وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لقاء فلسطيني إسرائيلي في الكنيست لتشجيع حل الدولتين

نشر بتاريخ: 31/07/2013 ( آخر تحديث: 31/07/2013 الساعة: 18:29 )
بيت لحم- معا - شهدت إحدى قاعات الكنيست الاسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، حدثا بارزا حين ارتفع العلم الفلسطيني لأول مرة في تاريخ الكنيست في القاعة التي استقبل بها عدد من أعضاء الكنيست فريقا فلسطينيا يمثل لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي برئاسة محمد المدني، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وعضوية كل من د. عبد الله عبد الله، رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني وأشرف العجرمي، وزير شؤون الأسرى سابقا، ووليد سالم من مركز بانوراما بالقدس الشرقية، والياس زنانيري، المستشار السياسي للجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي.

وبادر الى عقد اللقاء عضو الكنيست عن حزب العمل، حيليك بار، رئيس مجموعة دعم حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وشارك في اللقاء أكثر من 33 عضو كنيست يمثلون أحزابا مختلفة داخل الكنيست ويصل عدد ممثليهم بالكامل الى 77 عضوا، أي بواقع ثلثي أعضاء الكنيست الحالية.

وبرز من بين الحضور الأعضاء الاربعة في الكنيست عن الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة محمد بركة وحنا سويد وعفو اغبارية ودوف حنين ورؤساء وأعضاء كتل نيابية أخرى من العمل ويش عتيد وميريتس ويهدوت هتوراة وشاس وآخرين منهم عمير بيريتس وبنيامين بن اليعازر ومائير شيتريت ومولي دور وايتسيك شموليك من قيادة الاحتجاج الاجتماعي والون ليئيل السفير السابق وعومر بارليف وموشيه مزراحي واسحق هيرتصوغ وزهافا جلئون واليعازر شتيرن وعليزا لافي.

وكان هدف اللقاء، الذي بدأ الإعداد له منذ مدة، تشجيع القوى السياسية في اسرائيل المؤيدة لحل الدولتين على أساس خطوط 1967 والتي تتبنى مبادرة السلام العربية كواحد من الأطر والمرجعيات الخاصة بالعملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين.

وتحدث في بداية اللقاء عضو الكنيست حيليك بار الذي رحب بالوفد الفلسطيني وقال بأن أعضاء الكنيست في المجموعة التي يمثلها متمسكون بمبدأ حل الدولتين لأنه الحل الوحيد الأمثل والمناسب لتلبية طموح الطرفين في العيش بسلام جنبا الى جنب ورد المدني عن الفريق الفلسطيني شاكرا الطرف الاسرائيلي لإعداد اللقاء وتحدث باسهاب عن قرار القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس تشكيل هذه اللجنة بتاريخ 4 كانون اول 2012 بهدف التواصل مع المجتمع الاسرائيلي والتأكيد على ضرورة تفعيل كل القوى السياسية في اسرائيل لخدمة برنامج حل الدولتين باعتباره الخيار الوحيد المطروح امام الطرفين لانهاء الصراع على قاعدة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على اساس خطوط 1967 وكما ورد في مختلف القرارات الدولية والتي كان آخرها قرار الأمم المتحدة الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في مؤسسات الأمم المتحدة.

واشار المدني بايجابية الى ارتفاع نسبة المؤيدين بين الاسرائيليين لمبدأ حل الدولتين وقال إن وجود بعض القوى المعارضة لحل الدولتين، سواء على الجانب الفلسطيني أو الاسرائيلين ينبغي الا يؤثر على جدية المسعى الذي تمثله القوى السياسية السائدة في اسرائيل والتي تؤيد هذا الحل وتتبناه. وأشار الى أن هناك تحديا مشتركا يضم الفلسطينيين والاسرائيليين للعمل معا من أجل انجاح المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيلية التي بدأت في واشنطن. ونوه المدني بتنامي التأييد لحل الدولتين حيث ان هناك الان غالبية في الشعب واعضاء الكنيست يؤيد حل الدولتين.

وقالت وزير الصحة في الحكومة الحالية، يائيل جيرمان، إن هناك ترقبا حذرا لسير المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيلية وأن الجميع يلتقطون أنفاسهم بانتظار النتيجة المأمولة وهي التوصل الى اتفاق ينهي الصراع بين الشعبين. وأضافت بأن المولود الجديد، المفاوضات والاتفاق المرجو منها، هي كالطفل حديث الولادة ويتعين على الجميع الاعتناء به لأن أي هبة صغيرة قد تلحق به أضرارا لا يمكن علاجها.

وقالت الوزيرة أن كثيرين لم يصدقوا زعيم حزبها يائير لبيد حين رفع قبل الانتخابات شعار العودة الى المفاوضات لكن اليوم ووقائعه تؤكد ان المفاوضات لم تعد حلما بل أضحت حقيقة واقعة نرجو ان تخلق ظروفا جديدة تتيح للفلسطينيين والاسرائيليين التوصل الى اتفاق ينهي الصراع. كما أشادت بالتعاون الطبي الحاصل بين وزارتها ووزارة الصحة الفلسطينية وقال إن يدها ممدودة دوما لتقديم ما يلزم من مساعدة لوزارة الصحة الفلسطينية.

وتحدث نائب وزير المالية، ميكي ليفي، الذي شغل مؤخرا قائد شرطة محافظة القدس، وقال إن الطرفين أدركا اليوم ربما أكثر من اي وقت مضى أن ليس أمامهما سوى التوصل الى سلام حقيقي قائم على أساس دولتين متجاورتين. كما نوه بالفوائد الاقتصادية التي يجنيها الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي من اتفاق سلام عادل وشامل في المنطقة.

كما تحدث في اللقاء اسحق هيرتصوغ عضو حزب العمل وأعرب عن رغبته في الانضمام الى وفد عن اعضاء الكنيست لزيارة رام الله ومقر المجلس التشريعي للحديث مع زملائهم الفلسطينيين. وقال نحمان شاي، عضو الكنيست والناطق العسكري سابقا خلال حرب الخليج الاولى، بأنه يضم صوته وجهوده الى المجموعة الاسرائيلية ودعا لانطلاقة جهد مبرمج ومنسق له جيدا بين الفلسطينيين والاسرائيليين للدفع باتجاه التوصل الى اتفاق نهائي خلال الفترة الزمنية المحددة حسب البيان الامريكي بتسعة شهور.

وحضرت اللقاء المطربة الاسرائيلية المعروفة وناشطة السلام أحينوعام نيني التي دعت الجميع الى التحلي بالشجاعة المطلوبة لاتخاذ القرارات الصعبة والتوصل الى اتفاق سياسي شامل ودائم. وقالت إن من يؤمن بفكرة ما ينبغي عليه الا يخشى أو يخاف الآخرين وأن يعمل بكل وفاء لقناعاته التي يمثلها.

واعتبر عمير بيريتس وزير البيئة مشاركته في اللقاء خطوة للتضامن مع هذا الجهد وأشار الى أن لديه خشية من فشل المفاوضات لا قدر الله فتكون النتيجة خطيرة على الجميع. واعتبر أن التفاوض أفضل من اي بديل آخر سيما وأن الكل يريد السلام لكن المهم هو الاستعداد لدفع ثمن السلام.