وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سهرات رمضانية : الحكم الفلسطيني الشاب " محمد بدير"

نشر بتاريخ: 30/07/2013 ( آخر تحديث: 28/09/2013 الساعة: 19:44 )
بيت لحم - معا- خليل الرواشدة: ضمن زاوية " سهرات رمضانية " التي تتخصص بالعديد من الزوايا الرياضية، فقد تم الحديث مع الحكم الشاب " محمد بدير " في إحدى السهرات التي سرد فيها تاريخه الرياضي والانتقال السريع للتحكيم وقضايا كثيرة خلال مسيرته حتى هذه اللحظة.

النشأة الرياضية
ظهر من خلال المدرسة في دوري الصفوف الداخلي وحظي باهتمام ومتابعة المدرس ثائر ضراغمه، وكان يلعب في مركز دفاعي متأخر، وله الحظ في تمثيل فريق محافظة طولكرم في البطولة التي كانت تقام على مستوى المحافظات, وتدرج بدير في الفئات العمرية ضمن صفوف نادي فرعون القرية التي يقطنها، ومن اهتماماته أيضا في المدرسة أنه كان يدرب مرحلة الناشئين وهو لاعب في المرحلة وقضى سنوات قليلة في صفوف فريق الشباب للنادي .

أول مباراة مع الفريق الأول
انتقل لصفوف الفريق الأول عند عمر 16, وخاض أول مباراة كأساسي مع الفريق أمام مركز طولكرم على ملعب البلدة في بطولة تكريمية فاز فرعون وقتها بهدفين نظيفين, وبعدها انخرط في صفوف الفريق وخاض معه العديد من المباريات الودية وتأهل مع الفريق من المناطق إلى دوري الدرجة الثالثة في الدوري التصنيفي .
|231245|
مسيرته الرياضية الجامعية
انتسب إلى جامعة خضوري بطولكرم لدراسة التربية الرياضية ولعب في منتخب الجامعة لكرة القدم, وشارك الفريق في البطولات التي كانت تقام على مستوى الجامعات في الوطن, لكن اتجه قليلا للتدريب فكان يدرب منتخب الجامعة لألعاب القوى وبرز حكما في البطولات التي كانت تجري داخل أقسام الجامعة.

حكاية الانتقال للتحكيم
يروي بدير انه في السنة الثانية عندما كان عمره تقريبا 19 عاما استطاع أن يلفت أنظار الإدارة والمشرفين من خلال إدارته لقاءات بطولة الأقسام, ولم يخف أن التحكيم كان هواية ملازمة مع اللعب, وكان يحكم عدة العاب مختلفة فردية وجماعية لكن حبه لكرة القدم أعطاه فترة ليكون داخل الميدان كلاعب، وبعد مشاهدة أداءه من قبل مجموعة من المحاضرين أساتذة ومشرفين في قسم التربية الرياضية تم تشجعيه بالاتجاه نحو مهنة التحكيم لأنه يملك كما وصفوه موهبة وقدرات تحكمية تؤهله أن يسير بنجاح في هذا الجانب، واقتنع بخوض التجربة من خلال الجامعة في إحدى المباريات القوية التي جمعت المحاضرين وبكالوريوس سنة رابعة, فمنحه المشرف الرياضي مهند عمر فرصة إدارة اللقاء وبالرغم من صعوبة التجربة لم يتردد واستطاع قيادة المباراة بنجاح, وبرز بعدها ليحكم في لقاءات للجامعة والأندية وأيضا بين الأندية داخل المحافظة.

