|
غزة: سياسيون يشككون بتشكيل حكومة التوافق ونجاح المفاوضات
نشر بتاريخ: 27/07/2013 ( آخر تحديث: 27/07/2013 الساعة: 20:35 )
غزة - معا - شكك سياسيون وممثلون عن فصائل وطنية وإسلامية بإمكانية تشكيل حكومة توافق وطني في الرابع عشر من الشهر القادم كما دعت حركة فتح إليه قبل عدة أيام.
وعزا المحللون ذلك إلى رفض وتحفظ حركة حماس على هذه الدعوة فور الإعلان عنها. |230804| وحذر المتحدثون من مغبة الاستمرار في تأخير ملف المصالحة وحذفه إلى أشهر قادمة، معتبرين أن ست سنوات من الانقسام كثيرة وقاسية بحق الشعب الفلسطيني. وطالب المتحدثون بعدم الانتظار لحين تفرغ الوسيط المصري وعودته إلى لعب دور الوسيط وكسب الوقت في تحقيق المصالحة. كما حذر المشاركون من البدء بالمفاوضات دون تحديد جدول زمني ووضع شروط مسبقة على الجانب الإسرائيلي. وأكد المشاركون أن الاستيطان هو العقبة الرئيسية إمام قيام الدولة الفلسطينية ونجاح المفاوضات والعملية السلمية لان إسرائيل يوميا تضع حقائق على الأرض. وفي ذات الوقت أكد المتحدثون على عدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية والوقوف على مسافة واحدة من الإطراف المختلفة في هذه الدول وعلى وجه الخصوص فيما يجري في مصر. وشدد المتحدثون على حساسية الوضع المصري بالنسبة للشعب الفلسطيني ما يحتم على المسئولين الفلسطينيين التصرف بحكمة وعقلانية بهذا الملف. جاء ذلك خلال لقاء سياسي تخلله افطار جماعي نظمها تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة امس. وحضر اللقاء قادة التنظيمات الإسلامية والوطنية وكتاب ومحللين الذي جاء بعنوان "الوضع الفلسطيني الداخلي والتغيرات الإقليمية والعربية في المنطقة وافق العملية السلمية واستئناف المفاوضات". وتحدث خلال اللقاء كلا من الدكتور فايز أبو عيطة الناطق باسم حركة فتح والدكتور أحمد يوسف القيادي في حركة حماس، طلال أبو ظريفة القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتيسير محيسن عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وإبراهيم الزعانين مسئول جبهة التحرير العربية ومحمود الزق مسئول جبهة النضال الشعبي في قطاع غزة والوزير المهندس عماد الفالوجي رئيس مركز ادم لحوار الحضارات. من جانبه قال الدكتور فايز أبو عيطة الناطق باسم حركة فتح إن الشعب الفلسطيني مقبل على موعد مهم جداً تم الاتفاق عليه في القاهرة وهو الرابع عشر من الشهر القادم وهو استحقاق جدي ولكنه عبر تشاؤومه من تحقيق أي انجاز أو شيء ملموس بسبب التصريحات والرد السلبي لحركة حماس على دعوة حركة فتح. وقال أبو عيطة إن المطلوب هو التعامل بجدية أكبر مع هذا الملف بحيث لا يجوز الاستمرار بترحيل ملفات المصالحة والتي مضى عليها أكثر من ست سنوات. |230806| وأكد أبو عيطة أن ترحيل ملف المصالحة لن يخدم الشعب ولا الفصائل، متهماً بعض الفصائل بالخوف من تعرض مصالحها للخطر بعد انجاز المصالحة. ودعا أبو عيطة الجميع إلى التعامل بجدية مع ملف المصالحة لأن المصالحة هي هدف شعبي وجماهيري وخيار الوحدة. وأكد ابو عيطة على موقف منظمة التحرير وحركة فتح الرافض للتدخل في الشؤون العربية الداخلية. وقال إن الموقف في مصر حساس جدا بالنسبة للشعب والقيادة الفلسطينية ويتوجب على الجميع أن يكون حذراً في التعامل مع هذه القضية. وأضاف "يجب أن نكون أكثر عقلانية وأكثر حكمة في التعامل مع الشأن المصري لتجنب شعبنا المزيد من المعاناة". وأشار أبو عيطة إلى وجود مبالغة من بعض وسائل الإعلام المصرية حول اتهام قطاع غزة فيما