وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عيادة العمل الصحي في فروش بيت دجن عامل صمود لسكان المنطقة على أرضهم

نشر بتاريخ: 13/08/2013 ( آخر تحديث: 13/08/2013 الساعة: 13:43 )
رام الله - معا - تسير مؤسسة لجان العمل الصحي ما يعرف بالعيادة المتنقلة في العديد من المناطق المهمشة والنائية لتقديم الخدمات الصحية لسكانها الذين يعانون من نقص حاد في هذه الخدمات وشبه غياب تام لها.

وتشرف دائرة الرعاية الصحية في المؤسسة على تنفيذ برنامج العيادة المتنقلة في التجمعات السكانية الفقيرة والمهمشة والمعزولة، ومنها منطقة الجنوب حيث يتم تغطية 22 موقعاً، وفي منطقة الأغوار الشمالية يتم تغطية 7 مواقع، وتنتقل الطواقم لتقديم الخدمات الصحية التي تشمل الطب العام والطوارئ وخدمات صحة المرأة والطفل فيها بشكل دوري.

وتعمل المؤسسة منذ سنوات في الوصول إلى المناطق المهمشة في الأغوار الشمالية والوسطى حيث يعاني أهالي التجمعات فيها من نقص في الخدمات الصحية عدا عن إنتهاك حقوقهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وتدعم مؤسسة كير الدولية برنامج العيادة المتنقلة في هذه المنطقة.

وتصل العيادة إلى 7 مواقع/ تجمعات سكانية وهي: فروش بيت دجن، والراس الأحمر، وبزيق، وسلحب، والمالح، وعين شبلة، ويرزا. ويصل طاقم العيادة المتنقلة إلى 8 موظفين/ات. وأبرز الخدمات المقدمة تشمل: الطب العام، وخدمات صحة المرأة، وخدمات المختبر والتثقيف الصحي. حيث يتم تحويل الحالات التي تحتاج إلى متابعة حثيثة إلى مركز الشفاء الصحي في طوباس أو إلى المستشفيات في المنطقة.علماً أن كافة الخدمات توفر بالمجان.

وفي فروش بيت دجن الواقعة إلى الشرق من حاجز الحمرا العسكري والمحاطة بعدد من المستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية تتزايد معاناة أكثر من 1200 فلسطيني لا سيما مع إغلاق المنطقة أمامهم بحجة إجراء تدريبات عسكرية فيها حيث تصبح حقولهم ومراعيهم مسرحاً لهذه التدريبات ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل تتفاقم معاناتهم مع ترك جيش الاحتلال بعد إنهاء تدريباته لذخائر وقذائف وعبوات تهدد حياة رعاة الأغنام والمزارعين والأطفال كما يوضح الدكتور جمال حمارشة من طاقم العيادة المتنقلة.

وعن طبيعة عمل الطاقم في المنطقة والصعوبات التي يواجهها يقول الدكتور حمارشة: نواجه العديد من الإشكالات ليس أولها بعد هذه المناطق عن مراكز الخدمات ووقوع بعضها خلف الجدار والحواجز العسكرية، فالتنقلات والحركة صعبة فكثيراً ما نتعرض لمضايقات الجنود وتفتيشهم وتأخيرنا عن العمل وعبثهم بالمطاعيم والأدوية ما يتسبب في تلف بعضها خاصةً في فصل الصيف بسبب إرتفاع درجات الحرارة في هذه المنطقة وفي الشتاء يعيق الوحل حركة السيارة إذ أن معظم طرف منطقة فروش بيت دجن غير معبدة وترابية.

ويضيف: لا يوجد أحد غير عيادة لجان العمل الصحي المتنقلة يقدم خدمات صحية للمنطقة وهو أمر يزيد الضغط على الطاقم مشيراً إلى أن السكان هناك يعانون من عدة أمراض بعضها شائع كذبابة أريحا "اللشمانيا"، وهي مشكلة كبيرة كون من يصابون بها بحاجة لحقن بمعدل يوم بعد أخر وهذا يعني ذهابهم لأريحا أو نابلس وقطع الحواجز العسكرية عدا عن طول المسافة.

