بائع الكعك زكي الصباح يعود لممارسة عمله بعد الإفراج عنه بشكل مفاجئ

القدس -معا - عاد بائع الكعك المقدسي زكي الصباح (54عاما) لمزاولة عمله ثانية في منطقة باب الخليل بالبلدة القديمة كما كان مستمراً منذ عشرات السنين.

وأوضح المواطن الصباح في لقاء مع مراسلة وكالة معا بالقدس أن سلطات الاحتلال أفرجت عنه يوم الأحد الماضي بشكل مفاجئ، بعد اعتقاله مدة 20 يوماً بدعوى تراكم الديون المستحقة عليه لبلدية الاحتلال، علما أن محكمة الاحتلال حكمت على المواطن الصباح غيابياً بالسجن الفعلي لمدة 10 سنوات لعدم دفعه مخالفات فرضتها عليه بلدية الاحتلال، وذلك لعدم حصوله على ترخيص لمزاولة عمله.

وأشار الصباح الى ان شرطة الاحتلال قامت باعتقاله قبل بداية شهر رمضان بيومين، اثناء تواجده في باب الخليل، وحول الى مركز القشلة ثم الى المسكوبية ومنه الى سجن " ريمون"، وتمكن بعد ثلاثة ايام من اعتقاله من الاتصال بعائلته وأخبارهم بمكان وجوده، كما قام بتوكيل محاميه لمتابعة القضية.

ووصف الصباح الحكم ضده بـ"الجائر" بسبب عدم ارتكابه اي "جريمة" تستحق سجنه 10 سنوات، وقال "من المضحك المبكي أن يتم الحكم علي بالسجن 10 سنوات، وفي المقابل هناك تجار مخدرات يوزعون السموم، يحكم عليهم بالسجن لمدة عام، ولولا الضغط الاعلامي حول اعتقالي لبقيت في السجن كامل المدة."

وكان قد تقدم بائع الكعك الصباح بطلب ترخيص الى بلدية الاحتلال بعد اعتقاله عام 2003 لمدة عام بحجة عدم حصوله على ترخيص لبيع الكعك، وبعد انتظار دام 10 سنوات، تذرعت البلدية "بفقدان طلب الترخيص"، وعليه أن يقدم الطلب من جديد.

وقال :"منذ حوالي 30 عاما ابيع الكعك المقدسي الشهير في المدينة، واتخذ من باب الخليل مكاناً لمصدر رزقي، وسلطات الاحتلال تقوم خلال السنوات الأخيرة بملاحقتي ومضايقتي لاجباري على ترك المنطقة، وفي البداية كانت تقوم بتحرير مخالفة يومية لي، أما في الفترة الأخيرة أًصبحت تحرر 3 مخالفات وتبلغ قيمة المخالفة 475 شيكل، حتى وصلت قيمة الديون الى مليون و200 ألف شيكل.

وذكر أن محكمة الشؤون المحلية فتحت ضده 254 ملفاً منذ عام 2005، وتضمنت تلقيه مخالفات من بلدية القدس لبيعه الكعك دون ترخيص، وجرت في الفترة الأخيرة مداولات ومناقشات قضائية دون علمه وحضوره.

وبعد توكيله محاميا عقب اعتقاله بثلاثة ايام قدمت البلدية اقتراحا بإطلاق سراح بائع الكعك مقابل دفع 10% من قيمة المبلغ المطلوب بواقع 80 ألف شيكل، لكن القاضية أمرت بإطلاق سراحه مقابل دفع 8 الف شيكل شهريا لتسديد الديون المتراكمة، مشيرا إلى أن المحكمة ستعقد جلسة الأسبوع القادم للبحث في القضية مرة أخرى.

وقال الصباح " من أين يمكنني دفع 8 الاف شيكل شهريا لتسديد ديون، لا يمكنني ذلك لعدم وجود دخل بديل او اضافي سوى بيع الكعك".

ويؤكد الصباح على ثباته في مدينة القدس رغم الملاحقات والضرائب الاسرائيلية الهادفة لتهجير المقدسيين من مدينتهم وأرضهم، مضيفاً "ولدت داخل أسوار القدس وعملت بائعا للكعك فيها وسأبقى هنا".

يذكر ان المواطن الصباح اب لـ 9 أولادهم أكبرهم 34 عاما وأصغرهم 14عاما.