وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اعتقل لـ 20 عاما: دير جرير تستعد لاستقبال الأسير عصمت شجاعية

نشر بتاريخ: 13/08/2013 ( آخر تحديث: 14/08/2013 الساعة: 09:23 )
رام الله - معا - تستعد الحاجة أم معتصم، والدة الأسير عصمت منصور شجاعية لاستقبال فلذة كبدها، والذي غيبه السجن الإسرائيلي لقرابة 20 عاماً، حيث من المفترض أن يتم الإفراج عنه فجر الأربعاء، ضمن الدفعة الأولى للأسرى المعتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، والذي تبقى على إنهاء مدة محكوميته عامين وشهرين.

ويقضي الأسير عصمت حكماً بالسجن لمدة (22 عاماً) بعد قيامه بقتل مستوطن إسرائيلي في شهر تشرين الثاني 1993 قرب بلدته دير جرير، ضمن خلية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، برفقة خلية عسكرية.

وحين اعتقل عصمت كان عمره أقل من (17) عاما، فكن فتى صغيراً، ولكنه بات اليوم رجلاً واعياً ومثقفاً وكاتباً كبيراً، حيث أصدر روايته الأولى "أسر الأسر" وهو داخل المعتقل، ويعد الآن روايته الثانية.

أم معتصم التي استمرت في زيارة فلذة كبدها على مدار 20 عاماً، تؤكد أنها لم تنم منذ أيام بعد أن علمت أن ابنها سيكون ضمن الدفعة الأولى من الأسرى المفرج عنه.

وأعدت أم معتصم ثيابها الجديدة من اللباس الفلسطيني التقليدي لاستقبال ابنها في يوم تحرره، إلا أنها تؤكد أن لديها مخططات أخرى، فهي تسعى إلى أن تزوج ابنها الأسير عقب الإفراج عنه، حتى تتمتع مع أحفاده، لا سيما أن لديها 65 حفيداً من أبنائها وبناتها، ولكن عمهم الأسير البطل لم ير أياً منهم.|232932|

وعلى مدار 20 عاماً، واظبت الحاجة الوفية زيارة ابنها مرتين في الشهر، وتنقات في زياراتها ما بين سجن وآخر، فتحملت برد الشتاء القارص، وحر الصيف القائض، لتحظى بساعة أو أقل في كل زيارة لرؤية ابنها الذي دخل الأسر طفلاً وخرج منه رجلاً.

وتؤكد الحاجة أم معتصم أن سعادتها منقوصة بالإفراج عن ابنها، لأنها تشعر بمشاعر مثيلاتها من الأمهات اللاتي لم يحظين بهذه اللحظة التي طال انتظارها، فلم يكن ابنهاءهن ضمن المفرج عنهم.

واختارت الحاجة أم معتصم ثوبها الذي ستلاقي فيه ابنها يوم تحرره من الأسر، وتؤكد أنها أن تشعر جميع أمهات الأسرى بذات المشاعر التي تعيشها منذ علمها بالإفراج عن ابنها.

أما شقيقه معتصم، فنجح في لقاء أخيه مرة وحيدة في العام 2007، حين اعتقل ليجتمع مع شقيقه في الأسر، فمثلما فرقهما الأسر عاد وجمعهما مرة أخرى.

وخلال هذه الساعة استذكر الشقيقان حياتهما وحياة الأسرة بحلوها ومرها، ولكن الفرحة لم تدم طويلاً، ولكنه اليوم يقول أنه سيحتضن شقيقه الأصغر، الذي سيعيش في أوساط العائلة مرة أخرى.

ويؤكد معتصم أن الاستعدادت في بلدة دير جرير شرق رام الله تجري على قدم وساق لاستقبال ابنهم الأسير البطل، الذي سيعود مرة أخرى لاستنشاق الحرية من جديد.

ويقول معتصم أن العديد من أهالي البلدة والبلدات المجاورة يزورون بيت العائلة لتقديم التهاني بتحرير الأسير عصمت، الذي سيعود إلى حضن بلدته بعد طول غياب.

وتشهدها بلدة دير جرير استعدادت لاستقبال الأسير الوحيد من محافظة رام الله والبيرة، الذي ورد اسمه ضمن الدفعة الأولى من الأسرى المنوي الإفراج عنهم، وزينت البلدة بشكل كامل لاستقبال الاسير.