اعتماده حكم عامل في الاتحاد
بعد التخرج تحديداَ عام 2009 تم دعوته من قبل فرعية الشمال عن طريق جمال أبو بشارة للمشاركة بالدورة التي أقيمت في الفارعة من قبل دائرة الحكام المركزية بالاتحاد والتي كان يشرف عليها أبو سرور والشريف وكانت الدورة تهتم بالجانبين النظري وما يتعلق بالقانون والعملي والجانب البدني وحصل وقتها على أعلى المراتب في الاختبار وتم اعتماده حكم عامل في دائرة الحكام بالاتحاد الفلسطيني وكان يحاضر في تلك الدورة وليد الصالحي في الجانب العملي مهيوب الصادق وحسني يوسف في الجانب النظري.
|231246|
دورات تدريبية
شارك بالدورات السنوية التي تقام بالتعاون بين الاتحاد الدولي والاتحاد الفلسطيني بإشراف دائرة الحكام , حيث خضع مجموعة من الحكام في فرعية الشمال لاختبار تم ترشيحه للمشاركة في الدورة عام 2010 في البيرة وحاضر فيها هاني البلان وسليمان الحافي من الأردن وسلمان الحازمي من قطر في الجانب البدني, وحصل خلالها بدير على المرتبة الثانية وحافظ على ترتيب في دورة 2011-2012, وشارك دورة عام 2012 في ملعب فيصل أدارها الحكم الايطالي استيفانوا وكانت في القانون نظريا وخضع الحكام أيضا لاختبار اللياقة البدنية إضافة إلى دورات شهرية وورش عمل كانت تعقد لتجمعات الحكام ودورات في المحافظة بداية عام 2013.

أول مباراة قادها رسمية
يذكر بدير أول لقاء أداره تحكيميا كان في دوري المناطق في مباراة جمعت فريقي بيتا وقصرا على ملعب بلدية نابلس في الدوري التصنيفي, حضرها فريق مقيم الحكام ياسر الصباح واقتنع باداءه ليتم ترفيعه لقيادة مباريات على مستوى الدرجة الثالثة والثانية.

أول مباراة في دوري الاحتراف
بعد نجاحه في إدارة لقاءات درجتي الثالثة والثانية كان نصيبه من طاقم تقيم الحكام يصب في مصلحته على انه مشروع وموهبة تحكيمية لتستغل في أول ظهور له في دوري الاحتراف عندما حكم مباراته الأولى للمحترفين في بطولة الشهيد الخالد أبو عمار بين فريقي الظاهرية وجنين على ملعب الشهيد فيصل الحسيني عام 2011, وقضى بعدها موسم احترافي كامل بحكم رابع ضمن طاقم حكام محافظة طولكرم وأيضا في بطولة النكبة التي أقيمت في فلسطين .
|231247|
اعتماده حكم عامل في دوري الاحتراف
انطلق مع بداية الموسم المنصرم كحكم عامل في دوري جوال للمحترفين وكان اللقاء الأول الذي جمع إسلامي قلقيليه وجنين على ملعب بلدية نابلس, وتم بعدها إخضاعه لاختبارات ميدانية أثناء اللقاءات ولم يخذل الدائرة المركزية وكان عند حسن الظن ليصبح من الخيارات الميدانية الدائمة في قيادة المباريات على مستوى الاحتراف, واعتبر بدير تلك اللقاء بداية الانطلاقة في مسيرته التحكيمية , وتم دمجه بعدها مع عدة طواقم على مستوى الوطن لقيادة مباريات حاسمة وصعبة ويذكر فيها الديربي الخليلي بين الأشقاء شباب الخليل وأهلي الخليل وبين الجيران شباب الخليل وشباب الظاهرية ونهائي الدوري بين الظاهرية والمكبر ونهائي الكأس بين العميد والإسلامي .

بدير وخاصية اللياقة
يشير بدير أن بدايته كلاعب ساعدت كثيرا في اكتساب هذه الخاصية التي يجب أن يمتاز بها كل حكم يقود لقاءات في الاحتراف, فهو يهتم ببرنامج التدريب الأسبوعي إضافة إلى الجهود الذاتية الإضافية والشخصية وذلك ساعد بالحفاظ على لياقته ومجاراة أي مباراة على انه لاعب داخل الميدان, وبدير على قناعة كما يؤكد أن الحكم بالدرجة الأولى يجب أن يكون دينمو داخل الملعب يدرك جميع الزوايا ويتابع بالحفاظ على أبعاد قانونية لا تعيق مسيرة اللعب وتتيح له دقة المتابعة وإصابة القرار تبعا لأجندة قوانين التحكيم ومعالجة جميع المواقف ضمنها, ومع أن الكثير من المتابعين يعتبر حركة بدير قد يكون مبالغ فيها لكن برأيه هذه ركيزة يهتم بها لأنها عنصر نجاح أي حكم ينوي إكمال مسيرته في هذا المجال ويحتاجها كثيرا في التقييم خلال مراحل حياتيه التحكيمية .

