كيف يمكننا أن نعرف هل نجحت المفاوضات أم فشلت؟

بيت لحم – معا - عجت جولة المفاوضات التي شهدتها يوم أمس واشنطن بالابتسامات العريضة والتوقعات لدرجة حثت الرئيس الأمريكي باراك اوباما على الهرولة للمشاركة بكرنفال الصور الاحتفالية فيما انتشر مسؤولون أمريكيون كبار على مساحات الفضائيات وشبكات الإعلام الشرق أوسطية لبث التفاؤل بل الكثير من التفاؤل وهذا الانتشار لم يكن صدفة بل جاء تنفيذا لتعليمات جون كيري نفسه حسب ما استهل الكاتب الصحفي الإسرائيلي المعروف " دان مرغليت " مقالته المنشورة اليوم " الأربعاء" في صحيفة " إسرائيل اليوم " المقربة من الليكود ونتنياهو على وجه الخصوص .

وأضاف مرغليت واصفا المقابلات الصحفية التي ظهر فيها المسؤولين الأمريكيون " لقد كالوا الكثير من المديح للرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس الوزراء نتنياهو تمسكوا جميعا بصيغة التصريح القائلة بان الأمر يتعلق بالسعي نحو اتفاق دائم لكن حين سألوا بشكل واضح عن موقفهم فيما لو فضلت الأطراف المتفاوضة التوقيع على اتفاق مرحلي أكدوا هذه الفرضية قائلين هذا احتمال ممكن لكنه محفوظ في الجزء الخلفي من العقل السياسي "وذلك في إشارة إلى كون هذا الخيار أخر السيناريوهات المرغوبة أمريكيا".

" جهدت تسيفي ليفني أن لا تفسد الأجواء لكنها استخدمت صيغة أكثر حذرا وانضباطا خاصة وأنها أمضت خلال هذه الجولة ساعات طويلة من المفاوضات مع صائب عريقات لم تسفر عن نتائج لكنها لم تسفر أيضا عن حالة من اليأس أو الارتباك ومع هذا لا يوجد منطق بالقول شيئا يدعوا للتفاؤل في هذا السياق " قال مرغليت

"لقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي " جون كيري" أن جميع القضايا مطروحة على الطاولة وفهم الجميع أن المفاوضات ستشهد عملية كسر أيدي تتعلق برغبة كل طرف طرح المواضيع المفضلة عليه والمهمة بالنسبة له وتأجيل المواضيع الأخرى علما بان اتفاقا مسبقا قد أحرز حول صفة الشمولية للمفاوضات لكن إذا قاد كيري عبر موفده الخاص مارتين ايندك المفاوضات بتفهم وعقلانية سيميز تماما بين القضايا التي تسبب وستتسبب بانفجار وانهيار المفاوضات فورا وتلك القضايا التي يمكن التوصل لتفاهمات حولها " أضاف مرغليت.

من السابق لأوانه أن نبدأ بالرقص والاحتكاك على خط الانفجار ومناقشة قضايا مثل تقسيم القدس والحوض المقدس وحق العودة لأحفاد اللاجئين الفلسطينيين وكذلك خطوط عام 1967رغم أن بقية المواضيع ستخلق أزمات لكن يمكن التفاهم عليها ويمكن أعادت الأطراف إلى مسار الحديث والحوار المتعلق بها بشكل أسرع .

لقد تعمد الرئيس اوباما ووزير خارجيته يوم أمس تذكير نتنياهو وعباس بأنهم سيطالبون بتنازلات مؤلمة لكن يبقى السؤال هل حضر الطرفان بنية حسنة؟ وهل يمتلك الاثنان القدرة على اتخاذ قرارات ثقيلة وذات تأثير عظيم كهذه ؟ .

لقد تم فحص نية الطرفين ونظرتهما للمفاوضات من خلال بيان تقني صغير لكنه هام وجوهري أعلنه " كيري" يؤكد بان الطرف الأمريكي فقط مخول بالحديث عن المفاوضات واطلاع الصحافة على تطوراتها وان كافة البيانات والتصريحات ستصدر عنه فقط لا غير ما يعني بان الأمريكان فقط هم من سيصدر التصريحات والبيانات باسمهم أو باسم مصادر وأوساط مجهولة لذلك علينا مراقبة الأمر فطالما بقيت المفاوضات سائرة بشكل مرضي أو كما توقعها الأمريكان فان قاعدة كيري الإعلامية ستكون سارية المفعول لكن وفي لحظة بداية التسريبات الصحفية سواء كانت هذه التسريبات صحيحة أم كاذبة علينا أن نفهم بان المفاوضات تواجه نهايتها غير السعيدة وهذا الأمر قد يحصل قبل الأشهر التسعة التي حددها الأمريكان .