|
في اريحا ......جنود اسرائيليون رافضون للخدمة العسكرية يتحدثون عن تجاربهم وتحولهم من محتلين الى رافضين للاحتلال
نشر بتاريخ: 29/04/2007 ( آخر تحديث: 29/04/2007 الساعة: 19:26 )
اريحا - معا- " انهم يربوننا على ثقافة المحرقة ... وان المكان الوحيد الذي يمكن ان نعيش فيه بامان هو اسرائيل وعلى هذه الاساس نذهب للجيش وانا اتذكر احدى عمليات الاقتحام لقرية تل حين اطلقت النار فوق راس طفلة فلسطينية خشيت ان تفجر نفسها بجنود كتيبتي ، حينها كانت لحظة التحول عندي حيث تذكرت ذلك الطفل الاسرائيلي الذي كنت اعالجه في القدس نتيجة اصابته بعملية فلسطينية "
بهذا المضمون تحدث زوهار شابيرا احد الجود الرافضين للخدمة في اسرائيل خلال لقاء مع جمهور فلسطيني في مدينة اريحا استضافته بلدية اريحا مساء السبت . و حضر اللقاء ثلاثة جنود من الرافضين للخدمة في اسرائيل ونظراء فلسطينين لهم مؤيدين للمقاومة الشعبية السلمية ومن منظمة مقاتلون من اجل السلام . كما حضر هذا اللقاء الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ومحافظ اريحا والاغوار الدكتور سامي مسلم وعدد من المسؤولين الامنيين في المحافظة . ومما قاله الجندي السابق زوهر : من الغريب ان ادخل مدينة فلسطينية كانسان وليس كعسكري فقد امضيت سنة في الكوماندوز الاسرائيلي ، كنت دائما حساس لكن كنت اتلقى التعليمات العسكرية وانفذ ما يقال لي . واضاف : أنا صدّقت اسرائيل طوال 15 سنة - نعم هناك حق لاسرائيل في الحياة لكن هناك مليونا فلسطيني لهم الحق في الحياة ايضا ، كنت بحاجة الى ان اخرج من هذا الجو في عام 2002 كنت وسط عملية في القدس وكانت اشلاء متناثرة فوجدت نفسي اعالج ولد 6 سنوات بعد عودتي الى البيت اتصل في المسؤول للمشاركة في السور الواقي ، فاستجبت ووجدت نفسي اطلق نار بكل اتجاه في مدينة نابلس ، وخلال اقتحامنا لاحد البيوت وقع الصراع حين اطلقت النار فوق راس الطفلة الفلسطينية واكتشفت انني انتمي لهؤلاء الناس الذين يرتكبون الجرائم ، وبعد هذا الحادث فهمت ماذا اعمل وفهمت حجم العنف الذي يمارسه الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينين ، واقتنعت ان الذي نعمله ارهاب أيضا ، فاقتنعت ان طريقا اخر يجب ان اسلكها ولا بد من سبيل لوقف المعاناة للجانبين . الجندي السابق اليك الحنان رافض للخدمة وقتلت اخته في احدى العمليات الفلسطينية قال : ان اسرائيل تحاول جر الامور الى مربع القوة والحكومة الاسرائيلية تفكر ان الفلسطينين والاسرائيليين سيبقون اعداء لكننا سلكنا هذا الطريق لنثيت العكس ، ونحن مهتمون بتوصيل صوتنا الى المجتمع الاسرائيلي ، وجئنا الى هنا لنعمل عملية جراحية للعملية السياسية التي تعرفونها ،و اكتشف اثناء عملي في الجيش ان الواقع شيء والقناعات شيء اخر ، اقتنع بان العنف من الجانبين لن يفيد بشيء للجانبين . وبعد موت اخته فكر الحنان بماذا يعمل ؟ هل ينتقم ؟ هل يتنحى ؟ ويقول : بالرغم من الغضب الذي اصابني كان امامي طريقين احداهما ان اعزل نفسي والاخر الغضب وانا ما كنت ارغب بالطريقين ، ولكن مهما عملت لن تعود اختي ، لذا قررت طريقة جديدة فاختي لم تمت بمرض او حادث سير وانما كجزء من وضع سياسي قائم ، ومنذ سنتين نحاول نشر فكرة التعايش ونحاول الوصول الى اي مكان ونحن كنموذج نستطيع العمل ، وادعوكم للعمل على اقامة الدولتبين على اساس القرارات الدولية . اوري يسور 29 سنة يقول : بين الانتفاضتين كنت برتبة كابتن في سلاح الجو ، بعد السور الواقي قررت ان انضم الى هذا الطريق ، ورأينا من الجانبين اناسا يتحدثون مع بعضهم واحببت الفكرة وبدأت افكّر بكيفية الانضمام - وهذه اول مرة اسافر فيها للمناطق الفلسطينية وكنت خائف ان الحوار لن يؤدي الى الحل . من جانبه قال اسامة ابو كرش من منظمة " مقاتلون من اجل السلام " ان الاحتلال حوّل ساحة اللعب الى ساحة قتال حيث سرد تجربته بالسجن وكيف تحول من النصال العسكري الى النضال السلمي حيث اكد على ضرورة توحيد الخطاب للشعبين ، ويضيف ابو كرش اخترت المقاومة الشعبية حتى الاستقلال . الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ثمن هذه الخطوة ووصفها بالشجاعة "وهذا تعبير صادق عن طبيعة الصراع ، والانسان الذي يؤمن بشي يعمله ونحن مؤمنون بالسلام مع اسرائيل ، وهناك 70% من المجتمع الفلسطيني يريدون اقامة دولة فلسطين الى جانب اسرائيل ونفس النسبة من الاسرائليين يؤمنون بحل الدولتين، ونحن مستعدون للتعايش الكريم ولا يوجد حل غير ذلك ، وبهذه الخطو تقصرون المسافة للسلام وكلما قصرنا المسافة كلما اختصرنا مزيدا من الدمار" . أما د .سامي مسلم محافظ اريحا والاغوار فقال : نحن كشعب فلسطيني قطعنا المسافة الى السلام منذ عام 88 وفي تلك السنة عقد الرئيس الراحل ياسر عرفات 650 ساعة اجتماعات مع جميع الفصائل من اجل التوصل الى اقامة برنامج لاقامة السلام مع الحانب الايسرائيلي، واستطاع الرئيس عرفات ان يضع هذا البرنامج من اجل الاعترف بقرارات الامم المتحدة واقامة الدولتين، ويجب ان نبحث عن البديل وهو اقامة السلام العادل والدائم ونعتمد على دعم الشارع اللاسرائيلي المناهض للاحتلال لتحقيق السلام . أما المحامي حسن صالح فقال ان النضال السلمي واقامة الدولتين على اساس العدل هو الذي سيأتي بالامن ، والان الفلسطينيون يقدمون فرصة تاريخية لقيام دولتين ، وهناك في الجانبين يريدون استمرار العنف ، التعايش هو الحل ، حيث دعا الاسرائيلين الى سلوك طريق السلام والانضمام الى حركات السلام . وفي ختام اللقاء جرى نقاش بين اعضاء منظمة مقاتلون من اجل السلام والحضور حيث تم طرح العديد من القضايا ذات العلاقة . |