طفرة في فترة قياسية
وصل بدير إلى خيارات الشارع الرياضي وأصبح رغبة في قيادة المباريات الحاسمة والقوية, وأنه اجتهد كثيرا وتحمل ضغط كبير حتى وصل إلى هذه الشهرة, ولم يخف انه مهنة التحكيم صعبة, لكنه ذكر أهم عوامل نجاحه والتي تساعد على بقاءه بوضع طيب وأداء عال, حيث يروي انه لا يفكر كثيرا في المباراة التي سيحكمها ومهما كان الطرفين , ويركز على حالته النفسية بزيادة الثقة ويهتم بالجانب البدني من خلال الالتزام ببرنامج التدريب الأسبوعي إضافة إلى الجهود الشخصية والاستعداد لبداية الأسبوع.

الجاهزية للقاء
يسرد بدير الإعداد الكامل قبل إطلاق أي صافرة لقاء , حيث يبدأ من الوصول إلى غرفة التحكيم والراحة القليلة من السفر, وارتداء ملابس الإحماء والتسخين داخل الملعب التي يعطيها الوقت الكافي لما لها من أثر على جاهزية الطاقم التحكيمي, يتبع ذلك جلسة بين الطاقم حين العودة لإعلان الجاهزية وتركز على الاهتمام بالضغط النفسي من اللاعبين والضغط الجماهيري, إيقاف أي إعاقة للحكام داخل الملعب ، الانسجام والتعاون المشترك بين أعضاء الطاقم, التركيز على أن تكون الصافرة مسموعة, القرب من الكرة, التمركز الصحيح, الإشارات واضحة, اللياقة البدنية، القناعة بالقرار وتسريع اللعب وبعد ذلك الاستفادة من المقيمين في دائرة الحكام حيث يستمع بدير أكثر مما يناقش.
|231248|
الشارة الدولية
طموح بدير من خلال الفترة القصيرة التي يعيشها في عالم التحكيم ومهنة المصاعب أن يرتقي إلى حمل الشارة الدولية ليصبح حكم دولي وذلك للثقة الزائدة التي تعود على الاتحاد ودائرة الحكام بالاهتمام الكبير بالجيل الشاب وإعطائهم الفرصة الحقيقية لتحقيق أمالهم وطموحهم وهذا ما يسعى إليه بدير في الفترة القادمة .

دائرة الحكام
تقوم دائرة الحكام بعد الحراك الرياضي الذي تشهده الساحة الفلسطينية بعمل وجهد كبيرين على صعيد الاهتمام بهذه الزاوية التي هي احد أهم ركائز اللعبة, وتسعى من خلال الدورات لصقل شخصيه الحكام وزيادة الثقة وتطوير الجانب البدني, وكل ذلك بجهود مدير الدائرة محمد أبو صوي، طارق النقيب، ميشيل حنانية، محمد رضوان ومحمود خليفة ولم يغفل عن الأمين العام للاتحاد عبد المجيد حجة الذي شجعه وبفضلهم يسير بدير في الطريق الصحيح ولا ينسى التحفيز بعد كل مباراة والتشجيع على الأداء .

أفضل وأسوء مباراة
كان يذكر لقاء الديربي الخليلي بين العميد والغزلان على إستاد دورا الدولي في دوري جوال الموسم المنصرم, حيث كانت من أصعب اللقاءات لان الفارق كان يحسم أي منهم للتتويج بالدوري وبالرغم من صعوبتها لم يتأثر كثيراً ولم تتعدى نظرات عيونه خطوط المستطيل الأخضر، أما أسوء مباراة فكانت لقاء هلال القدس ونادي جنين في الدوري الماضي للضغط داخل الملعب من اللاعبين وكثرة الاحتكاك لان جنين يعاني شبح الهبوط والهلال يفقد المنافسة على اللقب .

