وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تكية خاصكي سلطان- حكاية أربعة قرون ونصف من العطاء

نشر بتاريخ: 01/08/2013 ( آخر تحديث: 01/08/2013 الساعة: 16:32 )
القدس- معا - منذ أكثر من 460 عاماً تعتبر تكية خاصكي سلطان في البلدة القديمة من القدس ملاذاً لإطعام الفقراء والمقيمين وعابري السبيل طيلة أيام السنة، ويزداد في شهر رمضان المبارك شهر العطاء والرحمة.

وتقدم في التكية التي تقع بالقرب من المسجد الأقصى وجبات يومية تشمل الأرز والدجاج واللحم، والزهر والبطاطا والفاصولياء،وترعى دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس عمل التكية وتزودها بكافة احتياجاتها والمواد اللازمة لها، كما تعنى بأعمال الصيانة والنظافة وغيرها، ويشرف على إدارة التكية دائرة الأوقاف عبر لجنة برئاسة رئيس صندوق الزكاة، ويعمل فيها 6 طهاة، ويرتفع عددهم في شهر رمضان إلى 9، بحيث يتم توزيع 140-160 وجبة يومياً.

وفي لقاء لمراسلة وكالة معا مع مدير صندوق الزكاة والرفاه الاجتماعي الشيخ عماد أبولبدة قال: "إن دور التكية يزداد أهمية كلما عصفت المحن بهذا الشعب المرابط خاصة في المدينة المقدسة، فكانت التكية على مر العصور ملاذا للفقراء والمحتاجين والوافدين إلى المدينة المقدسة، وبرز دورها بعد مصيبة عام 1967 التي خلفت من الكوارث الإنسانية والمآسي، ما نتجرعه إلى يومنا هذا ونعيش آثاره المدمرة اجتماعيا".
|231410|
وأوضح أبو لبدة أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ترعى عمل التكية طوال العام، من حيث أعمال الصيانة والتنظيف والاضاءة والتمديدات الصحية، ويقع مبنى تكية خاصكي سلطان ضمن مبنى دار الأيتام الإسلامية الصناعية حاليا في منتصف عقبة التكية من الجهة الجنوبية ما بين رباط بايرام جاويش من الشرق وسرايا الست طنشق من الغرب".

وأضاف "كانت التكية من أكبر المؤسسات الخيرية في فلسطين طيلة العهد العثماني، واستمرت في تقديمها الخدمات الجليلة للفقراء والدراويش والمرابطين والمسافرين لمئات السنين، وذلك بفضل مبنى التكية ووقفيتها التي حررتها السلطانة روكسلانة وزجة السلطان العثماني سليمان القانوني عام 964 هجري (1552 ميلادي).
|231409|
أما عن موارد التكية المالية فأوضح أبو لبدة أن سمو الشيخه شمسه بنت حمدان آل نهيان تقوم بدعم تكية خاصكي سلطان بواسطة الهلال الأحمر الاماراتي وبرعاية دائرة الأوقاف الاسلامية، مشيرا الى أن السلطانة قامت كانت وقفت قرى ومشاريع تدر أرباحا لضمان استمرارية الحياة والعطاء لتكيتها، ومن هذه القرى قرية اللد، بيت إكسا، كفر عانا، بيت لقيا، بئر معين، السافرية، وقد بلغت المشاريع والقرى الموقوفة على التكية 29 قرية ومزرعة ومشروعا حسب ما ورد في وقفيتها، لكن بعد الاحتلال أصبحت هذه الأوقاف لا ترد شيئا.

وأوضح أبو لبدة أن مبنى التكية الحالي يتألف من فرنين للخبز، ومطبخ، وغرفة ضريح، ويتداخل بناؤها في أقسام عديدة من مبنى سرايا الست طنشق المظفرية (دار الأيتام الإسلامية)، وهي إحدى المدارس العريقة في القدس.

وأكد أبو لبدة أن عدد المستفيدين من التكية يزداد عام تلو الآخر، بسبب الضغوط الاقتصادية والحصار والإغلاق وارتفاع نسبة البطالة والفقر في اوساط المقدسيين، مشيراً أن هناك عائلات تعيش على ما تقدمة التكية لسد رمقها وجوعها، وأكد أن التكية تقدم الوجبات الساخنه لأي شخص يأتي اليها، دون تفرقة.
|231411|
|231413|
|231414|