي في بيتها القريب من ابداع حيث حديثهم رياضي دائما .

رحمك الله يا " ام خضر " ومن قبلك " أبا خضر " الذي يعرفه كل الرياضيين ممن عاصروه ،فكان لا يفارق الملاعب ، عشت فقيرة ،ومت غنية بمحبة الناس لك ، واطمئني ان" يحيى " في عيون الشباب ، سيحرصه الله كما يحرس كل المؤمنين بقضية بلدهم وعدالة قضيتهم .