|
حين عرفت بيروت الغربية معنى الجحيم الاسرائيلي
نشر بتاريخ: 03/08/2013 ( آخر تحديث: 06/08/2013 الساعة: 14:39 )
بيت لحم- معا - شهدت بيروت الغربية بداية شهر آب من عام 1982 أسابيع معدودة من بداية الغزو الإسرائيلي إلى لبنان حربا ضروسا لا تعرف الرحمة حيث شنت طائرات ودبابات ومدفعية وسفن إسرائيل الحربية قصفا غير مسبوق على مساحة بيروت الغربية التي تحصن فيها المقاتلون الفلسطينيون وقياداتهم وعلى رأسها الزعيم ياسر عرفات.
بيروت تحترق، عناوين وصفت يوم الأحد الأسود الذي شهدته بيروت الغربية مطلع شهر آب حيث استمر القصف الإسرائيلي المجنون المنطلق من مواقع قوات الاحتلال التي كانت تبعد عن قلب عاصمة الثورة المحاصرة 4 كلم فقط 14 ساعة متواصلة لم تتوقف خلال القذائف والصواريخ والغارات الجوية عن تمزيق قلب بيروت الصابرة المحتسبة. يوم ألم يذكره احد ونسيه الكثيرون في معمعة الحياة عدا من عايشوه وشهدوا هذا اليوم المجيد من أيام الصمود الفلسطيني وكذلك للأسف الشديد الصحف الإسرائيلية التي استذكرت اليوم "السبت" مأساة بيروت واحتراقها مساء يوم مماثل من عام 1982 واصل جحيمه حتى يوم الأحد الذي عرفت الجريمة باسمه ووصفت بسواد ساعاته وظلمتها. |231817*شارون وزير الجيش إبان حرب لبنان الاولى| مراسل التلفزيون الفرنسي وصف بيروت في ذلك اليوم العصيب "لا يوجد شارع أو بيت أو ملجأ او طابق ارضي يمكنه حماية وصون حياة الناس من نهر النار والحديد المتدفق على بيروت وغطى شوارعها طيلة ساعات هذا اليوم، لقد جاءت القذائف من البر والبحر والجو وانتشرت النار والموت في كل مكان وزاوية". وخرجت صحف إسرائيل بعناوين خاصة غطت ضراوة المعركة "مقتل 19 جنديا وإصابة 84 اخرين في معارك بيروت يوم أمس" عنوان خرجت به صحيفة "يديعوت احرونوت" على خلفية صورة كبيرة توثق بعض تفاصيل الانتشار العسكري من الزاوية الإسرائيلية. وأضافت الصحيفة "تمركزت الدبابات الإسرائيلية في إحدى ضواحي بيروت الشرقية وأطلقت قذائفها على بيروت الإسلامية التي رد المقاتلون المنتشرون فيها بإطلاق الكثير من صواريخ "ساغر" المضادة للدبابات لكن دباباتنا وبحرفية عالية ناورت ونجت من هذه الصواريخ. غطى الدخان الأسود سماء بيروت الغربية لدرجة إن طائرات سلاح الجو اضطرت أكثر من مرة خلال النهار إلى إطلاق القنابل المضيئة حتى تميز أهدافها من بين سحب الدخان. هاجمت الطائرات بيروت موجات تلتها موجات فيما انشغلت هذه الطائرات بقصف اهدافها وإطلاق بعض القنابل لتضليل نيران المقاومة التي استهدفتها دون توقف. بث غالبية المراسلين الأجانب المعتمدين او المتواجدين في العاصمة اللبنانية بيروت تقاريرهم عن سيل القذائف والصواريخ الذي ضرب المدينة المحاصرة حيث قال مراسل "أوروبا 1" في بيروت الغربية "الان الان عرفت بيروت الغربية كيف يكون الجحيم لقد أصيبت كافة مناطق بيروت ولم ينجُ من الغارات والقصف أي من أحياء المدينة المحاصرة الضاحية الجنوبية، المخيمات الفلسطينية، وسط المدينة المكتظ بالناس ولم يستثن القصف تلك الأحياء التي كانت تعتبر فيما مضى فاخرة بحدائقها الغناء". وزير الجيش الإسرائيلي حينها ارئيل شارون قال خلال جلسة الحكومة إن احتلال مطار بيروت يعتبر خطوة تكتيكية وان هدف العملية الاستيلاء على منطقة عازلة نافيا نيته اقتحام بيروت الغربية. ووصف مراسل صحيفة يديعوت احرونوت "ايتان هبر" ما يحدث في المطار والمدرج الخالي من البشر قائلا "حتى يوم امس كنا نشاهد المطار من مسافة كيلو متر أو اثنين الان الجيش يتمركز مقابل قاعة الاستقبال ويوم امس سافرنا "قدنا سيارتنا" على المدرج الذي انتشرت عليه شظايا القنابل والقذائف متسللين من بين الطائرات المدمرة التي لم يبق منها سوى أكوام الحديد". من لم تعجبه العملية الإسرائيلية كان بالتحديد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان الذي قال "لقد نفد صبري يجب وقف سفك الدماء وانه سيتخذ موقفا متصلبا اثناء حديثه مع وزير خارجية إسرائيل "اسحاق شامير" فيما دعت واشنطن مناجم بيغن إلى ضبط النفس. وأخيرا وفقا للمصادر الفلسطينية واللبنانية واعتراف بعض المصادر الإسرائيلية في وقت لاحق رغم القصف المجنون ونهر النار والحديد لم تتقدم إسرائيل وقوات عدوانها أكثر من 18 مترا فقط على مدرج ب مطار بيروت الكائن على مدخل ضاحيتها الجنوبية وان القوات الفلسطينية واللبنانية المشتركة التي كانت في ذلك المحور بقيادة الشهيد سعد صايل عن فتح والأركان المشتركة والشهيد ابو علي مصطفى من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سجلت صمودا أسطوريا في محور المطار الذي بقي خارج سيطرة الاحتلال حتى موعد الخروج الكبير. |