|
اكتشاف أكبر مستشفى صليبي بمدينة القدس
نشر بتاريخ: 05/08/2013 ( آخر تحديث: 06/08/2013 الساعة: 09:33 )
القدس - معا - افتتحت سلطة الآثار الإسرائيلية اليوم الاثنين، أمام الجمهور الواسع ما وصفته بأكبر مستشفى صليبي في القدس العتيقة يعود للفترة الواقعة ما بين 1099- 1291 للميلاد، وهو عبارة عن مبنى واسع وكبير استخدم كمستشفى قبل ألف عام تقريبا.
وقد اكتشف المستشفى في أعقاب عملية حفر وبحث أجرتها سلطة الآثار الإسرائيلية على الموقع الكائن في حي النصارى بمدينة القدس المحتلة داخل مبنى يعرف حاليا باسم "موريستان" وهو الاسم او اللفظ الفارسي لكلمة مستشفى، لكنه خضع لتعديلات بحكم الواقع واختلال اللغة ويعود المبنى الواقع قرب الطريق الرئيسي في البلدة القديمة المعروف باسم "شارع داود" للتابعية الإسلامية حيث يخضع لسيطرة الأوقاف الإسلامية وفقا لموقع "معاريف" العبري الذي أورد النبأ. وقد استخدم المبنى المذكور حتى بداية عام 2009 سوقا للخضار يعج بالزبائن والمشترين لكنه عانى الإهمال مع بداية العام المذكور وخططت شركة تعرف باسم "غراند بازار" إلى إعادة تأهيل المبنى واستخدامه كمطعم الامر الذي استدعى تدخل دائرة الآثار الإسرائيلية التي شرعت بالبحث والدراسات الأثرية انتهت بالاكتشاف الكبير حسب تعبير موقع "معاريف". وينتشر المبنى الذي كشف جزءا صغيرا فقط منه على مساحة 15 دونم ويحتوي على أقواس هائلة وجدران حجرية ترتفع لأكثر من ستة أمتار ما يوحي بمنظر قاعة ضخمة تغص بالغرف والقاعات الجانبية. |232298| ونقل الموقع عن مديري الحفريات التابعين لسلطة الآثار الإسرائيلية "رينا بروستيني وعميت رام" قولهما في سياق وصفهما للمستشفى الضخم الذي عمل في المكان قبل ألف عام تقريبا "يمكننا أن نقول استنادا للكتابات والشهادات التاريخية المكتوبة باللغة اللاتينية والخاصة بالفترة التاريخية تلك بان الحديث يدور عن مستشفى متطور جدا لا يقل من حيث مساحته وتنظيمه عن مستشفيات العصر الحديث". وقال مدير المشروع "منصور الشويكي" ان المبنى الرائع سيندمج بالمطعم الذي سيتم إقامته قريبا حيث سيتمتع رواده من الأجواء التاريخية والساحرة السائدة في المكان وسيتم افتتاح المكان أمام الزبائن خلال عام من ألان. طعام وفقا للشريعة اليهودية أقيم المستشفى وفقا لخبراء سلطة الآثار الإسرائيلية على يد عناصر الاستعراض العسكري الصليبي "هوسبيتالريم" المعروف بالاسم الكامل "استعراض يوحنان المقدس لمستشفيات القدس" وهم مقاتلون اخذوا على عاتقهم الاعتناء بالحجاج وفي أوقات الحاجة والضرورة انضموا لصفوف القوات المقاتلة بصفتهم وحدات مختارة. واشتمل مستشفى "هوسبيتالريم" على اقسام متخلفة مصنفة وفقا للإمراض التي تعالجها وتختص بها بما يشبه المستشفيات الحديثة ويتمتع المستشفى في أوقات الطوارئ بقدرة استيعابية تصل إلى 2000 مريض، وقدم عناصر الاستعراض العلاج لأتباع مختلف الاديان وهناك انباء وأخبار تاريخية تؤكد ان الصليبيين اهتموا بتقديم الطعام وفقا للشريعة اليهودية "الكشير" للمرضى اليهود. وعمل المستشفى إلى جانب دوره الطبي كمأوى للأيتام حيث استوعب الأطفال الذين تركوا بعد ولادتهم بوقت قصير حيث اعتاد الأمهات اللواتي لا يرغبن بالاحتفاظ بأطفالهن حديثي الولادة على الوصول للمستشفى وقد غطين وجوههن ورؤوسهن وتسليم الأطفال للقائمين على الميتم كما كان يتم تسليم احد التوائم للميتم في كثير من حالات ولادة التوائم حي كان يتم الاعتناء بالايتام بشكل جيد جدا من قبل عناصر الاستعراض العسكري. وفيما يتعلق بأنظمة عمل المستشفى يمكننا الاطلاع عليها من خلال شهادات تاريخية تعود لتلك الحقبة حيث تروي إحدى هذه الشهادات بان عنصر طاقم المستشفى الذي كان يقصر في أداء عمله ووظيفته كان يعاقب عبر إجباره على السير والطواف حول المستشفى يتبعه بقية أعضاء طاقم العمل حاملين السياط التي لسعوا بها ظهره وكافة أنحاء جسده وذلك على مرأى ومسمع جميع المرضى نزلاء المستشفى لذلك كمان المستشفى غاية بالانضباط. أبناء صلاح الدين وفيما يتعلق بالخبرات والقدرات الطبية يبدو ان أطباء المستشفى لم يكونوا بارعين في هذا المجال حيث روت بعض الشهادات التاريخية أن أطباء المستشفى بتروا ساق احد المحاربين الذي أصيب بجرح سطحي لكنه توفي نتيجة البتر والإهمال الطبي. واستعان الصليبيون وفقا للمصادر التاريخية بالأطباء والخبراء العرب والمسلمين حيث احتل الطب في تلك الفترة مكانا مرموقا في الثقافة العربية وذاع صيت الكثير من الأطباء العرب. وبعد اندحار الحملات الصليبية وسقوط حكمهم أقام القائد صلاح الدين في مكان قريب من المستشفى وعمل على ترميم وإعادة تأهيل المستشفى وسمح لعشرة رهبان صليبيين مواصلة الإقامة والسكن في المبنى لخدمة سكان القدس. انهارت المستشفى جراء الهزة الأرضية التي ضربت القدس عام 1457 ودفن تحت الأنقاض فيما بقيت أثار وبقايا البناء قائمة حتى العهد العثماني حيث استخدم جزءا من المبنى كإسطبل للخيول وهذا ما يفسر اكتشاف عظام خيول وجمال إلى جانب كمية كبيرة من المعادن التي استخدمها العثمانيون في تركيب الحذوات على حوافر البهائم. |