|
تقرير : تقبيل الرجال للرجال.. بين القبول والرفض
نشر بتاريخ: 30/04/2007 ( آخر تحديث: 30/04/2007 الساعة: 17:08 )
عمان - نشرت صحيفة الدستور الاردنية في عددها الصادر اليوم تقريرا تناولت فيه اراء متخصصين وعلماء دين حول ظاهرة تقبيل الرجال للرجال وهي الظاهرة التي تنتشر في المجتمعات العربية .
واظهر التقرير تباينا في مواقف المستطلعة اراؤهم حيال تلك الظاهرة وفيما يلي النص الكامل للتقرير كما نشرته الدستور . تنتشر في كثيرمن المجتمعات عادة"تقبيل الرجال للرجال"عندما يلتقون بعضهم في المناسبات، او بعد غياب، او عند التزاور فيما بينهم، ولعل المجتمع الاردني الذي تسود فيه قيم المحبة والتسامح ، ويتميز افراده بنقاء السريرة وصفاء القلوب ، من اكثر المجتمعات التي تنتشر فيهاهذه الظاهرة التي لا يخفي الكثير من الاردنيين نفورهم منها ، متعللين بما يمكن ان تسببه من مضاعفات في حال وجود امراض من الممكن ان تنتقل بواسطتها، بالاضافة الى حالة النفور من هذه العادة لدى كثير من الناس الذين يجدون انفسهم منساقين للتعايش معها رغم ما تسببه لهم من ضيق . وفي كتاب لاستاذ علم الاجتماع الدكتور سليمان عبيدات (عادات وتقاليد المجتمع الاردني) يقول فيه (ان تقبيل الرجل للرجل على الوجنتين من العادات الشائعة عند الاردنيين ، وهذا النمط من التقبيل يعبر عن الشوق والرغبة في اللقاء). ويضيف الدكتور عبيدات (ان التقبيل على الوجنتين ، قد يكون نوعاً من انواع المواساة ، فقد يتوفى لشخص ما قريب له فياتي الناس لتعزيته ، فيقبل معظم المعزين وجنتيه حتى لو لم يعرفوه شخصياً ، وبالرغم من ان هذه العادة تعبر عن المواساة لأهل المتوفى وتخفف من احزانهم الا ان لها سلبيات عديدة ، اصبح الاردنيون يلمسونها ويتحدثون عنها ، ويتمنون التوقف عن مسبباتها وهي عادة التقبيل ، وتنطبق سلبيات ممارسة هذه العادة على اجتماعات ولقاءات النساء ايضاً ، وبنفس القدر الذي تنطبق فيه على اجتماعات ولقاءات الرجال . في حين يقول سماحة الدكتور عبد العزيزالخياط وزير الاوقاف الاسبق : ان عادة تقبيل الرجل للرجل مكروهة لدرجة التحريم ، ويكره ان يقبل الرجل فم الرجل ، او شيئا منه ، او يعانقه ، ولا بأس بالمصافحة ، ولا بأس بتقبيل يد العالم والسلطان العادل ، لأنها سنة قديمة متوارثة بين المسلمين ، من لدن الصدر الاول الى يومنا هذا. اما الدكتور تيسير ابو رجب التميمي وهو اختصاصي امراض داخلية فقال : من الممكن ان يترتب على تقبيل الرجل للرجل نتائج سلبية من ابرزها ، انتقال جرثومة "استربتوكوكاس" ، حيث تتكون في الحلق وتندفع الى الخارج عن طريق الفم واللعاب ، وانتقال الامراض التناسلية مثل السفلس الذي يسببه نوع من البكتيريا ، وانتقال الامراض الفيروسية خاصة اذا كانت جروح في الشفاه ، كما يمكن انتقال مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) اذا كانت جروح في وجه احد الطرفين المتعانقين ، هذا بالاضافة الى ان التقبيل يعطي الفرصة لانتقال فيروسات الجهاز التنفسي ، مثل فيروسات الزكام والانفلونزا عند تقارب الانف للانف. الدكتور عطا الخالدي استاذ علم النفس ، قال عن القبلة بين الرجال ومعانيها الرمزية: ان القبلة على الوجنتين بين رجلين تعني الندية والمساواة ، فالرجل لا يقبل آخر على الوجنتين اقل منه مركزاً او مقاماً او رتبة ، والقبلة بين رجلين متخاصمين ترمزالى التسامح والعفو ، والقبلة بين رجلين في مناسبات العزاء تعني التواضع والتطوع للخدمة والمساعدة ، والقبلة على الراس تعني الاجلال والتقدير ، والقبلة على الكتف تعني الاحترام ، والقبلة على الانف تعني التقدير . واضاف الدكتور الخالدي ان عادة تقبيل الرجل للرجل من العادات القديمة المتوارثة عند الاردنيين ، وهي تعبير عن المحبة والرغبة في المساعدة والمشاركة في الافراح والاتراح ، وقد حان الوقت للتخلي عن ممارستها والاكتفاء بالمصافحة بدلا عنها. اما استاذ الادارة التربوية الدكتور احمد يوسف التل : فقد شدد على ان هذه العادة مكروهة دينيا الى درجة التحريم ، وضارة صحياً ، ومرفوضة اجتماعياً ، وان الكثير من ابناء المجتمع الاردني ينفر منها ، مضيفاً ان هذه العادة ليست وحدها التي يجب ان نتوقف عن ممارستها ، وانما هناك عشرات العادات والمفاهيم السلبية التي يجب مناقشتها وتطويرها ، او الكف عن ممارستها ، واردف الدكتور التل قائلا : انه نظرا لاقتناعه واقتناع معظم الاردنيين بضرورة التوقف عن ممارسة هذه العاد ة السلبية ، فانه يقترح ان يبادر رئيس الوزراء بالاعلان عن موقف الحكومة من هذه العادة ، ومناشدة الاردنيين التوقف عن ممارستها في المناسبات العامة والخاصة ، وان تبادر العشائر الاردنية بالاعلان في دواوينها عن الاكتفاء بالمصافحة في جميع المناسبات ، وان يبادر كل من يقرأ هذا الموضوع الى التوقف عن ممارسة هذه العادة . |