|
في ميلاده ترتفع القامات فرحاً، وتعج الأرض بالنشيد
نشر بتاريخ: 04/08/2013 ( آخر تحديث: 04/08/2013 الساعة: 22:04 )
بقلم: اللواء جبريل الرجوب
في ميلاد الشهيد الرمز ياسر عرفات مؤسس حركتنا فتح ، وقائد مسيرة شعبنا التحررية ، يستعيد التاريخ مجده، وتهز الأرض سعف النخيل ، لتساقط الرطب الجنيا على حواضر فلسطين وقلاعها الباقية في وجه الأقدار و الرياح، وكأن الضوء يصابح عكا على كفيه الشريفتين ، ويماسي يافا وغزة والمجدل بالصبر العنيد ، وكأن القدس ومدائن الجبال العالية ، وحرارة الغور اللافحة ، لهيب في قلبه الحار ، وقشعريرة في الدم وألحان النشيد ، وبين القلاع والسهول وبساتين الجبال والكرمة تفاصيل قامته الخالدة ، ووجوه الذين أحبهم في شعبه النبيل ، وحضور الذين دروبهم حنطة من الشهداء الأكرمين ، لم تهز الريح قامته الثابتة في عروق الأرض ، ولم تثنيه الجغرافيا الكافرة عن المبدأ والعقيدة ، وكلما كانت تعلو غربان الموت لإشعال سمائه الزرقاء بالحمم والقنابل العنقودية كان يطل من الأعلى ، وينظر إليها بمزيد من السخرية والاستهزاء. إنه فصول المواجهة الفلسطينية التامة من الانطلاقة الى الدولة ، والخيار الأصعب وقت الخيارات الصعبة ، ينحاز الى الضرورة في التاريخ ولا يرتهن مع قضية شعبه عند الذي لا يفيد ، مشكلا بذلك مدرسة فكرية وسياسية خاصة من العمل والتفكير والتصور في علم الثورات الوطنية التحررية ، التي استلم رايتها العظيمة من الثورة الفيتنامية بعد انتصارها ، وعاجلا من فلسطين بوصلة الطالعين الى صبحهم بالمجد والدم والنار والبارود وبلسم المجروحين في كرامتهم من المحيط الى الخليج ، وقِبلة المؤمنين بحق الامم والشعوب في الحرية وتقرير المصير. إننا نشعل اليوم شموع ميلاده الخالد على مد الروح الوطنية التي غرسها فينا ، ونرفع كأس بطولته على مد الحواضر الفلسطينية ، التي استعادها من ظلمة التغييب ، ونشتعل معها بالأفراح والهزيج الذي أوصانا به قبل الرحيل الى عليين ، ونقسم أن نوافيه مع الشهداء الأكرمين في العهد والمبدأ ، وأن نستعيد فلسطين التي شربت روحه الطاهرة وأن لا نحيد عن الطريق. |