لحظات حلوة ولحظات مرة في مسيرته
لحظات حلوة كثيرة في مسيرة بدير منها ديربي الخليل على إستاد دورا الدولي بحضور وفد من الأعلام العربي ومن الاتحاد الآسيوي, لقاء تتويج الغزلان على إستاد دورا نهائي كأس فلسطين , فعاليات زيارة رئيس نادي برشلونة ولعل اللحظات الأحلى ابتسامة اللواء الرجوب في وجه بدير عقب نجاح كل لقاء، أما اللحظات المرة والسيئة كانت قبل انطلاق مباراة على ملعب بلدية نابلس, عندها تعرض للإساءة والشتم خلال دخوله ارض الملعب لإجراء الإحماء.

ماذا ينقص الحكام
الحكم الفلسطيني في تطور مستمر وظهر ذلك منذ انطلاقه الاحتراف لاهتمام الزائد بالحكم الفلسطيني على صعيد الدورات التحكيمية والتعايش ضمن طواقم التحكيم, وهذا النجاح يظهر أيضا خلال قيادة الدوري دون استدعاء حكام عرب أو أجانب ليكون فلسطيني بامتياز وهذه سابقه تستحق الاحترام من قبل الاتحاد ودائرة الحكام، لكن بدير يركز على المكافآت وكله ثقة بأنه يتم النظر إلى هذا الجانب ومعالجته وحول حماية الحكم فهناك برأيه اهتمام ملحوظ بتوفير شبكة أمان داخل وخارج الملعب, والفكر الاحترافي الذي تعيشه الرياضة الفلسطينية لاهتمام بحماية الحكم من قبل الاتحاد والدائرة والتي تمنى إن تبقى نظرة دائمة على مدى بعيد لتوفير الحماية الدائمة للحكم.

نظرة بدير للاحتراف
بالرغم من تطور الكرة الفلسطينية ووصولها إلى الاحتراف خلال فترة وجيزة بنقلة نوعية ظهرت في المحافل من خلال أداء المنتخبات، فالتحكيم برأيه يتطور بنفس الاتجاه حتى أصبح يوازي أو يفوق مستوى الاحتراف, وهذا يعود لإلمام بالقانون وتحديثاته والاهتمام بالجانب البدني والجيل الشاب وكل ذلك ساهم في جعل الحكم أكثر قدرة وكفاءة على إدارة أي لقاء ووصوله إلى بر الأمان.
دور الرجوب الرياضي
لولا وجود اللواء الرجوب لما كانت رياضة في فلسطين, فقد رفع شأن الرياضة لتحقق جميع الأهداف بداية من الانطلاق بالدوري لمختلف الدرجات وإنشاء دوري ومنتخب نسوي, والنهوض بجميع الاتحادات للألعاب المختلفة, وكذلك المنشآت والملعب البيتي والوفود لتي تزور فلسطين من الاتحاد الدوري إلى اكبر الأندية العالمية, وغير ذلك تعامله رياضيا مع مختلف القطاعات حيث يعتبر الأب والحامي لهذا الكيان, والحكام يؤكد أن له الفضل في تطويرهم بإيجاد دائرة بمساحة حرة تبني وتهتم بالحكم وهذا كله يعود للواء الفضل في وجود وقادر على حمايته وتطوير الرياضة والدفاع عنها في زويا كثيرة .

أمنيات بدير الرياضية
تتمنى أن يكون الموسم القادم أفضل للحكم الفلسطيني, وعلى الأندية اعتبار أن الحكم لا يمثل أي طرف في الميدان ويمتاز بالحيادية ويطبق القانون العدل بين الجميع ويؤمن بدير أن الحكم يخطأ لكن لا يتمنى أن يكون الخطأ قاتل, وتمنى على الحكم الصاعد الاهتمام بالجانبين العملي والفطري وتحديثاته والاستفادة من الدورات وشكر كل من ساهم في دعمه من اتحاد ودائرة وحكام , وشكر كل من شجعه من الجماهير باختياره الأفضل على المواقع مثل كوره، التواصل الاجتماعي وهذه ثقة يعتز بها في مسيرته كما أورد .

بطاقة التعريف:
الاسم الرباعي :ـ محمد جهاد محمد بدير
العمر: 28
الوزن: 64
الطول: 170
الإقامة:ـ طولكرم - فرعون
الحالة الاجتماعية: أعزب
الهواية:محاضر في جامعة الخضوري
الهواية :ـ التحكيم