|
حقيقة زيارة "برشلونة" تُثير غضب الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 05/08/2013 ( آخر تحديث: 05/08/2013 الساعة: 16:55 )
بقلم :محمود زقوت
عاش عشاق فريق برشلونة، بطل الدوري الإسباني لكرة القدم، في فلسطين فرحة كبيرة بمجرد وصول الحافلة التي تقل نجوم الفريق الكتالوني إلى مدينة بيت لحم الفلسطينية، بيّد أن هذه الفرحة سرعان ما تحولت إلى صدمة كبيرة بعد أن اتضحت معالم هذه الزيارة. واستقبلت الجماهير الفلسطينية نجوم حامل لقب الدوري الإسباني لكرة القدم، يتقدمهم اللاعب الأفضل في العالم خلال السنوات الأربع الماضية، الأرجنتيني ليونيل ميسي، فضلاً عن زملائه بالفريق ومن بينهم، نيمار داسيلفا، وتشافي هيرنانديز، وأندرياس إنييستا، وجيرارد بيكيه، وسيسك فابريغاس. وقوبلت هذه الخطوة بسعادة بالغة وترحيب منقطع النظير من الشارع الرياضي الفلسطيني، لكن هذه السعادة سرعان ما تحولت إلى صدمة كبيرة بعد أن اتضحت معالم هذه الزيارة، حيث ذكر الموقع الرسمي لنادي "برشلونة" أنّ هذه الزيارة ستكون الخطوة الأولى إلى مد جسور التفاهم والوفاق بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي عبر الرياضة والتعليم. وبحسب موقع "برشلونة"، فإن النادي الكتالوني يسعى لتنظيم دورتين تدريبيتين في كرة القدم – يشارك فيها أطفال فلسطينيين وإسرائيليين- في شهر أغسطس الجاري، إذ ستقام الأولى في الضفة المحتلة، على أن تقام الأخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وطبقاً لما أورده موقع "برشلونة"، فإن فريق "البلاوغرانا" سيتبرع بجميع عائدات جولته لفائدة مبادرات دعم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي يقودها مركز "بيريز" الإسرائيلي للسلام، الأمر الذي أثار حفيظة الشارع الرياضي الفلسطيني، خاصة وأن هذه المبادرات التطبيعية تأتي في سياق مخطط لإظهار "إسرائيل" بمظهر الدولة المحبة للسلام، في ظل الاستهداف المنظم والمتواصل للرياضة الفلسطينية، ناهيك عن السياسات الإسرائيلية العنصرية التي تُمارس بحق الرياضيين. وأشار المعلق الفلسطيني في قناة أبو ظبي الرياضية، حازم عبد السلام، في حديث خاص لـ"العربية.نت" إلى أنّ زيارة "البارسا" لإسرائيل وفلسطين, سياسية بامتياز, لافتاً إلى أنّ المسئول عن ترتيب تلك الزيارة مركز بيرس للسلام، و بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية, وذلك في مبادرة من أجل السلام, وتمهيداً لبدء المفاوضات بين الجانبين. فيما وصف الرئيس السابق للاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضات المائية، السيد إبراهيم الطويل، زيارة برشلونة بالكارثية، مؤكداً في الوقت ذاته على أنّ زيارة فريق العصر " برشلونة " للأراضي الفلسطينية وإسرائيل تحت رعاية كاملة من ما يُسمى بمركز "بيرس" للسلام ووزارة الدفاع والخارجية والتربية والتعليم الإسرائيلية. وأبدى "الطويل" أسفه على هذه الزيارة، معتبراً ما حدث في ملعب "دورا" بالشكلي للغاية، وأنّه قد جاء فقط لتهدئة الشارع الرياضي الفلسطيني، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ مركز بيرس للسلام هو من غطى تكاليف هذا الحدث. وأكّد "الطويل" بأنّ الحدث الكبير سيكون بمشاركة أطفال إسرائليين وفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبالتنسيق مع الجانب الفلسطيني والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والذي قام بتسهيل حصولهم على تصاريح الدخول لإسرائيل. خُطط ممنهجة تحت ذريعة السلام وتحرص دولة الكيان الصهيوني بشكل متواصل على استضافة الفرق الرياضية التي تضم لاعبين يتمتعون بالشعبية الواسعة تحت ذريعة السلام، حيث سبق وأن زارها فريق ريال مدريد الاسباني لخوض مباراة ضد فريق اسرائيلي فلسطيني أُطلق عليه "فريق السلام"، كما حلَّ فريق فلسطيني- اسرائيلي مختلط بالتنسيق مع مركز بيريس -الذي يترأسه شيمون بيرس رئيس دولة الكيان الاسرائيلي- ضيفاً على برشلونة في إحدى الأوقات، وشهدت المباراة آنذاك تواجد عدة قيادات فلسطينية . وتنتهج "إسرائيل" الخطة ذاتها مع اللاعبين، ولعل واقعة رفع العلم الإسرائيلي في كأس العالم لكرة القدم عام 2006 من قبل اللاعب المنتخب الغاني جون بانتسيل هي الأشهر، حيث لوح اللاعب بالعلم الإسرائيلي عقب فوز منتخب بلاده على منتخب التشيك، في لقطة أثارت استياء الشارع الرياضي العربي إذ كان ذلك في الوقت الذي كانت تمطر فيه إسرائيل أبناء قطاع غزة بوابل من الصواريخ . كما تستخدم "إسرائيل" الشعبية الجارفة لكرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى عالمياً، من أجل الترويج لكيانها، لا سيما وأن الأعلام الإسرائيلية دائماً وأبداً ما تملأ جنبات الملعب وتظهر في مناطق تركز عليها الكاميرات. |