يجري في مصر، داعياً وسائل الاعلام المصرية إلى التعامل بعقلانية مع الامور. وفيما يتعلق في موضوع المفاوضات أشار أبو عيطة إلى عدم وجود أي تقدم جدي أو فعلي في المفاوضات مع اسرائيل ، مؤكداً أن السلام العادل بالنسبة لحركة فتح يعني إعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقه. وقال أبو عيطة إن إسرائيل تريد مفاوضات تجميلية والى الآبد وفي المقابل لا يجب ان نعطيها هذه الصورة. ولفت إلى أن القيادة لم تتردد في وقف المفاوضات في السابق بعد رفض اسرائيل الالتزام بشروط التفاوض. ودعا أبو عيطة إلى عدم الاستعجال في الحكم على الأمور وعدم التحامل أكثر على الرئيس عباس. أما الدكتور أحمد يوسف القيادي في حركة حماس فقال إنه وبعد سنتين ونصف من الربيع العربي وجدنا أن الطرف الوحيد الرابح من هذا الربيع هي إسرائيل. وأكد يوسف في كلمة له إن الشعب الفلسطيني على مفرق طرق خطير بعد تدمر سوريا وبدء المشاكل في مصر. وقال إن تركيا وإيران مشغولتين في الشأن السوري ولا يمكنهما تقديم دعم ملموس للشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن الحديث عن تشكيل حكومة توافق هو أمر جدي ولكن يبقى تمنياً متهماً حركة فتح بتعطيل المصالحة. ودعا يوسف الرئيس محمود عباس إلى التحاور مع حركة حماس لإقناعها بعدم مهاجمة موقفه من المفاوضات وإذا لم يستطع فعلى الأقل يقنعهم بالتزام الصمت. وفي كلمة له أكد طلال أبو ظريفة القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن للجبهة رؤية واضحة في ما يخص الشأن العربي وهي عدم التدخل فيما يجري في هذه الدول وخصوصاً ما يجري في مصر، ولكنه شدد على رفض الجبهة للعقوبات المفروضة على القطاع. ودعا أبو ظريفة إلى اخذ زمام المبادرة والعمل على طرح مبادرة لحل مشكلة معبر رفح. وشكك أبو ظريفة في تشكيل حكومة توافق وطني خلال منتصف الشهر القادم، كما وشكك بالجهود الأميركية حول انطلاق عملية السلام. وقال أبو ظريفة إن استمرار الاستيطان والإجراءات الاسرائيلية القمعية يشكلان عقبة رئيسية أمام العملية السلمية. وأكد أبو ظريفة أن المصالحة الفلسطينية هي استراتيجية لكل أطياف العمل السياسي الفلسطيني ويجب أن تبذل الجهود من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس برنامج وطني موحد. فيما اعتبر محمود الزق مسئول جبهة النضال الشعبي في قطاع غزة أن أحداث مصر عمقت الانقسام. وقال إن الانقسام هو ركيزة السياسة الإسرائيلية وله تداعيات خطيرة على جميع الشرائح، ويفتح الباب واسعاً أمام الحلول الإقليمية . ودعا الزق إلى هبة شعبية لإنهاء الانقسام، مشدداً على أن الشعب يريد التوحد وليس التمرد. من جانبه قال إبراهيم الزعانين مسئول جبهة التحرير العربية إن المصالحة لا يمكن أن تتم إلا من خلال برنامج سياسي ووطني كامل. وأضاف الزعانين انه لا توجد ثقة بين طرفي الانقسام. وطالب الزعانين بالتعامل بحكمة مع ما يجري في مصر حيث لم يستبعد أن تحدث اشكالات مشابهة لما يجري في مصر في دول عربية أخرى. بدوره قال المهندس عماد الفالوجي رئيس مركز ادم لحوار الحضارات إن الشعب الفلسطيني دخل في مرحلة إدارة الانقسام ولأول مرة يزور أكثر من وزير في حكومة الدكتور رامي الحمد الله قطاع غزة وهو على رأس وزارته وهو مؤشر على تحقيق تقدم في موضوع الانقسام. وقال إن اهتمام حكومة رامي الحمد لله بالمحافظات الجنوبية هو شيء ايجابي. في القطاع نعاني من الانقسام أكثر من غيرنا. وأشار إلى أن اللقاءات بين حركتي فتح وحماس قد تنتج شيئاً على طريق إنهاء الانقسام. |