وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

زيارة برشلونة والمعاناة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 06/08/2013 ( آخر تحديث: 06/08/2013 الساعة: 09:14 )
بقلم: محمد عوض

انتهى حدث زيارة برشلونة الإسباني إلى الأراضي الفلسطينية الهادف أساساً إلى إظهار معاناة أهل البلاد ، ونقلها إلى كلِّ بقاع العالم ؛ لكنني أتساءل : هل فعلاً رأى ميسي ، ورفاقه ، وجيش الصحفيين المرافقين ؛ مأساة شعبنا الحقيقية التي نريد أن تلتصق بعيون العالم عن حقيقة شعبٍ هجِّر ، وقتل ، وظلم في أرضه ؟ .

برشلونة لم يمر عن جسر أريحا ، ولم يعش معاناة العبور من الطرف الأردني للإسرائيلي للفلسطيني والعكس ، ولم يقف على حاجز قلنديا أو غيره ، ولم يشاهد لمجردِ المشاهدة إجراءات التفتيش لدخول الحرم الإبراهيمي ، أو المسجد الأقصى ، ولم يقف الضيوف بمحاذاة جدار الفصل العنصري ليروا بأم أعينهم كيف تحجب خيوط الشمس عنا .

وفد "البلوغرانا" لم يشاهد صورة الطفل الذي يشرب من أنبوب الماء الملقى في شارع خربة أم الخير بمسافر يطا أيضاً ، ولم ينظر أحدهم لأكوام اللحم المكدَّسة من العمال تنتظر جندي يأمر وينهى ، في مقابل جيش ، وقطعان من المستوطنين ؛ يدخلون ويخرجون إلى مناطق اعترفت معظم دول العالم بفلسطينيتها .

أي معاناة نقلت ؟ وأي فائدة تحققت ؟ وضيوفنا أتوا وشاهدوا فلسطين من جانب واحد ، وهو دورا الزاهية بأهلها وعمرانها ، وشبان صغار ، وشابات ؛ يلبسن الزي الرياضي الذي يراه ميسي ورفاقه في أوروبا ، وأجواء غنائية احتفالية ، وأضواء ؛ وسط تغييب كامل لجانبنا الحقيقي وعلى رأسه قضية الأسرى التي كنا نريد أن يزين الملعب بصورهم ، وشرح أناتهم .

لست ضد فرحة الشعب ، ولست ضد حضور برشلونة وغيره من الأندية ، والشخصيات ..الخ إلى فلسطين ؛ بل مع وبشدة ، وأشد على يد كل من يخطو تلك الخطوات ؛ لكن بأن يظهر ما نحن فيه ، بحقيقته ، لا بأنصاف الحقائق ، وإظهار حالنا على أنه جميل مترف ؛ لا وألف لا ، فحالنا يرثى له ، وما ذكرته سابقاً روتين يومي يعيشه أبناء هذا الوطن .

أما بالنسبة للإعلام المحلي ، اشتكى جمع من الزملاء الصحفيين الإجراءات المشددة التي فرضت عليهم ، وعلى حركتهم ؛ رغم أن الصحفيين الأجانب سهلت لهم كافة المهام من لحظة وصول برشلونة لمكتب الرئيس لحين انتهاء الزيارة ، ولا أعلم لماذا تتبع مثل تلك الخطوات سواء من الشرطة أو من غيرهم ، فنحن نحترم الضيوف نعم ، لكن بحاجة لأن نحترم الصحفي الفلسطيني أيضاً .

نقطة أخيرة ، برشلونة والوفد نزلوا في بنغريون أولاً ، وعادوا إلى إسرائيل ، ولبسوا طواقي "الكيباه" ، وتحرك الإسرائيليون براحة بينهم على عكس ما حصل لنا تماماً ؛ فحضور الفريق الإسباني خطوة جيدة لم تستثمر لصالحنا ، ولم نظهر لهم إلا جانباً واحداً يجعلهم يقولون بأن الفلسطينيون يعيشون أجواءً مميزة ، ومستعدون للسلام ، ولو شاهدوا الحقيقة لكان لهم رأي آخر ونقلوا صورة أخرى .