وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"فلسطينيات" تفتح نقاشا حول "النموذج...في ظل ازمة النموذج"

نشر بتاريخ: 03/08/2013 ( آخر تحديث: 03/08/2013 الساعة: 10:24 )
رام الله - معا - أثار اللقاء الرمضاني الذي نظمته مؤسسة فلسطينيات وعقد في مطعم الروتس في مدينة غزة وفندق الجراند في مدينة رام الله بالتزامن بين قطاع غزة والضفة الغربية بعنوان "النموذج في ظل أزمة النموذج " عددا من النقاشات والتساؤلات حول مفهوم النموذج والفرق بين النموذج الرمز، وفتح آفاق للحوار حول الموضوع المطروح للنقاش.

وشارك في اللقاء نخبة من الإعلاميين والإعلاميات وناشطي مجتمع، وحقوقيين وعاملين وعاملات في مؤسسات المجتمع المدني.

وطالب المشاركون والمشاركات خلال اللقاء تكثيف عقد مثل هذه اللقاءات التي تطرح قضايا مجتمعية وشبابية بحاجة للبحث، وأهمية تشجيع النماذج الشابة وتبنيها من مؤسسات المجتمع المدني والإعلام.

وأكد المشاركون والمشاركات أن الوضع السياسي الحالي يشكل عائقا أمام وجود النموذج في ظل الانقسام والاعتماد على القدرات والشخصية لتكوين النموذج وليس على الأحزاب او الوضع السياسي.

وافتتحت اللقاء في رام الله مديرة فلسطينيات الإعلامية وفاء عبد الرحمن بالتساؤلات التالية إن كان النموذج هو السياسي القائد، أم الفنان المبدع، أم مجموع الأفكار المطروحة من قبل تيار، وما هو دور المجتمع في إبراز نماذج فلسطينية، وما هو دور المؤسسات في ذلك؟!!
|231718|
فيما افتتح اللقاء في قطاع غزة كلا من الصحفية حنان ابو دغيم والناشط الشبابي والمجتمعي خالد الشرقاوي بطرح تساؤلات أخري حول من هو النموذج الذي يطلع له الشعب الفلسطيني والشباب بشكل خاص وان كان هناك زمان ومكان محددين لنجاح النموذج؟ وهل قدمت الأحزاب السياسية والأطر الشبابية وغيرها نماذجا يحتدى بها ؟

النمادج تخلق نفسها ..

المحلل الإعلامي والكاتب هاني حبيب قال:" ان النموذج ليس بالضرورة فردأً أو امراً ايجابياً" مشيرا ان هناك أفرادا ومؤسسات وشركات ودولا ممكن أن تشكل نموذجاً ايجابياً أو سلبياً.

وأضاف حبيب :"مشكلتنا في فلسطين أننا دائماً في معركة البحث عن النموذج، متناسين أن النماذج تخلق نفسها بنفسها ويتم التعرف عليها بدون معركة أو بحث، وهي تفرض نفسها ولا يستطع الآخرون سوى أن يجدوها أمامهم".

ودعا الدكتور باهر السقا رئيس دائرة علم الاجتماع في جامعة بيرزيت لهدم ما هو قائم وإعادة إنتاج المؤسسات، والخروج عن القوالب الثابتة في المجتمع الفلسطيني والتي يعتبرها عائقا أمام ظهور النماذج والمواهب، رافضا أن يكون النموذج معياريا لثقافة استهلاكية.

فيما قامت الكاتبة والباحثة دنيا الأمل إسماعيل بتفكيك مفهوم النموذج نطرياً، مؤكدة عدم وجود لمعنى النموذج والذي كان سابقا يعنى " شخصية السوبر مان " الشخصية الملمة بكل شيء بعكس ما نشهده في الوقت الحالي من التخصص في قلب التخصص!