ويضطر الطاقم في أحيان كثيرة للعمل كسيارة إسعاف وطواريء في حال وجود حوادث سير أو إصابات بسبب مخلفات التدريبات العسكرية أو بسبب لدغات الثعابين والعقارب التي تكثر في الفروش.

وبحسب الدكتور حمارشة فإن السكان يعانون من سوء الوضع الاقتصادي وبالتالي التغذوي إذ يعيشون بلا ماء ولا كهرباء ويعانون من التلوث في الجهازين الهضمي والتنفسي والإسهال و الإستفراغ وبعض الأمراض الناجمة عن سوء التغذية ولا سيما في صفوف النساء والأطفال.

ويعمل سكان فروش بيت دجن في الزراعة وتربية المواشي ورعيها ومع إرتفاع سعر الأعلاف وقلة المياه وقحل المراعي تتفاقم معاناتهم ويضطرون في أحيان كثيرة لشراء صهاريج الماء من ماطق بعيدة.

فيروز حكم ناصر مواطنة تعيش مع أسرها في بيت مسقوف بالصفيح وبعض أغصان البوص وسط منطقة شبه صحراوية تعج بالزواحف إرتسمت على وجهها علامات الرضى مع وصول طاقم العيادة المتنقلة إلى بيتها المتواضع للإطمئنان على صحتها وصحة أولادها وتقديم الفحوصات والأدوية لمن يحتاج وقالت: نحن 11 نفراً نعيش هنا منذ سنوات والجيش لا يسمح لنا بالبناء ودوماً يضايقنا.

وتضيف: نحن نعيش وسط حالة من الخوف والرعب من الأفاعي والعقارب والخنازير البرية سواءً كنا في البيت أو الحقل ولا نتلقى الخدمات الصحية إلا من طاقم هذه العيادة الذي يواظب على زيارة منازل السكان لمتابعة الحالات المرضية مشيرةً إلى أن نسوة المنطقة يعتمدن في متابعة حملهن وأطفالهن على طبيبة النسائية وصحة المرأة المرافقة للطاقم على الدوام.

المزارع الستيني محمد سرور عاد من حقله ليجد الطاقم بإنتظاره أمام منزله فصعد إلى سيارة الإسعاف المخصصة للعيادة المتنقلة لأخذ قياس الضغط الخاص به وجرى صرف الأدوية اللازمة له.

وعن واقع معيشته في المكان قال: أنا أسكن في فروش بيت دجن منذ العام 1964 أي قبل احتلال الضفة الغربية وكنت أدير بيارة من 70 دونماً ولا زلت أعمل في حقل الزراعة أما اليوم فالوضع صعب للغاية فمنطقتنا ينقصها أبسط الخدمات والبنى التحتية ولولا هذا الطاقم لصارت أمرنا أسوأ فهم يعززون من صمودنا وإستمرارنا على أرضنا رغم كل المنغصات الإسرائيلية التي ترمي لتهجيرنا وترحيلنا.

وأضاف: لا تسمح إسرائل لنا بالبناء وهو ما يدفع بالشباب في سن الزواج للرحيل نحو القرى القريبة والمدن ومنهم أبنائي ومن يبني حجراً على حجر تسارع الجرافات الإسرائيلية لهدمه.

ويعاني سكان فروش بيت دجن من شح في المياه رغم أن منطقتهم تقوم على دفق مائي كبير إلا أن المحتل قام بحفر بئر إرتوازي على عمق 600 متر ما حرم الفلسطينيين من الحصول على المياه وفي أحسن الأحوال يستخرجون المياه المالحة غير الصالحة للزراعة لأنه ممنوع عليهم حفر آبار تزيد في عمقها عن 150 متراً، كما أنه لم يتبق لهم من مساحة أراضيهم والتي كانت تصل إلى 12 ألف دونم سوى 2000 دونم في محاولات لتهجيرهم وتطفيشهم من المكان.