|
بعد الافطار ...
نشر بتاريخ: 05/08/2013 ( آخر تحديث: 06/08/2013 الساعة: 09:14 )
يكتبها: المحرر الرياضي - عمر الجعفري
في الطريق من بيت لحم الى رام الله تحدث معي سائق سيارة التكسي التي كنت استقلها عن زيارة فريق برشلونة الى المنطقة، وهو بالمناسبة مشجع لاحد اندية المحترفين، ومتابع لاخبار الرياضة، وبينما نحن في نقاش حول الزيارة، وما حققته، تدخل راكب كان يجلس في المقعد الاوسط فقال "لقد ذهب ميسي هو وجميع أفراد فريق برشلونة الى حائط البراق ولبسوا القبعة الصغيرة (الكيباه) وصلوا هناك" وتابع قائلا " وأنا اصغي اليه باهتمام" :ماذا حققنا من الزيارة فقد جاءوا عندنا ولم يمكثوا سوى ساعات بينما عند الاسرائيليين ناموا ليلتهم . وبعد ان انهى حديثه قلت له: دعنا نتحدث عن مجموعة من الامور: أولها: ان فكرة زيارة فريق برشلونة بدأت عندما جاء رئيس نادي برشلونة، وطلب من الرئيس الفلسطيني ومن اللواء جبريل الرجوب لعب مباراة مشتركة بين المنتخبين الفلسطيني والاسرائيلي ضد فريق برشلونة، ويومها اعلن " الرجوب "عن رفض اجراء اللقاء في هذا الوقت حيث ان ممارسات الاحتلال اتجاه ابناء شعبنا لا تشجع على ذلك. ثانيا: انا اعتبر ان زيارة الوفد البرشلوني الى فلسطين زيارة ناجحة، فقد تابعتها جميع وكلات الانباء ومحطات التلفزه والفضائيات، وكتبت العديد من التقارير التي تتحدث عن هذه الزيارة وأهميتها واماكن الزيارة ومحطاتها. ثالثا: لقد قام فريق برشلونة بزيارة كنيسة المهد وهي مكان ديني مقدس عندنا وقد فرضت هالة المكان وروعته اثرها على اعضاء الوفد، وفي هذا المكان المقدس الذي نعتز به وقف فريق برشلونة والتقطت عدسات المصورين آلاف الصور التي طيرتها وكالات الانباء الى مختلف انحاء العالم، وفي بلدة دورا لعب اطفالنا الكرة وتعاملوا وبشكل راق مع الفريق الضيف عكسوا في ذلك مستوى هذا الشعب وثقافته وإصراره على الحياة. رابعا: منذ ان أقامت اسرائيل دولتها عام 1948 ودول اوروبا وخاصة الغربية منها تقف الى جانب الدولة العبرية، فمواقف دول اوروبا نحفظها عن ظهر قلب فمن يقول انه استغرب زيارة الفريق الى منطقة البراق فأنه لا يعرف مواقف الدول اتجاه قضيتنا، واذا كان البعض يناقش القضية من زاوية ان زيارة الفريق للمكان ووضع القبعة وكأن الفريق "تهود " فهذا ليس بصحيح وعلينا ان نعرف ان خلافنا مع اسرائيل ليس خلافا دينيا، أما اذا كان البعض ينظر الى الزيارة بأنها جاءت لمكان احتلته اسرئيل في حرب عام 1967 وكان يفترض ان يستثنى هذا المكان من الزيارة فأنا اعتقد انه كان بالإمكان الاشارة الى الوفد الاسباني عن الموضوع. خامسا: لقد جاء الوفد الى فلسطين واستقبله الرئيس الفلسطيني وهذا له اهميته ومدلوله وبعده السياسي. سادسا: العديد من الاشخاص للأسف يناقشون القضية من زاوية انا مدريدي ولا اشجع برشلونة والعكس وأقول لهؤلاء ان الوطن اكبر من برشلونة وريال مدريد. سابعا: لقد زار العديد من اللاعبين العالميين حائط البراق وأطلقوا من هناك العديد من التصريحات ، ولا زلنا نتغنى بهم ، بالرغم من رفضهم لزيارة بلادنا، فكيف بهذا الفريق العالمي الذي جاء الى وطننا وزار اماكننا المقدسة ، واجتمع مع رئيس دولتنا ولعب مع اطفالنا، يأتي هذا في الوقت الذي تتمنى فيه العديد من دول العالم ان تمر طائرة برشلونة من اجوائها . |231966| |232362||232360||232361| |