وأضافت :" نعيش اليوم في عصر تحطيم ومحاولات اسكات وتهميش بل والتواطؤ على النموذج من قبل السياسيين لصالح الأدوار السياسية أو الحزبية، فالنموذج الذي يصنعه السياسي ينتهى مفعوله بانتهاء الغرض منه ويتحول إلى انتيكا"!

الفشل المجتمعي...في توصيف النموذجّ

من جانبه تحدث الصحافي صالح مشارقة والذي يعمل في جريدة الحياة الجديدة عن دور المثقف الفلسطيني، والخلفية التي جاء منها معظم البارزين في الثقافة الفلسطينية أمثال محمود درويش وطه محمد علي وغسان كنفاني، ومن وجهة نظره أن النموذج هو فرد يمتلك القوة الدافعة الداخلية التي تجعله يتجه للمجتمع بإبداع يحرك الجمهور ويجعله متفاعلا معه.

وحول صناعة النموذج تحدث الفنان الفلسطيني مصطفى أبو الهنود عن دور الإعلام والمؤسسات في صناعة نماذج سياسية، وفنية، وأدباء وشعراء، وهو ما لا يتوفر في المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من الشعور بالهزيمة، معتبرا أن الفن هو شكل من أشكال الصناعة الحديثة.

بدوره اتجه الأسير السابق والباحث يونس الرجوب إلى التأكيد على أهمية السياق التاريخي الذي ينتج النماذج، فهو اعتبر غياب السياق التاريخي الداعم لإبراز النماذج عاملا في اختفائها ومواجهة الشباب الفلسطيني للصعوبات في إظهار نماذجهم، والسياق التاريخي الذي تعيشه فلسطين في المرحلة الراهنة سياق ضعيف لا يخدم المواهب والإبداعات.

بينما قال عماد محسن إعلامي وباحث في الشؤون السياسية ان هناك اختلافا على المعايير التي بموجبها سيصبح المرء نموذجاً، وهي مشكلة مجتمع بالأساس وليس مشكلة مثقفين ونشطاء فحسب، هناك فشل مجتمعي في توصيف النماذج بسبب الفشل الاجتماعي.

وأضاف "ان النموذج الناجح موجود في جميع مجالات الحياة، هناك طالب جامعي نموذج ويؤدي كل ما ينبغي عليه، وهناك موظف نموذج، وهناك أستاذ نموذج، وهناك أيضاً لاعب كره قدم نموذج وفنان نموذج، ليست هناك مشكلة في النموذج، المشكلة أن النموذج غائب في أذهاننا لأنه ليس ما نبحث عنه في ظل معطيات انقسام مجتمعي يرى فيه كل فريق أنه النموذج وأن الآلهة التي اصطنعها بنفسه في نماذج لا تقبل التعديل أو المساس.

ومن جانبه أوضح الصحفي سامي العجرمي "إننا كفلسطينيين عندما نتحدث عن النموذج يتبادر الى أدهاننا النموذج السياسي والسياسية تنمى نظام، بينما نعاني في فلسطين غياب النظام وانهياره".

وأضاف "نحن نفشل في تفسير ما هو النموذج الذي نحتدى به في ظل انهيار كامل لمنظومة النظام فأصبح معيار النموذج هي أمور ومقاييس شخصية فمثلا أبو عمار بالنسبة لي هو اب روحي وليس نموذجا"!

وبدورها قالت الناشطة الحقوقية والمحامية فاطمة عاشور " فكلا منا يستطع ان يكون نموذجا في مجاله ونوع الخدمة التي يقدمها في مجاله، ويجب أن نبحث عن جلد الشخصية النموذجية، وتوصيفها بالكمال، والابتعاد عن تآليه النموذج".

وجدير بالذكر أن هذا اللقاء يأتى في إطار فعاليات مشروع التمكين المجتمعي والاقتصادي والذي تنفذه فلسطينيات وبالتعاون مع كل من مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في حيفا، وجمعية نساء اللقية وجمعية سدرة في النقب، وهاينرش بول الألمانية، وبدعم من الاتحاد الأوروبي.