|
فتاة من سلفيت تستغيث لمساعدتها ولا أحد يسمعها
نشر بتاريخ: 31/07/2013 ( آخر تحديث: 31/07/2013 الساعة: 13:33 )
سلفيت- معا - مشاعر معلقة بالأمل وأخرى تتألم في صمت لأنها لا تجد من يسمعها, وثالثة حائرة تنتظر من يمد المساعدة لها من أجل قدرتها على مواصلة الحياة، كلها تجتمع لتشكل حكاية المواطنة "مي حماد" من سلفيت ولدت بمشكلة صغيرة لينتهي بها المطاف الى انسانة شبه عاجزة لا تستطيع التحرك دون عكازات، ومع هذا واصلت مسيرتها في الحياة بإرادة قوية... لم تستسلم لقدرها ولكن الوضع المادي كان لها بالمرصاد.
إستقبلتنا والدتها بترحاب وجلسنا بإنتظار "مي" ما هي الا دقائق حتى دفع الباب السهل الإنفتاح بطريقة قوية توحي قبل إنبلاجه بأنها ليست من يد بشرية، ودخلت "مي" تسبقها عكازاتها، توكأت عليها وأخذت تصافحنا، جلست بجانبا ملامح وجهها تختلط بمزيج من المشاعر والتي أخذت بتفريغها لنا بالحديث قائلة": لم أكن معاقة منذ صغيري ، ولكن حدوث مشكلة معي أصبحت كما ترين أعاني من إعاقة حركية بسبب "خلع ولادي في قدمي وأصبح يعيقيني كلما كبرت بالعمر، فقرر الأطباء إجراء عملية في منطقة الظهر عام 2010 ولكن دون جدوى، لأنني أصبحت أعاني من ضعف في قدمي، وحاليا أتلقى علاج طبيعي في مركز أبو ريا، ولكن ليس بمقدوري مواصلة علاجي بسبب الوضع المادي الصعب، وعدم قدرتي على توفير جهاز خاص بإعاقتي". صمت وهدوء خيم على المكان... لا نسمع إلا النفس يروح ويغدو متجرجرا في قصبتها الهوائية مترجرجا فيها لصعوبة خروجه في هذا الجو الصامت الذي لم تجد فيه من يساعدها، وزعت نظراتها بكل الإتجاهات ليقع أخيرا على قدمها، حركت العكازة لتخرج صوتا كسرت فيه حاجز الصمت لتكمل حديثها دون توجيه سؤال لها قائلة":عمري الآن 28 عاما، كانت معاناتي مع قدمي بسيطة ولكنها كبرت معي، كنت إنسانة طبيعية أذهب الى أي مكان دون مساعدة العكازات، وأنهيت تعليمي الجامعي بكالوريوس خدمة اجتماعية عام 2008، وتضيف بصوت مخنوق: "قدمت لعدة وظائف في مؤسسات مختلفة منها المحافظة والشؤون الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم والجواب لا يوجد شواغر بالرغم من وجود مادة في القانون تنص "على جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية إستيعاب عدد من المعاقين لا يقل عن 5% من عدد العاملين بها يتناسب مع طبيعة العمل في تلك المؤسسات". وتواصل "مي" حديثها وهي تبلع ريقها المتحطب قائلة: "لم تقف معاناتي عند عدم مساعدتي في وظيفة أسترزق منها من أجل اكمال علاجي في مركز ابو ريا والذي أوقف علاجي لعدم توفر جهاز خاص وهو بحاجة الى مبلغ من المال يقدر ب5 الاف شيقل وليس بمقدروي توفيره". صمتت لتخرج نفسا عميقا وبتنهيدة تواصل "لم أجد من يساعدني حتى الشؤون الإجتماعية أوقفت المساعدت عني بعد أن وفرتها لي لمدة ست شهور وهي فترة علاجي ، وبعد أن قمت بمراجعة مكتب الشؤون في سلفيت أخبروني انهم أوقفوها بحجة أن والدي موجودا على قيد الحياة، وهو مسؤول عني في كل شيء"، وتكمل": بعد وفاة والدي قبل سنتين توجهت الى مديرية الشؤون الاجتماعية لأخبرهم أن من كان يرعاني توفي ، وأنني بحاجة، فكان رد المدير أن أقدم على قرض من أجل عمل مشروع صغير"بقالة" ودون تفكير وافقت، وقمت بتعبئة طلب في نفس اللحظة ولكن لغاية الآن لم أتلق شيئا. لم تندب حظها وتقف مكتوفة الايدي كما تقول: "تعلمت كيفية صناعة الخرز والتطريز من أجل توفير القليل من المال من اجل العلاج وتكاليف المواصلات، ولكن هذا العمل ليس له سوق وقلة قليلة من يشتريه لتبقى معاناتي كما هي، دون وجود دخل يساعدني على التقدم في العلاج،وعدم مقدرتي على شراء الجهاز". وبلهفه الأمل تنهي "مي" حديثها لعهود الخفش قائلة "أتمنى أن أجد من يهتم بوضعي ويساعدني في توفير الجهاز الخاص بإعاقتي، وأن أجد وظيفة تساعدني على توفير إحتياجاتي لكي لا أكون عالة على أحد". |