|
في العلاقة الجدلية بين فتح والجبهة الشعبية
نشر بتاريخ: 04/08/2013 ( آخر تحديث: 07/08/2013 الساعة: 13:48 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تأخرت قليلا في الكتابة عن الاصطدام الذي وقع بين متظاهري الجبهة الشعبية وبين رجال الشرطة في رام الله الاسبوع الماضي ، تأخرت لانني رفضت الكتابة تحت وطأة الانفعال العابر وحاولت ان افهم اكثر واستمع الى الطرفين اكثر ، وأكتب اليوم لانني اشعر ان الجيل الجديد من أبناء فتح والجبهة الشعبية بحاجة ماسة لمعرفة المزيد عن العلاقية التاريخية الراقية بين التنظيمين . وكيف ان الزعيم عرفات هو الذي اطلق لقب حكيم الثورة على الرفيق جورج حبش من باب الثقة والمحبة والاحترام والقرار الواحد .
بعض عابري السبيل على درب التنظيميين يعمل دون قصد على توتير العلاقة بين أعرق واشد تنظيمين في منظمة التحرير ، لانهما أبرز وأهم تنظيميين في الوطن العربي ، من الناحية الوطنية والقومية . ذات يوم وفي قاعة اليونسكو في العاصمة اللبنانية بيروت ، وقف امين عام الحزب الشيوعي اللبناني وقال امام الحضور : والان مع كلمة الثورة الفلسطينية ، مع كلمة الشعب الفلسطيني ، مع كلمة الثورات العربية المعاصرة وضمير الثورات ، يلقيها الرفيق جورج حبش . وفي هذه اللحظة غضب بعض قادة فتح وهمسوا للزعيم عرفات وقالوا له : ان هذه اهانة ما بعدها اهانة ، وكيف ستسمح لجورج حبش ان يلقي كلمة الثورة الفلسطينية وان تجلس وتسكت ، انها اهانة لحركة فتح وللشباب واقترحوا عليه ان يقف على رجليه ويغادر القاعة ... ولكن عرفات همس لهم بالحرف الواحد ( لن اسجّل في تاريخي انني خرجت من قاعة اثناء كلمة حكيم الثورة جورج حبش ) ورفض الخروج وجلس مثله مثل غيره يستمع الى كلمة حبش . المفاجئة الكبرى كانت حين صعد جورج حبش " ابو الميسا " على المسرح وقال : ان كلمة الثورة الفلسطينية ، ان كلمة الشعب الفلسطيني ، ان كلمة الثورات العربية المعاصرة وضمير الثورات ، لا يلقيها الا اخي ورفيق دربي القائد العام للثورة الفلسطينية ياسر عرفات . وهنا وقفت كل القاعة وكادت الدموع تنسكب على وجوه المقاتلين فقفز ابو عمار الى المسرح وعانق جورج حبش وظل الجمهور يصفق ويهتف تحيا الثورة ووحدة وحدة وطنية . ان ثقافة العلاقة بين فتح والجبهة الشعبية تؤرخ في الكتب وتدرّس في مدارس الثورات ، ومن العيب على البعض توتير الاجواء وتحطيم تاريخ مشرّف من العلاقة الراقية التي تشكل ميراث شعب ، وليعلم كل رفيق يهتف بشتيمة ضد فتح، وليعلم كل شرطي يتطاول برفع عصاه على جسد رفيق او رفيقة انه يشارك في تحطيم تاريخ مقدّس من القيم والاخلاق الثورية . وان أي رجل أمن يضرب رفيق بعصاه كأنما يضرب عرفات ، وان كل رفيق يشتم فتح كأنما يشتم جورج حبش . وعلى قادة التنظيميين اقامة المزيد من النشاطات المشتركة لتجاوز التشنج الذي يظهر احيانا . وليعلم الجميع ان التظاهر ضد المفاوضات حق مشروع لفائدة القيادة والرئاسة . وان مشاركة جميع الاحزاب في الحكم وفي المعارضة هو الضامن الوحيد كيلا نصبح مثل سوريا او ليبيا او مصر او اليمن . |